|
إنّنا نلاحظ في مثل هذه الحالة هنا وهناك ، أنَّ هناك حملة تشويه وتشهير وتضليل وتفسيق، ضد آل البيت , وإذا تسامحنا كما تسامحنا في كل مره ، فلا مانع من أن تكون هناك حملة واضحة ضد السلالية, وأنا قد ذكرتها في مقالتي السابقة , لكن التطاول بالشكل الذي طرحة غير مقبول, ولماذا آل البيت على وجه التحديد , ولنرجع لكلام الله سبحانه وتعالى حين ذكر في محكم كتابه (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ (: سورة الأحزاب ( 33 ).
وأيضا حديث الحبيب عليه افضل الصلاة والتسليم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم اثنتان في الناس هما بهم كفرٌ: الطعن في النسب، والنياحة على الميت))؛ رواه مسلم ).
وموقف علماء السنة من أهل البيت يقول شيخ الإسلام ابن تيمية وهو من علماء السنة: اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ عَلَى مَا تَوَاتَرَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ : خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ آخِرَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ. وَكَذَلِكَ نُؤْمِنُ " بِالْإِمْسَاكِ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ " وَنَعْلَمُ أَنَّ بَعْضَ الْمَنْقُولِ فِي ذَلِكَ كَذِبٌ . وَهُمْ كَانُوا مُجْتَهِدِينَ ؛ إمَّا مُصِيبِينَ لَهُمْ أَجْرَانِ ؛ أَوْ مُثَابِينَ عَلَى عَمَلِهِمْ الصَّالِحِ مَغْفُورٌ لَهُمْ خَطَؤُهُمْ... وَكَذَلِكَ " آلُ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَهُمْ مِنْ الْحُقُوقِ مَا يَجِبُ رِعَايَتُهَا فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ لَهُمْ حَقًّا فِي الْخُمُسِ وَالْفَيْءِ وَأَمَرَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ مَعَ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَنَا : { قُولُوا : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْت عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ . وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْت عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ } . وَآلُ مُحَمَّدٍ هُمْ الَّذِينَ حَرُمَتْ عَلَيْهِمْ الصَّدَقَةُ هَكَذَا قَالَ الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ؛ وَغَيْرُهُمَا مِنْ الْعُلَمَاءِ - رَحِمَهُمُ اللَّهُ - فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { إنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدِ وَلَا لِآلِ مُحَمَّدٍ } (1) ما قالت الملائكة لزوجة إبراهيم عليه السلام ){قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ( (هود)73 إن هناك نقطة حيويّة جدّا، قد نغفل عن طبيعتها في غمرة الانفعال والحماس الرّوحيّ والسياسي , وهي : أنّنا نتحدّث ـ غالباً ـ عن الموقف بصيغة النفي لنسب آل البيت على وجه التحديد وقد سمعت ذلك من أكثر من شخص ، ولكن هل فكّرنا من هم وهل اجتهدت حتى تؤكد ما طرحت "نحن"؛ هؤلاء الّذين نتحدث عنهم بهذه الصّيغة ، هم امتداد لا آل البيت بدون منازع فا الانساب محفوظة الى يوم القيامة شئت أم ابيت , وما الّذي يمثّلونه من صفة دينيّة أو سياسيّة أو عنصريّة ؟ إنّ هذه الكلمة تمثّل ـ فيما نعتقد ـ المجموعة من الناس الّتي تملك برنامجاً محدداً , لهدف محدّد، وتملك الرؤية الواضحة لما حولها، وتحقق الترابط العضوي الّذي يحدّد لكلّ واحد موقعه ودوره في واجهة الصّورة أو في داخلها أو في زواياها ، فهل نملك في واقعنا مثل هذه الـ "نحن"، إن صحّ التّعبير؟، أنّ القضيّة لا تعدو في مجملها أن تفرض وجود أفراد يرتبطون بأفكار غائمة ، ومشاعر تنبض بأحلام ضبابيّة لا وضوح فيها ولا تحديد، أمّا فيما عدا ذلك، فلا تجد ـ غالباً ـ أيّ ارتباط بين فرد وفرد، أو بين مجموعة ومجموعة، فلكلّ واحد منّا طريقته في التّفكير، وفي فهم الواقع، وفي معرفته بالوسائل والأهداف ، ولكلّ واحد منا مزاجه الخاصّ في ممارسته لما يفكّر فيه، أو في مواجهته لقضيّة المصير, واعتقد بعد هذا لا يعطيك الحق بنفي الانساب والتهجم على آل البيت , بالطريقة التي تفضلت بها قد نتفق أو نختلف في السلالية , لكن لا يعطي هذا الحق لأي كان ان يتطاول على آل البيت عليهم الصلاة والسلام.
Raja_859@hotmail.com
في الإثنين 10 مارس - آذار 2014 08:24:44 م