رسالة .. للأستاذ علي العقيلي
كاتبة/رجاء يحي الحوثي
كاتبة/رجاء يحي الحوثي
اكذوبة الانتماء إلى أهل البيت وضلال تقديس السلالات نشر يوم الأحد / 02 /مارس 2014م مقال للأستاذ علي العقيلي يتحدث فيه عن آل البيت وذكر فيه (بان زيفوا أنسابهم وزعموا بأنهم من أهل بيت رسول الله وأنهم أحفاده ..!!!، حتى العجم من الفرس الذين لا يفقهون لسان محمد العربي صلّى الله عليه وسلّم يدّعون أنهم من أهل بيته , حتى هنا في العالم العربي لا يدّعي نسبه إلى أهل البيت إلا من فقد نسبه ، ولنا أن نتساءل حول هذه المسألة : هل تتمحور حول قضية تفاهم فكري أو هي قضية حاجز نفسي يجعلنا نمتنع عن أن نفكر ولو للحظة في إمكانية أن نلتزم شيئاً من الفكر الآخر؟ حتى إنّنا إذا أردنا أن ندرس الواقع في أوضاع هذه النسب , لرأينا أنَّ هناك حالة قمع فكري في داخل كلّ شخص من هذا النسب , والسؤال الذي اطرحه على الأستاذ العقيلي هل يتجرأ أن ينفي نسبه والى أي قبيلة ينتمي ام انه يتبنى رأياً سياسيا في مسألة كلامية كهذه ؟ وهل يتجرأ أن ينفي قبائل حاشد أو بكيل وهي من القبائل التي تتفاخر بنسبها؟
إنّنا نلاحظ في مثل هذه الحالة هنا وهناك ، أنَّ هناك حملة تشويه وتشهير وتضليل وتفسيق، ضد آل البيت , وإذا تسامحنا كما تسامحنا في كل مره ، فلا مانع من أن تكون هناك حملة واضحة ضد السلالية, وأنا قد ذكرتها في مقالتي السابقة , لكن التطاول بالشكل الذي طرحة غير مقبول, ولماذا آل البيت على وجه التحديد , ولنرجع لكلام الله سبحانه وتعالى حين ذكر في محكم كتابه (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ (: سورة الأحزاب ( 33 ).
وأيضا حديث الحبيب عليه افضل الصلاة والتسليم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم اثنتان في الناس هما بهم كفرٌ: الطعن في النسب، والنياحة على الميت))؛ رواه مسلم ).
وموقف علماء السنة من أهل البيت يقول شيخ الإسلام ابن تيمية وهو من علماء السنة: اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ عَلَى مَا تَوَاتَرَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ : خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ آخِرَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ. وَكَذَلِكَ نُؤْمِنُ " بِالْإِمْسَاكِ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ " وَنَعْلَمُ أَنَّ بَعْضَ الْمَنْقُولِ فِي ذَلِكَ كَذِبٌ . وَهُمْ كَانُوا مُجْتَهِدِينَ ؛ إمَّا مُصِيبِينَ لَهُمْ أَجْرَانِ ؛ أَوْ مُثَابِينَ عَلَى عَمَلِهِمْ الصَّالِحِ مَغْفُورٌ لَهُمْ خَطَؤُهُمْ... وَكَذَلِكَ " آلُ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَهُمْ مِنْ الْحُقُوقِ مَا يَجِبُ رِعَايَتُهَا فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ لَهُمْ حَقًّا فِي الْخُمُسِ وَالْفَيْءِ وَأَمَرَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ مَعَ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَنَا : { قُولُوا : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْت عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ . وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْت عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ } . وَآلُ مُحَمَّدٍ هُمْ الَّذِينَ حَرُمَتْ عَلَيْهِمْ الصَّدَقَةُ هَكَذَا قَالَ الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ؛ وَغَيْرُهُمَا مِنْ الْعُلَمَاءِ - رَحِمَهُمُ اللَّهُ - فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { إنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدِ وَلَا لِآلِ مُحَمَّدٍ } (1) ما قالت الملائكة لزوجة إبراهيم عليه السلام ){قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ( (هود)73 إن هناك نقطة حيويّة جدّا، قد نغفل عن طبيعتها في غمرة الانفعال والحماس الرّوحيّ والسياسي , وهي : أنّنا نتحدّث ـ غالباً ـ عن الموقف بصيغة النفي لنسب آل البيت على وجه التحديد وقد سمعت ذلك من أكثر من شخص ، ولكن هل فكّرنا من هم وهل اجتهدت حتى تؤكد ما طرحت "نحن"؛ هؤلاء الّذين نتحدث عنهم بهذه الصّيغة ، هم امتداد لا آل البيت بدون منازع فا الانساب محفوظة الى يوم القيامة شئت أم ابيت , وما الّذي يمثّلونه من صفة دينيّة أو سياسيّة أو عنصريّة ؟ إنّ هذه الكلمة تمثّل ـ فيما نعتقد ـ المجموعة من الناس الّتي تملك برنامجاً محدداً , لهدف محدّد، وتملك الرؤية الواضحة لما حولها، وتحقق الترابط العضوي الّذي يحدّد لكلّ واحد موقعه ودوره في واجهة الصّورة أو في داخلها أو في زواياها ، فهل نملك في واقعنا مثل هذه الـ "نحن"، إن صحّ التّعبير؟، أنّ القضيّة لا تعدو في مجملها أن تفرض وجود أفراد يرتبطون بأفكار غائمة ، ومشاعر تنبض بأحلام ضبابيّة لا وضوح فيها ولا تحديد، أمّا فيما عدا ذلك، فلا تجد ـ غالباً ـ أيّ ارتباط بين فرد وفرد، أو بين مجموعة ومجموعة، فلكلّ واحد منّا طريقته في التّفكير، وفي فهم الواقع، وفي معرفته بالوسائل والأهداف ، ولكلّ واحد منا مزاجه الخاصّ في ممارسته لما يفكّر فيه، أو في مواجهته لقضيّة المصير, واعتقد بعد هذا لا يعطيك الحق بنفي الانساب والتهجم على آل البيت , بالطريقة التي تفضلت بها قد نتفق أو نختلف في السلالية , لكن لا يعطي هذا الحق لأي كان ان يتطاول على آل البيت عليهم الصلاة والسلام.

Raja_859@hotmail.com

   
في الإثنين 10 مارس - آذار 2014 08:24:44 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=923&lng=arabic