|
نعم سمعنا ولا زلنا نسمع الكثير من مشاعر القلق والخوف لدى جيراننا من مستقبل الجنوب القادم , وسمع معظم من نسميهم قياداتنا ذلك جيدا , بشكل مباشر وغير مباشر , لذلك لا نلومهم على ذلك .. (الوحدة اليمنية) لم تكن قرار خليجي ولا قرار أصدره مجلس الأمن الدولي .. كانت قرار (جنوبي) فردي , بغض النظر عن شرعيته من عدمها , ومن يتحمل مسؤوليته , اليوم يدفع ثمنه الشعب الجنوبي وحده .. وهذا ما سمعناه من عدد من الدبلوماسيين الخليجيين والغربيين .. وبغض النظر عن ما لحق بالجنوب عقب حرب 94م , ليس من مهمتهم تخليصنا من هذه المحنة أو كما يسمونها (حالة الاشتباك) حيث ما زالوا يعتبرون أن الجنوب ما يزال في نظر القانون الدولي جزء من جغرافيا (الجمهورية اليمنية) والدليل على ذلك نص القرار الاممي الأخير (2140) وهذا ما تطرق وأشار إليه السيد حيدر العطاس مؤخرا.
السؤال الأهم والمطلب المهم هو ما ينبغي أن نجيب عليه نحن الجنوبيين (ما العمل؟) ماذا علينا أن نقوم به حيال هذه الظروف التي نعيشها وكيف يمكن أن نخترق كل تلك الأسوار المحيطة بنا وكيف يمكن أن نظفر بكسب مواقف البعض وتغيير مواقف الأطراف الأخرى ونصل إلى كل مراكز القرار الإقليمي والدولي ونحن موحدين صفا واحدا ونمتلك شرعية تمثيل الجنوب أولا .. وثانيا نقبل بالتغيير عندنا مثل غيرنا بقيادة عقلانية رشيدة جديدة جديرة بقيادة الجنوب وطمأنة الأصدقاء والأشقاء على مصالحهم وبعدم العودة إلى الماضي الجنوبي وماسيه الأليمة , المشكلة فينا وليس في الآخرين , أذا ما أردنا أن يلتفت الآخرين ألينا , وهل نحن آهلين لذلك ما لم سنضل ندور في حلقة مفرغة مهما فعلنا ومهما رفعنا من شعارات وتهديدات ورفع سقف مطالبنا أو التلويح بالمحظور.. فالفصل السابع ومواده (39 - 52) على رؤوسنا مثلنا مثل غيرنا , ومن يعتقد غير ذلك فهو يسوق الجنوب وشعبه إلى الهلاك والهاوية , والأيام بيننا.
هذا فعلا ما نسمعه ونلمسه , العالم من حولنا كله تغير (الدول الاشتراكية حلت أنظمتها الديكتاتورية وفي غضون عامين انتقلت عبر الديمقراطية وأصبحت جميعها أعضاء في الاتحاد الأوروبي) ومن أقوى المنافسين صناعيا اليوم .. دول شرق أسيا تغيرت جميعها واليوم تضاهي الغرب صناعيا .. وهناك دول القرن الأفريقي التي كانت ترزح تحت نظام الاستبداد والعبودية إلى قبل سنوات , اليوم أصبحت نموذج للديمقراطية والتسامح ويتسابق الغرب على الاستثمار فيها وهناك نماذج كثيرة لدول خرجت من عباءة الأنظمة الشمولية إلى رحاب الديمقراطية واليوم تنعم شعوبها بخيراتها لأنها تحررت من الماضي ومساوئه.. ونحن في أسوى حالة ووضع مزري وثرواتنا منهوبة وما نزال ندور في فلك الماضي (والتخوين والمناكفات) فيما بيننا ونحن نعيش في وضع أسوى من الاحتلال وما نزال نرفع ونتغنى بثقافة وشعارات الحرب الباردة !
ما العمل ؟ ومتى ؟ ومن ؟ هو السؤال الذي ينبغي أن نجيب عليه , وكما قال وعمل الزعيم السوفياتي السابق (ميخائيل جورباتشوف) عندما رفع شعار (البرسترويكا) وأجاب عليه قائلا:- ( التغيير والآن .. ولماذا لا أكون أنا).
فهل نحن الجنوبيين نقبل بالتغيير وبتوديع الماضي ؟ وهل نحن آهلين لذلك؟.
في الأربعاء 19 مارس - آذار 2014 12:15:57 ص