توتر أمريكي قبل إعلان تقرير التعذيب..بوش وفريقه يحتشدون ضده والبيت الأبيض يتوقع ردود عنيفة باليمن ومصر والعراق

الثلاثاء 09 ديسمبر-كانون الأول 2014 الساعة 06 مساءً / وفاق برس:متابعات
عدد القراءات 1741

عشية إصدار تقرير طال انتظاره حول استخدام أشد ممارسات التعذيب ضد الإرهابيين المشتبه بهم، من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA بعد الهجمات الإرهابية فى 11 سبتمبر 2001، شهدت الولايات المتحدة اشتباكا حاميا بين البيت الأبيض والجمهوريين بشأن الحكمة من نشر التقرير أمام الرأى العام والمخاطرة بتفجير رد فعل عنيف فى الخارج.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز "بينما وضعت الولايات المتحدة منشآتها الدبلوماسية وقواعدها العسكرية في حالة تأهب لمخاطر أمنية شديدة، قال مسئولون في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنهم لا يتوقعون أن يتسبب نشر التقرير فى ذلك النوع من العنف الذى أسفر عن مقتل أربعة دبلوماسيين أمريكيين فى بنغازى فى سبتمبر 2012، فمثل هذه العمليات الانتقامية العنيفة، على حد قول مسئولى الإدارة الأمريكية، تميل إلى الحدوث أكثر عن المساس بالإسلام كدين أكثر من الأفراد المسلمين، لكن بعض كبار أعضاء الكونجرس من الجمهوريين يحذرون من عواقب إعلان التقرير، مشيرين إلى تقارير استخباراتية داخلية وأجنبية بشأن احتمال إثارة الاضطرابات والعنف، مما قد يسفر عن مقتل أمريكيين".

وضم ديك تشينى، نائب الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش، صوته إلى غيره من مسئولى إدارة بوش المدافعين عن موقف وكالة الاستخبارات المركزية الـ CIA، قائلا "إن أساليب الاستجواب القاسية التى استخدمتها الوكالة قبل عقد مبررة تماما ورفض مزاعم بأن الوكالة حجبت معلومات عن البيت الأبيض".

واعترف البيت الأبيض وفقا للصحيفة أن التقرير قد يشكل خطرا أكبر على المنشىآت الأمريكيين والعاملين بها فى دول مثل مصر وباكستان واليمن وليبيا والعراق، لكنه قال إن الحكومة تعد منذ أشهر خططا للتصدى لأصداء التقرير، وفى الواقع قبل سنوات، وأن هذه المخاطر لا ينبغى أن تكون سببا يدفع لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ لنشر التقرير، وقال جوش إرنست، السكرتير الصحفى للبيت الأبيض، إنه من الصعب تخيل أفضل الأوقات لنشر التقرير، لاسيما بالنظر إلى التفاصيل المؤلمة التى يتضمنها، لافتا إلى أن "الرئيس الأمريكى يعتقد أنه من المهم لنا جميعا أن نتسم بالشفافية قدر الإمكان بشأن ما حدث بالضبط، لذلك يمكننا أن نكون واضحين للجمهور الأمريكى والناس فى جميع أنحاء العالم بأن شيئا من هذا القبيل لن يتكرر ثانية".

وأضافت الصحيفة "لكن يبدو أن الإدارة الأمريكية لديها هواجس، حيث أجرى وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى اتصالات هاتفيا، الجمعة برئيسة لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ، دانى فيتشتاين، يحذرها بشأن الاضطرابات المتوقع أن تنجم عن نشر التقرير، ونفى مسئول أمريكى أن يكون كيرى قد مارس ضغوطا على فينشتاين لتأجيل التقرير، وأوضح أنه كان يهدف من الاتصال إبلاغها بشأن أحدث تقييم استخباراتى حول المخاكر الأمنية المتوقعة، والتى كانت تتضمن يومها تهديد حياة أمريكى مخطوف لدى القاعدة فى اليمن، إلا أن لوك سوميرس، المصور الصحفى، لقى حتفه بالفعل على يد خاطفيه بعدها بساعات قليلة خلال محاولة قوات الكوماندوز الأمريكية لتحريره".

ومن جانب آخر قرر فريق إدارة الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش وضع أيديهم فى يد مسئولين استخباراتيين سابقين لتحدى التقرير المثير للجدل، فبحسب نيويورك تايمز فإن التقرير يشير إلى أن الـ CIA ضلل بوش وإدارته بشأن طبيعة ومدى ونتائج الأساليب الوحشية التى استخدمها ضد المعتقلين مثل الإيهام بالغرق، وأن بعض مسئولى إدارته اقترحوا سرا استغلال هذه النقطة لينأوا بأنفسهم عن البرنامج المثير للجدل، ذلك بحسب روايات أشخاص شاركوا فى النقاش، ويقول أحد المسئولين السابقين أن الرئيس بوش ومستشاريه المقربين رفضوا الاقتراح وقالوا "نحن ماضون للوقوف وراء أولئك الرجال"، وقد أظهر بوش هذا الأمر فى لقاء مع شبكة CNN، الأحد الماضى قائلا: "نحن محظوظون لأن يكون لدينا رجال ونساء يعملون بجد فى وكالة الاستخبارات المركزية.

أولئك وطنيون مهما قال التقرير عنهم". وفى الأيام الأخيرة الماضية، قام مسئولون سابقون فى وكالة الاستخبارات، ساعين للتحالف ضد التقرير، بتهدئة فريق بوش بشأن الضغط على مستشارى الرئيس السابق للتحدث علانية لصالح الفريق. وشكل فريق الدفاع عن البرنامج كلا من مديرى الـ CIA السابقين جورج تينت والجنرال مايكل هايدن، جنبا إلى جنب مع جون ماكلولين، النائب السابق للوكالة والذى عمل قائما بأعمالها.

وقال ماكلولين، الأحد، إنه بمجرد إصدار التقرير فسيكون لدينا أمور ووثائق متاحة خاصة بالقضية. وبينما لم يقدم النائب السابق للـ CIA تفاصيل لكنه أشار إلى أن التقرير استخدم معلومات بشكل انتقائى وغالبا مشوهه لتقديم حجته ودون توصيات".

وكان الهدف من التقرير الذى وضعته لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ إثر تحقيق دقيق استمر أكثر من ثلاث سنوات بين 2009 و2012، إلقاء الضوء على البرنامج الذى وضعته الـ"سى آى إيه" سرا لاستجواب أكثر من مائة معتقل يشتبه بارتباطهم بتنظيم القاعدة بين 2001 و2009 باستخدام تقنيات مشددة مثل الإيهام بالغرق والحرمان من النوم. وقال جوش ارنست الناطق باسم الرئيس باراك أوباما الذى وضع حدا للبرنامج عند دخوله إلى البيت الأبيض فى يناير 2009 أن "الرئيس يعتقد أنه من المهم أن ينشر حتى يفهم الناس فى الولايات المتحدة وعبر العالم ما حصل بالضبط".

وبالرغم من إقراره بأن "الوقت غير مناسب" لنشر مثل هذه الوثيقة اعتبر جوش أن ذلك ضروريا لضمان "عدم تكرار الأمر أبدا". وقال ستيف وارن المتحدث باسم البنتاجون إن مراكز القيادة الإقليمية تبلغت بنشر التقرير "الوشيك" وتلقت أمرا "باتخاذ تدابير الحماية المناسبة".

ووافقت اللجنة على التقرير السرى فى ديسمبر 2012 وصوت أعضاؤها فى إبريل الماضى لنزع السرية عن عشرين من استخلاصاته وعن ملخص من حوالى 500 صفحة شطبت منه المعلومات الأكثر حساسية.

وبالرغم من أن باراك أوباما وعد بنزع السرية بشكل سريع عن النسخة، إلا أن الآلية استغرقت ثمانية أشهر بسبب خلاف بين أعضاء مجلس الشيوخ والبيت الأبيض حول حجم المعلومات الواجب شطبها من التقرير مثل الأسماء الحركية لعملاء الـ"سى آى إيه"، أو البلدان التى تعاونت مع البرنامج السرى. ويعارض العديد من الجمهوريين نزع السرية عن التقرير وإعادة فتح الجدل حول عمل الـ"سى آى إيه" والتعذيب بصورة عامة.

