القوات العراقية تتوغل أكثر داخل غرب الموصل ومدنيون يفرون

السبت 25 فبراير-شباط 2017 الساعة 05 مساءً / وفاق برس:
عدد القراءات 912
(رويترز) - تقدمت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة داخل مزيد من المناطق في غرب الموصل يوم السبت ومنها العديد من الأحياء الجنوبية المأهولة بعد يوم من اختراق دفاعات تنظيم الدولة الإسلامية في آخر معقل للمتشددين في البلاد.
وعبر نحو ألف مدني الخطوط الأمامية للمعارك في أكبر نزوح منذ بدء القتال قبل أسبوع بهدف توجيه ضربة قاصمة لتنظيم الدولة الإسلامية.
وفي العاصمة بغداد اجتمع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم السبت في أول زيارة من نوعها في أكثر من عقد.
ويأتي الهجوم الجديد في الموصل بعد أن أنهت القوات الحكومية وحلفاؤها تطهير شرق المدينة من الدولة الإسلامية الشهر الماضي محاصرين المتشددين في الشطر الغربي من المدينة التي يقسمها نهر دجلة لقسمين.

ويتوقع قادة عسكريون أن تكون معركة غرب الموصل أصعب من شرقها ويرجع ذلك جزئيا إلى صعوبة حركة الدبابات والعربات المدرعة عبر الأزقة الضيقة التي تنتشر بالأحياء القديمة الغربية.
لكن القوات العراقية حققت حتى الآن تقدما سريعا على عدة جبهات بالسيطرة على مطار المدينة الواقعة شمال العراق يوم الخميس إذ تعتزم القوات استخدامه كمنطقة دعم وتمكنها من اختراق ساتر ترابي طوله ثلاثة أمتار وخندق أقامهما تنظيم الدولة الإسلامية.

والقوات المتقدمة تبعد حاليا أقل من ثلاثة كيلومترات عن المسجد الواقع في الموصل القديمة الذي أعلن زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي من على منبره دولة "خلافة" في 2014 تضم أجزاء من العراق وسوريا مما أثار حملة دولية عسكرية لهزيمة التنظيم.
واستعادة المدينة سيقضي على الأرجح على طموح المتشددين بإقامة دولة لكنهم ما زالوا يسيطرون على أراض في سوريا ومناطق في شمال وغرب العراق ويمكنهم شن حرب عصابات في العراق وتخطيط شن هجمات على الغرب.
وقال العميد هشام عبد الكاظم إن قوات الشرطة الاتحادية ووحدة قوات خاصة في وزارة الداخلية تعرف باسم الرد السريع استعادت السيطرة بالكامل على هاوي الجوسق بجانب النهر وبدأت في تطهير حي الطيران إلى الشمال من المطار.

وأضاف أن الدولة الإسلامية تقاوم من خلال قناصة وزرع قنابل على الطرق. وشاهدت مراسلة من رويترز جثتين لمتشددين خارج مسجد في الجوسق.

* مقاتلون أجانب
قال الفريق عبد الوهاب الساعدي وهو قيادي عراقي كبير إن قوات مكافحة الإرهاب تتقدم أيضا على جبهتين نحو حي وادي حجر وحي المأمون.
وقال لرويترز من على تل يشرف على المعركة إن عمليات التطهير جارية وإن القوات دخلت تلك المناطق. وأضاف الساعدي إنهم دمروا سيارة ملغومة للدولة الإسلامية صباح يوم السبت قبل بلوغها هدفها.

وقال أحد سكان حي المأمون تم الاتصال به عبر الهاتف إن المتشددين تدفقوا على المنطقة في الأيام القليلة الماضية وهم ينقلون عائلاتهم إلى مناطق أكثر أمنا نسبيا في أحياء أخرى.
وذكر عدد من السكان أن الدولة الإسلامية تبث رسائل عبر مكبرات الصوت في المساجد في أنحاء غرب المدينة تحث فيها المحليين على مقاومة "هجوم الكفار".

ويعتقد أن عدة آلاف من المتشددين من بينهم الكثير ممن جاءوا من دول غربية للانضمام للدولة الإسلامية متحصنون في المدينة دون وجود مكان يذهبون إليه بشكل فعلي مما قد يؤدي إلى مواجهة شرسة وسط سكان يبلغ عددهم 750 ألف نسمة.
وقال زياد (16 عاما) ويقطن في هاوي الجوسق لمراسلة رويترز إنه رأى مقاتلين أجانب من تنظيم الدولة الإسلامية ينسحبون مع تقدم القوات العراقية ولم يتركوا وراءهم سوى المقاتلين المحليين .
وقال "كانوا خائفين فعلا... كانوا ينادون على بعضهم بعضا ويقولون هيا بنا."
وقال أبو ليث (49 عاما) إنه سمع بطريق الصدفة خلافات بين المقاتلين الأجانب والمحليين.

وقال "(المحليون) قالوا 'غدا ستنسحبون وسنكون نحن في وجه المدفع' وقال (الأجانب) 'هذه مشكلتكم. لسنا في القيادة الأمر جاء من الخليفة'."
ووضعت إدارة مكافحة الإرهاب في العراق بيانا على الإنترنت الأسبوع الماضي يقدم عفوا عن المقاتلين المحليين ممن قتلوا أجانب على الرغم من أن الإطار القانوني لمثل ذلك الاتفاق غير واضح.

وقال متحدث باسم الشرطة إن عضوا روسيا في الدولة الإسلامية أسر يوم الأربعاء قرب مطار الموصل.
وتشارك في الحملة قوات قوامها نحو 100 ألف جندي من القوات العراقية والحشد الشعبي ومقاتلين من عشائر سنية. ويدعم تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة العملية ويقدم دعما جويا حيويا إضافة إلى إرشاد وتدريب على الأرض.

ويتزايد وجود المستشارين الغربيين قرب الخطوط الأمامية للقتال للمساعدة في تنسيق الضربات الجوية وتقديم المشورة للقوات العراقية مع تقدم المعركة.

* فرار المدنيين:
فر نحو ألف مدني أغلبهم من النساء والأطفال من مناطق في جنوب غرب الموصل يوم السبت وأقلتهم شاحنات عسكرية إلى مخيمات تقع إلى الجنوب.

وقالت الأمم المتحدة إن ما يصل إلى 400 ألف مدني قد ينزحون بسبب الهجوم الجديد وسط نقص في الغذاء والوقود. وحذرت وكالات إغاثة يوم الجمعة من أن المرحلة الأخطر في الهجوم على وشك أن تبدأ.
وقال بعض الفارين من حي المأمون إنهم أصلا من حمام العليل جنوبي الموصل لكنهم أجبروا على الانتقال قبل أربعة أشهر مع تقهقر الدولة الإسلامية شمالا إلى داخل الموصل.

وقال أحد المدنيين ويدعى محمود نواف إن تنظيم الدولة "بدأ في قصفنا بشكل عشوائي مما دفعنا للاختباء في دورات المياه. وعندما جاءت قوات الأمن ونادت علينا بدأنا في الفرار إليها."

وتحث الحكومة السكان على البقاء في منازلهم قدر المستطاع كما فعلت في شرق الموصل مما أدى لفرار عدد أقل من المتوقع.
ورأت مراسلة لرويترز قرب المطار تسع أسر تعيش في منزل يقدم سكانه المطلقين للحاهم الشاي لقوات الأمن وقال بعضهم إن تنظيم الدولة الإسلامية أجبرهم على الانتقال من سامراء التي تبعد 250 كيلومترا إلى الجنوب من الموصل.

وقال أبو نابة (37 عاما) إنه فوجئ من سرعة طرد المتشددين. وأضاف "كنا نسمع أصواتهم في الخارج وبعد 15 دقيقة كانوا قد رحلوا.‭‭‭‭"‬‬‬‬
وقالت امرأة تحمل رضيعا إنها وضعته في المنزل قبل 22 يوما لأن من الخطير جدا محاولة الوصول إلى مستشفى.

   
مواضيع مرتبطة
الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعتقل عددا من أبناء الحركة (فتح)
إيران تجري مناورات بحرية وسط تصاعد التوترات مع أمريكا
بوتين: المحادثات بشأن سوريا في آستانة ساعدت في إحياء محادثات جنيف
فرقاطة روسية تتجه للبحر المتوسط في مهمة سورية
الرئيس التركي يزور روسيا يومي 9و10 مارس
مسؤول بالخارجية العراقية: السعودية ستعين سفيرا جديدا لدى العراق
مقتل العشرات من قوات الأمن السورية بتفجيرات ارهابية في حمص والحكومة ترد بضربات جوية
الأمم المتحدة تندد بحكم (مخفف بشدة) على جندي إسرائيلي قتل فلسطينيا
تركيا لا تحرز تقدما كافيا لاستحقاق السفر دون تأشيرة للاتحاد الأوروبي
القوات العراقية تقتحم مطار الموصل وقاعدة عسكرية
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية