شباب ''سعوان ومسيك'' بصنعاء في قبضة القاعدة

الجمعة 27 يوليو-تموز 2012 الساعة 12 صباحاً / وفاق برس:سي ان ان:
عدد القراءات 1151
ثمة شعور بين أهالي سعوان في العاصمة اليمنية صنعاء، بأن الأجهزة الأمنية لا تقوم بواجبها في العمل على إعادة أبنائهم الذين اختفوا في ظروف وصفوها بالغامضة، وعلموا فيما بعد بأن بعضهم قد انضم لصفوف أنصار الشريعة، التابع لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

البعض تحدث لموقع CNN بالعربية، وبشكل عفوي عن قصص مشابهه لظروف اختفاء أبنائهم، متهمين الجهات الرسمية بالتقصير وإيصالهم إلى قبضة القاعدة. وتقول أم عمر، إن ابنها عمر (22 عاما)، "خرج يوم خميس قبل 12 شهرا، وبعد حادث قصف مقر الرئاسة التي أدى إلى إصابة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بجراح ومقتل عدد من الحضور، اخبرني بأنه سيذهب للعشاء مع أصدقائه، لكنه خرج ولم يعد."
وأضافت: "بعدها اتصل بي عمر، وقال إنه في أبين، وانه لم يخبرني بذلك من قبل لأنني سوف أمنعه من السفر."
وأشارت إلى أن عمر، الذي كان يدرس في السنة الثالثة بكلية التجارة بجامعة صنعاء، يتواصل معها من وقت إلى آخر للاطمئنان عنه.
وأشارت إلى أن "عمر كان يظهر تعاطفا مع تنظيم القاعدة عند متابعة الإخبار أو من خلال مناقشة قضاياهم، وكان يدعوا دائما إلى تنفيذ الحدود بحسب الدين الإسلامي،" موضحة بأنه تساءل أكثر من مره أمامها:'' لماذا الرئيس على عبد الله صالح ادخل أمريكا إلى البلاد؟ لهذا السبب لابد أن يعاقب."
وتطرقت أم عمر، وهي أم لفتاة جامعية، وأربعة أولاد، عن الفترة التي أنضم فيها لتنظيم القاعدة فقالت: بدأ ابني مع الجماعة منذ سنتين تقريباً، فقد لاحظت تغيرا في سلوكه، إذ أصبح أكثر التزاما، ومتشددا، وملتحيا ولا يلبس البنطال، بل يرتدي الثوب، وغالبية أصدقائه كانوا مثله."
وذكرت أم عمر، أن أبنها قتل أخ له عن طرق الخطأ، بعدها بدأ يرتاد أحد الجوامع في نفس منطقته، ويحرص على حضور جلسات للذكر باستمرار، ومنها انخرط في صفوف الجماعة.
وأضافت: "كنت أخاف عليه وأصدقائه من طبيعة سلوكهم، رغم إن غالبيتهم من أبناء منطقة سعوان ومسيك المجاورة، فنصحته وحاولت أن أزوجه لعلي استطيع أن اشغله عما هو فيه، لكن حالت الظروف من تحقيق ذلك."
وتساءلت أم عمر: ''كم من أم وأسرة تتألم لغياب ولدها وتنتظر كل ليله عودته أو التبليغ بمقتله؟''
وأضافت: "من غرر بولدي قتلني وقتل الكثير من الأمهات."
أثناء لقاء أمر عمر، كان هناك عزاء في احد البيوت بالمنطقة، لشاب اختفى، وهو في السنة الثالثة صيدلة، إذ اخبر والدته انه سيذهب لدراسة القرآن، وبعدها اتصل بها ليبلغها بأنه في أبين.
بعض الذين كانوا في العزاء أوضحوا لموقع CNN بالعربية أن الشاب قتل في غاره جوية على احد مواقع أنصار الشريعة في أبين. وفي ذات المنطقة، j م تبليغ عائلة بمقتل ابنهم الأصغر في أبين، إلا أنهم رفضوا تقبل العزاء فيه، رغم انقطاع اتصالاته عنهم، بحجة أنهم لم يروا جثته ليصدقوا موته. الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قال خلال استقباله في 18 مايو/ أيار الماضي وفدا أمريكيا برئاسة قائد القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى الفريق جيمس ماتيس، إن "الفقر والتدني الاقتصادي يمثلان ما يزيد عن 70 بالمائة من المشكلة في اليمن، وتنظيم القاعدة وجد في هذا مرتعا خصبا لإغواء وتجنيد الشباب من الفئات العمرية العشرينية وما فوق.
من جانبه، قال بشير الفضلي، من وزارة الشؤون الاجتماعية، ومن سكان سعوان: "هنالك عملية مرتبه ومنظمة تقوم بها الجماعات الإرهابية للسيطرة على عقول الشباب، وتغيير اتجاهاتهم، مستغلة الظروف الاجتماعية والفقر وغياب الدولة."
وفيما تحفظ أفراد في قسم شرطة الوحدة التابعة لمدينة سعوان عن الحديث حول الموضوع، وما أذا كان هناك بلاغات من اسر الشباب، قالت مسؤولة في منطقة سعوان، فضلت عدم كشف هويتها تحسباً لأي مضايقات قد تتعرض لها من قبل المتشددين، إن "الأهالي يعتبرون التحاق أبنائهم بالقاعدة عيب وأمر يقلل من شأن الأسرة، بالإضافة إلى تخوفهم من عمليات التحقيق التي تجرى من قبل الجهات الأمنية، لذا فهم يتحفظون عن الموضوع."
وأوضحت أن بعض الأسر، ممن ألقت المخابرات لقبض علي أبنائهم في وقت سابق للإحداث السياسة التي عاشتها اليمن منذ مطلع العام الماضي، طلبوا المساعدة والتوسط لإخراج أبنائهم من السجون، "ولكن مع انشغال الدولة بالأزمة السياسية تزايد انخراط الشباب في صفوف القاعدة."
المحلل السياسي، والمختص بشؤون الإرهاب، محمد سيف حيدر، أكد لموقع CNN بالعربية أن "العاصمة صنعاء تظل من أهم المدن والساحات للاستقطاب وتجنيد الأفراد لتنظيم القاعدة أو أنصار الشريعة المنبثق عنه." وأشار إلى أن المساجد والمدارس والجامعات، والساحات مؤخرا، علاوة على الأصدقاء والأقارب، هي الوسيط لعملية الاستقطاب، وقال: "إن طبيعة الأزمة والأجواء السياسية التي شهدها اليمن منذ مطلع العام الماضي ساهمت في زيادة مساحة الاستقطاب من قبل الجماعات الراديكالية، مثل تنظيم القاعدة، من اجل زيادة قوتها؟"
وتابع قائلا: "وكانت بعض الساحات، والتي اغلبها من الشباب في المدن من بينها العاصمة صنعاء، مقر تجمعهم، وهذا يفسر ما جاء في رسالة صوتيه لناصر الوحيشي، المكنى بأبي بصير، احد قادة القاعدة البارزين عندما قال إن التنظيم موجود في الساحات."
وتظل سعوان، حيث مقر السفارة الأمريكية في صنعاء وغيرها من المناطق في العاصمة ومدن يمنية أخرى ساحات مفتوحة لاستقطاب الشباب من قبل تنظيم القاعدة، مستغلة الحالة النفسية والاجتماعية للشباب، بالإضافة إلى الفقر والبطالة وعدم وجود أماكن لاستيعاب طاقاتهم.

