إعادة اعمار سوريا يتطلب أكثر من 200 مليار دولار
الأحد 13 يناير-كانون الثاني 2013 الساعة 08 صباحاً / وفاق برس/ متابعات:
عدد القراءات 1410
في الرياض في "منتدى القطاع الخاص العربي"، وهو لقاء كبير يجمع مئات رجال الاعمال العرب تحضيرا للقمة الاقتصادية الاجتماعية العربية المقررة بعد ايام في الرياض ايضا، حديث مركزي عن تداعيات الربيع العربي على الاقتصادات الوطنية. من تونس وليبيا الى مصر واليمن وسوريا. في الحالات الأربع الاولى لقاءات بدأت فعلا بالتركيز على برامج وخطط ومشاريع مفصلة لمرحلة ما بعد الثورات. فلا حديث عن اعادة اعمار بل عن اصلاحات اقتصادية وتشريعية من شأنها ان تؤمن مناخات جاذبة للاستثمارات الخارجية. حتى ليبيا التي شهدت صراعاً مسلحا لاسقاط النظام لا حديث عنها تحت شعار إعادة الإعمار لان اضرارها محدودة جغرافيا واقتصاديا، فضلا عن ان ليبيا دولة غنية وذات موارد نفطية ضخمة، واحتياطات نقدية كبيرة تجعل من مهمة اعادة اعمار مدينة مثل مصراطة أمراً يسيراً وممكناً في مدى قصير. لكن المناخ السياسي والامني في ليبيا يبقى موضع اسئلة كثيرة، وكما يبقي علامات الاستفهام.
وحدها سوريا في هذا المنتدى تحضر في احاديث رجال الاعمال العرب تحت عنوان "اعادة الاعمار" بما يذكر بلبنان في مرحلة التسعينات. وثمة اقتناع ان الورشة هائلة بكل المقاييس وصعبة جداً نظرا الى محدودية موارد المالية السورية.
في منتدى الرياض الذي لم توجه فيه دعوة الى الغرف السورية الحالية بسبب ارتباطها الوثيق وتبعيتها للنظام، حديث يتجاوز الصراع العسكري الميداني، ليتركز على المرحلة التالية. فالرأي السائد هنا ان النظام انتهى. حتى رجال الاعمال السوريون الحاضرون بصفة شخصية، وجلهم ممن كانوا على علاقة بالنظام ثم ابتعدوا عنه مع بداية الثورة، يعتبرون ان بشار الاسد صار من الماضي، وان النظام اصلا سقط. ويقول لي احد المخضرمين منهم: "ان النظام سقط، ولم تعد هناك دولة. ولو كانت في الاصل دولة لما استمر القتال كل هذه المدة". ويضيف: "ان الصورة هي الآتية: النظام عبارة عن شلل مسلحة تقاتل في المدن والقرى السورية، والمؤسف ان يكون القتال اتخذ شكل تدمير منهجي لكل البلاد بحواضرها وأريافها. من هنا فإن سوريا بعد بشار سيكون على ابنائها ان يعيدوا اعمارها من الاساس. وبما ان التدمير شامل في مدن كبرى مثل دمشق (محيطها)، وحلب وحمص، فإن الورشة حسب تقديرات متطابقة ستتجاوز مئتي مليار دولار اميركي".
والسؤال الكبير: كيف سيعاد اعمار سوريا ؟ ومن يدفع الفاتورة الفلكية؟
عنوان اعادة اعمار سوريا سيكون عنوان المرحلة الاقتصادية المقبلة في المشرق العربي. فبشار الاسد سيخلف وراءه ارضا محروقة شبيهة في مناطق عدة بالمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
بعد هذا كيف يمكن مجرد التفكير بمرحلة انتقالية بوجود الاسد؟ او حتى بخرافة منحه الحق في الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة سنة 2014؟.
كلام كثير على ورشة سوريا الضخمة لكن يبقى السؤال الذي طرحناه آنفا: من يسدد الفاتورة؟ وكيف؟
- صحيفة النهار:
|