|
في هذه الايام نسمع ضجيج و عواء منتظم على الحكم و الخوف من سيطرة الحوثي عليه .!! عجيب عن اي حكم متى كان الحكم في يد ارجوزات دار الرئاسة او دمى مؤسسات الدولة ؟ يعني ما في حد في اليمن والعالم ما يعرف ان قرار الحكم في اليمن اسير السفارات الاجنبية !! العصابة المتولية للسلطة بشرعية غربية سلمت الدفعة الاولى من قرار الحكم مقابل حصانة ؟ وسلمت الباقي في صفقة الفصل السابع مقابل حمايتهم من القوى الثورية وثمن التخلص من القوى الوطنية في جنوب اليمن وشماله ؟ فعلى اي حكم نسمع عواء اولئك الباعة للكلمة على قارعة التبعية الرخيصة مقابل رزنامة ورقية خضراء تتحكم في تحديد المستهدف ومستوى الخسة والانحطاط في التعاطي معه ولا يهم تلك الكائنات المستنسخه الاستهتار مصير حتى لو تطلب الرقص بأقلامهم على معانات ومآسي والآلام الشعب اليمني المستمرة لعقود من الزمن .
والحقيقة ان صعده نموذج ناجح ومتميز اظهر كيف يحكم المجتمع نفسه بنفسه مع ان من يتولى المناصب والسلطات في صعده هم من كل القوى و الاحزاب السياسية "مؤتمر و حلفائه و الاصلاح وشركاؤه التي تدير كل شيء دون استثناء ولكن تحت رقابة شعبية و تعاون مجتمعي وهذا الذي الوضع الديمقراطي الطبيعي الذي يحاربه تجار الحروب وقوى الفيد والفتوى بإشراف وتمويل الجارة المستبدة التي لا يوجد فيها اي شكل من اشكال الديمقراطية ..
قراءة بالأمس مقالاً في صحيفة الشارع الموقرة لأحد تلك الكائنات المستنسخة و المحترفون لمهنة الاقلام المشبوهة في ذلك المقال بالغ في البذاءة و اسراف في استخدام مفردات سوقية وقدمها على شكل نقد للمسيرة القرآنية و خاصة خطاب الاخ عبد الملك الحوثي الاخير متجاوزا كل حدود الادب و اللباقة و حرية التعبير عن الرأي الى مستوى يبعث على التقزز و الشعور بالغثيان .
طبعا انا لست معنيا بالرد نيابة عن احد و انصار الله لا يحتاجون الى محامي للدفاع عنهم فانجازاتهم تعّرف عنهم وما سأقوله يأتي ليس إلا كإثبات لحقيقة ان الشمس تشرق من المشرق و نقدي هذا مجرد رأي شخصي يأتي في سياق الموضوع عن المقال ونفسية كاتبه ،الذي استهل مسلسله الاكشن " عليلة وعلة " بالاساءاة الى غالبية الشعب اليمني بوصفهم أميين في سياق موضوع يحتاج الى حواس وعقل للتميز فقط وليس الى تخصص فما علاقة وصفه لغالبية الشعب اليمني بالأميين بمعرفة حقيقة خطاب الاخ/عبدالملك الحوثي إلا اذا كان يقصد ان غالبية الشعب اليمني الحكيم مصابين بعاهات ذهنية وغباء و عدم قدرة على التمييز بين الحق والباطل وبين الصدق والتزييف وعلى ما يبدو انه صدق ما املاه عليه خياله الخصب وتبنى هذه النظرية و عليها كيّف مقاله وخلق فبركات وافتراءات بل ونصّب نسفه وصياً على هذا الشعب القاصر حد تعبيره ومما يدعوا للسخرية من عقول المستنسخين وهذا الكاتب نموذج حاضر انه اجرى محاكمة عاجلة لأنصار الله وبت في الدعوى وشخص المشكلة بإقصاء الحوثي للأحزاب السياسية عن الحكم في صعده (مع ان المتوليين للمناصب والسلطات في صعده هم من الاحزاب السياسية وهذا من الافتراء المفضوح والكذب الرخيص القول بإقصاء الحوثي للأحزاب السياسية ممن الحكم المحلي في صعده) ،كما استمع لاقوال الشاهد الاعلامي المجهول في اتصال اثيري الذي اكد ان الحوثيون مسيطرون على كل شيء (مصورا للحوثيين انهم ليسوا من ابناء اليمن وإنما جاءوا من خارج اليمن ومتعاميا عن حقيقة انهم من ابناء اليمن وان السواد الاعظم من ابناء صعده هم جمهور المسيرة ومن الطبيعي وفق القاعدة الديمقراطية ان يحكم الشعب نفسه بنفسه " كما اصدر الكاتب المحترف الحكم بما يفضي الى اقصاء ابناء صعده و نفيهم و وضع سيناريوهات لتنفيذ حكمه في مشهد يشبه احلام اليقظة وذلك من خلال اعلان الرئيس هادي محافظة صعده محافظة متمردة و.... متناقضاً مع كل ما سبق وهذا هو بيت القصيد من ضجيجه وأتوقع اذا استمع الرئيس هادي الى مثل هذه الاصوات السقيمة فاعتقد انه سيعلن قريبا كل محافظات الجمهورية اليمنية متمردة باستثناء الحصبة ومسيك وسواد حنش والستين فقط ..