بالمقابل تجد أن أهالي منطقة سعوان ما زالوا يبحثون عن إجابات حول مصير العديد من الشباب، الذي سيكون إما القتل أو السجن أن صمموا على البقاء على ذات النهج.
*نقلا عن سي ان ان بالعربي:

مواضيع مرتبطة
ضبط متهم بقتل مواطنيين بتعز واثنين آخرين في سرقة كابلات كهربائية بعدن
محامون يتهمون "همي همك" بالإسائة للقضاء ويقاضون قناة السعيدة
يمنيون يتهمون (MBC)بالإساءة لهم ومحاولة إلصاق تهمة الإرهاب بهم
مصادر نقابية.. هيئة التدريس بجامعة صنعاء تبتز رئيس الجامعة
مصرع نجل ماجد الذهب واحد مرافقيه بعبوة ناسفة بصنعاء والداخلية تبطل عبوتين بعدن
قناة آزال الفضائية تتهم اياد خفية بالوقوف وراء التشويش المستمر عليها
بينهم 413 أجنبي:
الداخلية:ضبط أكثر من 14 ألف متهم خلال النصف الأول من العام 2012
قائد حرس الرئيس الحمدي: سيأتي الوقت المناسب لكشف حقائق اغتيال ابراهيم الحمدي
مبعوث ايراني يصل صنعاء بعد كشف شبكة تجسس ايرانية
اللجنة التحضيرية للحوار تفشل في الانعقاد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية