توالت ردود الأفعال العربية والغربية، الخميس، على تصاعد وتيرة العنف نتيجة للعملية العسكرية التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، والتي أعقبت مقتل أحمد الجعبري، قائد عمليات كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في غارة إسرائيلية أمس
.
وقال الرئيس المصري محمد مرسي، في كلمة نقلها التلفزيون، الخميس، إن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة غير مقبولة، وسوف تقود إلى تقويض الاستقرار في المنطقة، وذلك غداة استدعائه سفير مصر في إسرائيل احتجاجاً
.
وقال مرسي: "إننا نتواصل مع قطاع غزة بأكمله ومع الفلسطينيين، ونقف معهم حتى نمنع هذا العدوان عليهم، فنحن لا نقبل بأي حال من الأحوال استمرار هذا العدوان والتهديد المستمر لقطاع غزة
".
ومضى يقول "على إسرائيل إدراك أننا لا نقبل العدوان الذي يؤثر سلباً في أمن واستقرار المنطقة
".
وذكرت وكالة "رويترز" أن مرسي قال في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إنه ناقش سبل الوصول إلى تهدئة وإنهاء العدوان
.
كما طلب مرسي من أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، في اتصال هاتفي أن "تتحمل المنظمة الدولية المسؤولية تجاه منع هذا العدوان وضمان عدم تكراره
".
إيران والدول العربية
من جهتها، وصفت إيران، الخميس، العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة بأنها "إرهاب منظم"، كما أدانت "صمت المنظمات الدولية
".
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، إن إيران "تدين بحزم السلوك الإجرامي للقوات العسكرية الصهيونية الذي يقتل مدنيين"، كما نقل عنه الموقع الإلكتروني للقناة التلفزيونية الحكومية
.
كما دعت قطر مجلس الأمن الدولي إلى "الاضطلاع بمسؤولياته" في وقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدة أن "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يجب ألا يمر دون عقاب
".
وقال رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء القطرية الرسمية، الخميس: "أحب أن أدين" الهجوم الإسرائيلي، مؤكداً أن "هذا الاعتداء الآثم يجب ألا يمر دون عقاب
".
وأكد الشيخ حمد أن "مجلس الأمن يجب عليه أن يضطلع بمسؤولياته في حفظ السلام والأمن في العالم
".
ومن جهتها، دانت الحكومة الأردنية بشدة "العدوان الإسرائيلي" على قطاع غزة
.
وعبر سميح المعايطة، وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال وزير الثقافة والناطق الرسمي باسم الحكومة عن "إدانة الحكومة الشديدة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وما نتج عنه من شهداء وجرحى
".
وأضاف في بيان تلقت وكالة "فرانس برس" نسخة منه أن "سياسة إسرائيل العدوانية ستدخل المنطقة مجدداً في دوامة عنف وعدم استقرار
".
وعبرت ليبيا عن استنكارها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة التي تتعرض لها الأراضي الفلسطينية. وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان، الخميس، إن الحكومة الليبية تدين بشدة هذه الاعتداءات الإجرامية التي نتج عنها مقتل وجرح العشرات بل المئات من أبناء الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين السليبة، وتستنكر بقوة هذا العدوان الذي يأتي تحدياً للمجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية. وأكد البيان وقوف الشعب الليبي إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حريته واستعادة حقوقه المشروعة
.
ردود أفعال غربية
وفي توالٍ لردود الأفعال الغربية، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية، الكسندر لوكاشيفيتش، الخميس، أن روسيا تعتبر غارات إسرائيل على قطاع غزة رد فعل "غير متكافئ" على الهجمات "غير المقبولة أيضاً" التي تشنها حماس
.
وقال لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي إن "الهجمات في جنوب إسرائيل وعمليات القصف غير المتكافئة (لإسرائيل) على غزة، خصوصاً تلك التي تسفر عن سقوط ضحايا مدنيين من الجانبين، غير مقبولة إطلاقاً
".
كما اتهم وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ حركة حماس بأنها "المسؤول الرئيسي عن الأزمة الحالية" في غزة وإسرائيل
.
وقال هيغ في بيان: "أدين بشكل كامل الهجمات بالصواريخ من غزة على جنوب إسرائيل التي تشنها حماس ومجموعات مسلحة أخرى"، مضيفاً "إنها تؤدي إلى وضع لا يحتمل للمدنيين الإسرائيليين" الذين "يحق لهم العيش من دون خوف من مهاجمتهم من غزة
".
كما أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه "يحق بالتأكيد لإسرائيل الدفاع عن نفسها"، لكنه رأى في الوقت نفسه أن "عودة العنف لا توصل إلى شيء"، داعياً إلى "خفض التوتر وضبط النفس" بين الإسرائيليين والفلسطينيين
.
وقال فابيوس لإذاعة "آر تي أل": "أدعو باسم فرنسا إلى ضبط النفس في منطقة هي أصلاً مضطربة جداً، وستكون كارثة أن يحدث مزيد من التصعيد
".
وكانت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، قد قدمت دعم الولايات المتحدة الحازم لإسرائيل في ردها العسكري على الهجمات التي تشنها حركة حماس عليها، وذلك خلال اجتماع طارئ عقده مجلس الأمن الدولي مساء الأربعاء في نيويورك
.
وقالت رايس "لا شيء يبرر العنف الذي تلجأ إليه حماس ومنظمات إرهابية أخرى ضد الشعب الإسرائيلي"، في حين أن ممثلي الدول العربية دعوا مجلس الأمن إلى إدانة إسرائيل
.