وفي سياق مقاله لفت انتباهي دفاعه باستحياء وتأفف عن هزائم المليشيات التكفيرية امام جمهور انصار الله سواء في كتاف و دماج والعصيمات والجوف و عمران و همدان و ارحب الذي تبخر فيها 50 عام من عمل الاخوان في خمسة ايام فقط وتوقفت الحرب على مشارف قرية الحنق ،كل هذه المناطق لا يتواجد فيها حزب الاصلاح حسب كلام الكاتب .فأين يتواجدون جمهور الاصلاح اذن ؟
هذه امر واقع وكل من يغمض عينه عنه ضناً منه ان الشعب لا يراه فهو وهم .. من انتصر ليس البندقية وإنما الحقيقة التي كشفت زيف وتضليل تجار الحروب وقوى الفيد والفتوى واذكر بعض تلك الحقائق باختصار:
الحقيقة الاولى : ان غالبية الشعب اليمني عرف العدو الحقيقي و هي رموز وقيادات القوى التقليدية التي بنت عروشها واستمرت في سدة الحكم على اشلاء وماسأي والآلام الشعب اليمني دون استثناء حتى قواعدهم الذين استخدموه ومازالوا يستخدمونهم وقودا لمشاريعهم الانانية والإجرامية وتنفيذ مصالح المستعمر الاجنبي والجارة الحاقدة ابتدأ من اغتيال الحمدي وحروب المناطق الوسطى وحرب 94و عقد صفقات الحصانة والحماية و ضمان الاستمرار في الحكم على حساب دماء شباب الثورة وأهدافها النبيلة وقبلها الحروب الست عفوا الحروب السبع وعليه فان التغيير القادم وتحرير قرار الحكم من دهاليز السفارات حتمي وقريب جدا .
الحقيقة الثانية : ان نموذج حكم المجتمع نفسه بنفسه وبطرق ديمقراطية بعيدا عن المزايدات قد نجح في صعده بقيادة انصار الله وهكذا قدموا انفسهم للشعب مواقف صادقة وثابتة و نظرة متزنة وسلوك عاقل وحكيم ومن انجاز الى انجاز في كل الصعد وفي المقابل كيف قدمت قوى الفيد والفتوى والعمالة للمستعمر نفسها للشعب ، ( نهب وسلب وبسط وقبض ونشر للفوضى والانفلات الامني و..و) ولكم ان تقارنوا بين الوضع الامني والاجتماعي والسياسي والإداري في صعده ومعظم محافظة عمران من جهة و العاصمة من جهة اخرى ستجدون ان هذه هي المسافة بين الدولة و اللادولة .
واسرد هنا قصة لحدث يعبر عن هذه الحقيقة ،حدثت بالتزامن مع جريمة قتل المسافرين في همدان والاقتصاص من المجرمين تعرض منزل صديقي المواطن رشيد غالب راجح الكائن في قلب العاصمة لاعتداء بوابل من الرصاص بعد منتصف الليل ارعب اولاده وبناته وزوجته والحق اضرار مادية في المنزل وفي اليوم التالي ذهب لتقديم بلاغ الى قسم الشرطة المختص وطلب منهم معاينة اثار الاعتداء و عمل الاجراءات اللازمة للقبض على المجرمين ولكن دون جدوى ولم تتحرك اي قوة امنية إلا بعد اتصال من دكتور قيادي في حزب الاصلاح و قيام المواطن رشيد غالب بدفع حق ابن هادي للضابط المناوب من اجل معاينة اثار الجريمة فقط وهذا يظهر ان الامن صار حصري على مواطني الدرجة الاولى من اعضاء فئة معينة من الشعب .
الشاهد من ذلك ما قاله لي صديقي المواطن رشيد غالب راجح بالحرف على لسان حال ألاف المستضعفين " انه يغبط الناس في صعده لما هم فيه من امن و عدالة وإنصاف للمظلوم من الظالم "وأردف " على ما اعتقد ان غالبية سكان صنعاء بل والجمهورية الذي ذاقوا الظلم و الذل ينتظرون اليوم الذي يحررهم انصارالله من جور العصابة الحاكمة من الظالمين والفاسدين و اذا الامر راح يتأخر اقسم بان الناس في صنعاء سيقومون بنزوح جماعي الى صعده".
وهذا يقتضي ممن يحكم ظاهر او خفي ان يراجع سلوكه وتصرفاته مع الشعب اليمني ولكن يبدوا ان حكمة الله غالبه وأمره فيه قضي و زوالهم اصبح امرا محتوم ولم اقصد ان انكون فضا في طرحي ونقدي لذلك الكاتب ولكن الحكمة تقتضي ان نقول لهم في انفسهم قولا بليغا عسى ولعل مع العلم ان النقد البناء في اطار الاخلاق والقيم الانسانية هي صمام امان اي مشروع وطني .
ختاما نقول للسيد القائد /عبد الملك الحوثي _حفظه الله _ان الشعب اليمني معلق امله في جيل المسيرة القرآنية بعد الله وهذه حقيقة تنطق بها السنت الناس وتحن اليها افئدتهم بل وأمل كلا يواسي الالامه وجراحه بانتظار ذلك الامل و لا تبالي بالضجيج فالشجرة الطيبة و المثمرة دائما ما ترميها القردة بالحجارة للحصول على بعض ثمارها ..
في الجمعة 28 مارس - آذار 2014 06:59:56 م