|
ومن خلال العنوان نلاحظ أن الرسالة تحمل شقين الأول النشأة والتطور والآخر ظروف الانتاج وخصائص المنتوج ، العنوان يوحي لك بأن الرسالة تتحدث عن صناعة بذاتها من حيث نشأتها المتواضعة وانعكاس وتأثير المناخ السائد آنذاك على الجودة المتواضعة أيضاً ومن ثم يطرح الخصائص "المواصفات" المطلوبة لجودة المنتوج.. ،والصحافة المتخصصة بالفعل أضحت اليوم علماً له أشكاله وفنونه وخصائصه وميزاته وإيجابياته وسلبياته ومخاطره ..إلخ.
علم يتطلب دقة وجودة ومهارة وإتقان ..
مع الصحافة المتخصصة يجب أن تحدد ، قدراتك ، ميولك ، اتجاهاتك ، واكتشف من تلقاء نفسك الموقع والتخصص الذي ستبدع فيه هل في صحافة الطفل ، التنمية، المرأة ، الاقتصاد ، الشباب ، الزراعة ،التعليم ، الدين ، الأمن ، القضاء، السياحة، التكنولوجيا ، الطب ، الثقافة، مجتمع مدني، السياسة، التجارة، الرياضة، الفن...الخ
كان بإمكان الباحث العواضي أن ينال الدكتوراه لو تناول الشق الاول فقط المرتبط بالنشأة والتطور والظروف التي واكبت النشر ، وقناعتي لو كان باحث غير العواضي لكان مضى في هذا الاتجاه وجنب نفسه التعب ووجع الدماغ ، لأن الشق الثاني من الرسالة يتطلب خبرة واحتراف ،ومهنية وجهد...
اليوم يقدم لنا العواضي توثيق شامل لنشأة وتطور الصحافة المتخصصة في اليمن وكذا الظروف التي رافقت النشأة سواء كانت سياسية أو اقتصادية ومعيشية وتعليمية وثقافية كلها انعكاسات على شخصية الصحافة المتخصصة في الشكل والمضمون ، ويأخذنا العواضي من خلال رسالته الى خصائص المنتوج لأن منتوج الاربعينيات والخمسينيات والسبعينيات يختلف عنه اليوم وقس على ذلك ظروف نشأت وسائل الاتصالات والتكنولوجيا وإلى ما وصلت اليه اليوم ، و كذلك الصحافة لا تقل شأناً في الشكل و المضمون مثلها مثل التكنولوجيا من حيث المواكبة والتحدي والقدرة على الصمود .
والحديث عن الصحافة المتخصصة في بلادنا ملئ بالشجون ، تعودت أن تكون موسمية ، تظهر ثم تختفي ، لا تملك جمهور ، صحافة ركيكة، متعثرة ..
الحديث عن الصحافة المتخصصة يأخذ بعدين الخصائص والتقييم ،وصحافتنا لا تحمل أيً منهما ..
السؤال المهم ما هي الموجه القادمة لحسين العواضي خاصةً والبلد بحاجة إلى استراتيجية اعلامية لانتشال ، بل إحياء الصحافة المتخصصة التي ولدت موءودة .
اليوم الدكتور العواضي يقدم للبلد خبرات متراكمة لصحافة متخصصة ، نعم كانت متواضعة لكنها خطت خطوات في تربة مليئة بالأشواك ، خبرات تشخص الماضي وترشدك للمستقبل ، خبرات محصنة ضد عقبات الماضي ، خبرات فعلاً جاءت في مرحلة اليمن بأمس الحاجة لهذه الصحافة التي تشهد ازدهارا ونموا في معظم بلدان العالم إلا اليمن.
قلم صحفي بحجم العواضي لا يستهان به... قلم ينبض بالحق والعدل ،عطاء ، ثقة ، تفاني ..
قلم يحترم المجتمع والناس والثقافة ، يحترم القارئ لذا تجده يشدك لقراءة مقاله من الألف إلى الياء "دون ملل" ..
قلم يتحدث إلى عامة الناس ، يطرح قضايا جريئة بعبارات سلسة وشيقة.
لا فرق بين حسين العواضي والصحافة المهنية فكلاهما وجهان لعملة واحدة ،وعرف عنه احترامه لزملائه وحرصه على تكريم وتشجيع المبدعين في حقل صاحبة الجلالة ، ويحفز فيهم روح التنافس الشريف على الابداع والتفنن ..
وأنت تعمل في ظل إدارة العواضي تؤمن بأن جهدك لن يسير هدر ...
مبروك لليمن ولكل الاعلاميين الثروة الغنية "نشأة وتطور الصحافة المتخصصة في اليمن.. ظروف الانتاج وخصائص المنتوج"
Mansora81@gmail.com
في الإثنين 10 مارس - آذار 2014 08:31:40 م