وندد العديد من الجمهوريين مسبقا بنشر تقرير اعتبروه منحازا وكلف دافعى الضرائب الأمريكيين بحسب ما أشاروا إليه أربعين مليون دولار. ورأى السناتور الجمهورى ماركو روبيو الذى يرد اسمه كمرشح للانتخابات الرئاسية عام 2016 ان نشر التقرير الذى وصفه بـ"غير جدى وغير بناء" هو امر "متهور ولامسؤول". وفى مقال نشر فى صحيفة واشنطن بوست ندد خوسيه رودريجيز المسؤول السابق فى هذا البرنامج فى السى اى ايه بـ"القدر الكبير من النفاق" الذى يبديه السياسيون فى هذا الملف، وكتب "فعلنا كل ما طلب منا .. ونحن على يقين بان ذلك كان فعالا. وبعد عقد نسمع بعض هؤلاء السياسيين انفسهم عوضا عن مكافأتنا يعربون عن استنكارهم، بل اسوأ من ذلك يشوهون الوقائع ويقللون من شان النجاحات التى تحققت". ويثير هذا البرنامج السرى جدلا اساسيا لمعرفة ما اذا كان اتاح فعليا الحصول على معلومات جوهرية قادت الى تحديد موقع زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الذى قتل عام 2011 فى باكستان فى عملية شنتها وحدة كومندوس أمريكية. وتناول اوباما مطولا مطلع أغسطس تقنيات الاستجواب هذه التى "يفترض باى شخص منطقى ان يعتبرها بمثابة تعذيب"، معتبرا ان الولايات المتحدة "اجتازت خطا"، لكنه ان ندد بهذه الوسائل، الا انه دعا ايضا الى وضع الاحداث فى سياقها، ما فاجأ بعض الديموقراطيين.

وقال "من المهم ان نذكر كم كان الناس خائفين. لم يكونوا يعرفوا ان كانت اعتداءات اخرى ستقع بشكل وشيك. كان الضغط هائلا على عاتق قوات الامن". قالت صحيفة "بولتيكو" الأمريكية إن البيت الأبيض أعلن أن الأهداف الأمريكية فى الخارج تم تأمينها، وتم القيام باستعدادات أخرى للتخفيف من التهديدات قبيل إزاحة الستار عن تقرير لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الذى طال انتظاره حول أساليب الاستجواب التى استخدمها السى أى إيه ضد معتقلى القاعدة.

وقال جوش إرنست، السكرتير الصحفى للبيت الأبيض، إن الإدارة اتخذت الاحتياطات اللازمة وقامت باللازم، مضيفا أن الإدارة كانت تستعد منذ أشهر وتم اتخاذ التدابير الأمنية المناسبة. وكان البنتاجون قد أرسل الأسبوع الماضى إرشادات عامة للقادة المقاتلين حول العالم، حسبما قال أمس، وفوضهم باتخاذ الإجراءات المناسبة لزيادة الأمن وفرض الحماية. وقالت صحيفة بوتيكىو إنه على الرغم من التهديدات برد الفعل العنيف المحتمل قبل الكشف عن التقرير، قال إرنست إن البيت الأبيض يدعم التقرير المختصر الذى يقع فى 600 صفحة، لأنه ملتزم بأن يكون واضحا وشفافا حول ماهية القيم الأمريكية.

وأضاف قائلا إن مثل هذا الشىء لا ينبغى أن يحدث مجددا، مشيرا إلى أساليب الاستجواب التى تم استخدامها فى عهد جورج بوش والتى يصفها المعارضون بالتعذيب.

 
مواضيع مرتبطة
ماذا قال بيان قمة الدوحة عن اليمن وجماعة أنصار الله
الخلافات مستمرة رغم قمة (الفرحة) الخليجية
استراتيجية التدخل العسكري لتحرير الرهائن الاجانب في اليمن .. هل تنجح ؟
الولايات المتحدة تراجع حساياتها بخصوص الرئيس صالح
سياسي مصري يكشف الجهات التي تقف خلف الأزمة وتوتر الأوضاع في اليمن
عاهل الأردني يتهم الإخوان باختطاف الربيع العربي:
القاهرة تقر عدم عودة سفيرها للدوحة..بعد اكتشاف تمويل شقيق وزير خارجية قطر لإعمال إرهابية بمصر
صنعاء وواشنطن تتقاسمان حرج فشل عملية تحرير الرهائن
(فيديو).. 13 قتيلا على الأقل : (مسؤولون) .. يكشفون معلومات جديدة عن محاولة انقاذ رهينتين اجنبيتين في اليمن
انفرط عقد تحالف دعم الشرعية في مصر .. (تقرير)
أمريكا مضطرة للتعايش الحذر مع دور إيراني اكبر في العراق
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية