|
استدعيت هذا المثل او هذه القالة لانها تنطبق على ما يصدر عن القيادة الحوثية هذه الايام، فقد شاركت في الحوار ثم انسلخت عنه، ووضعت نصب عينيها اسقاط الحكومة، بل ان ما تطرحه ينطوي ضمنا على اسقاط الرئيس بل والنظام باسره، دون تقدير لعواقب ما تدعو اليه ان تم لها وتحقق، فانتيجة لن تكون معارك طيارة، كالتي خاضتها الحركة حتى الآن بل ستكون حربا اهلية مكتملة الاركان.
ولئن كانت بعض القيادات الاصلاحية قد سكرت بزبيبة المبادرة الخليجية التي جعلتها سبع حكومة الوفاق وليس نصفها او حتى ربعها، فذهبت الى تجييش التكفيريين وفرض الحصار على صعدة، فلا شك انها قد افاقت من سكرتها على وقع ضربات الحوثيين. وهو امرجيد استحسنه الجميع وربما الرئيس نفسه، فاليمن لم يعد فيه متسع للسكارى ولا يستطبع تحملهم.
في مثل هذا الشهر من العام 2012 في مقابلة صحفية مع صخيفة الجمهورية سألني المحرر قائلا:
إذن ما هي أولويات اليمن خلال الفترة القادمة سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي؟
فأجبت قائلا:
"أولويات اليمن هي بناء الدولة، أنا لا يهمني أن يكون القانون عادلاً أو جائراً، الذي يهمني أن يتم تطبيقه على الجميع، المساواة في الظلم عدل، على الصغير والكبير، الدولة الحديثة يجب أن يتساوى فيها الكل، لا يمكن للدولة أن تبنى إلا إذا خضعت القوة العسكرية والأمنية للقيادة السياسية، سواء كانت شرعية وراثية أو شرعية شعبية أو غيرها، لا تتحول القوى العسكرية إلى إقطاعية.. وللوصول إلى هذا يجب علينا خلق نوع من التوازن بين مختلف القوى، البعض تغول حتى الآن، وعلى أي رئيس قادم أن يعمل على تقوية الضعيف خلال المرحلة القادمة فإن لم يتمكن من ذلك فليعمل على إضعاف القوي، لأنه إذا توازنت القوى داخل المجتمع سيرغمون على الجلوس إلى الحوار، وعند ذلك سيصلون إلى نقطة الوصل بين الطرفين. "
ولكن الملاحظ الآن أن الغرور والتبجح اصبح ظاهرة منزايدة في اوساط القيادات الحوثية، واصبحت تصرفاتها مثبتة لكثير من الاتهامات التي يسوقها خصومها ضدها. واصبحت تصرفاتها كاسرة للتوازنات وفي ذلك خطر عظيم على البلاد والعباد.
السيد عبدالملك شاب صغير السن وهو بحاجة الى حكمة الشيوخ ويبدو انه لايسعى اليها. وهناك اندفاع وتهور وتصعيد مستمر، وانفرادية لن تحمد عقباها، فالحركة تتصرف بمعزل عن القوى السياسية التي وقفت الى جانبها ابان محنتها مع نظام صالح، بل انها لاتهتم حتى برفاق ساحات التغيير من القوى غير الحزبية والشبابية المستقلة ماعدا تلك التي تشتري لها "بؤرة بيروت" ولاءاتها بالتمن شمالا وجنوبا، فكما هو وااضح فان البؤرة تضع ثقلها خلف مسعى مستحيل لحمل الحركة على رقاب الناس يأي ثمن. ومن جهة اخرى فان الحركة تجمع عداء الجميع بوتائر عالية. ويبدو جليا ان القيادة الحوثية لا تدرك انها بتصرفاتها المتهورة تضع اتباعها في اشداق خطر عظيم محلي واقليمي ودولي في صراع يلوح في الافق ستخسر فيه كل شيئ. وهو صراع لاتغني فيه الشعارات فتيلا.
فمن الناحية العسكرية، لطالما اوقع التمدد الجغرافي المنفلت جيوش امبراطوريات عظمى في الهزيمة والتلاشي ، والحركة تتمد ارتالا على منن السيارات والشاحنات، وتكفي كما ئن الآربي جي في بيئة معادية اوعدة طائرات للقضاء عليها. وبهذه المناسبة اريد ان اذكر السيد عبد الملك برسالة كتنها الى الرئبس علي عبدالله صالح نقلتها الى مقالة لي نشرت في سبتمبر 2009 بعنوان "حرب صعدة بين الدعاية والوقائع" تستنكر عدوانية الرئيس ضد الحوثيين، وكان النقل من الوثيقة الخطية بخط عبدالملك والمنشورة في كتاب الزهرة والحجر للصحفي الاستاذ عادل الاحمدي يقول فيها قائد الحوثيين:
"أنا عبد الملك بدر الدين الحوثي اكتب بقلمي هذا الالتزام على نفسي انه إذا نفذت السلطة مطالبنا ورفعت الظلم عنا وأفرجت عن سجناءنا فإني مستعد وملتزم متعهد بالحضور إلى صنعاء للحوار والتفاهم وان نتوقف عن كل عمل عسكري يستهدف السلطة والمتعاونين معها والله على ما نقول وكيل وكتب عبد الملك بدر الدين الحوثي وفقه الله بتاريخ 20/5/2005م".
ثم يورد مطالبهم في وثيقة أرسلت إلى الأخ رئيس الجمهورية بخطه كما يلي:
إصدار إعلان عفو عام غير مشروط
تعويض ما نهب الجيش وإعمار ما دمره
حرية الدين والمعتقد وإقامة المناسبات الدينية
إعلان الالتزام بإخراج جميع المساجين بدون استثناء
رفع الحملات العسكرية
إعلان الموافقة عن هذه المطالب على شاشة التلفاز والصحف الرسمية.
وقد أرفق هذه المطالب برسالة مؤثرة يقول فيها: "رغم كل ذلك يمكن فتح صفحة جديدة وما من مشكلة إلا ولها حل ولاسيما ونحن من أبناء وطنك الذي تحكمه ولم نعلن خروجنا على النظام الجمهوري ولا على الدستور والقانون بل إن المراجعة للدستور والقانون تكشف أن السلطة تعاملت معنا في كثير من القضايا والمواقف بخلاف الدستور وبخلاف القانون ونحن مستعدون للحوار والتفاهم ونأمل ألا يتمكن المغرضون وتجار الحروب من سد الباب أمام فرصة سانحة لحل القضية وقد تمكنت يا فخامة الرئيس من حل مشاكلك مع دول الجوار بما فيها ارتيريا عن طريق الحوار والحل السلمي مع أنها قضايا مستعصية أكثر من مشكلتنا وبحنكتك السياسية تمكنت من حلها فبالأولى من هم أبناء وطنك أن تكون ارحم بهم واحرص ألا تسفك الدماء وأنت ونحن واثقون قادر على حل المشكلة ومن جانبنا ونحن أبناء وطنك مستعدون على التفاهم والحوار على أمل حل عادل للقضية." انظر الكتاب في موقع نشوان نيوز.
فما عدا مما بدا ياسيد عبدالملك؟
ان فخامة الاخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هو رمز الدولة ورمز اليمن الموحد وانا احذركم من استعدائه واضطراره الى المواجهة. فلسان حاله يقول :
وأنا حمول السرف والميل لابن العم
أصبْر على البينة وادحق على الهامي
أما متى أصبحت أنا وأياه نتراجمْ
بايفرحْ الخصم ذي قد هو لنا ظامي
كَمَنَّ بعض القبائل ما درى من كمْ
يأكل ويشربْ وهو من جيز الأنعامي
في الثلاثاء 15 إبريل-نيسان 2014 12:22:07 ص