الدور الوطني لمؤسسات التمويل الأصغر في اليمن.. بنك الأمل نموذجاً.!
كاتب/حمزة الجبيحي
كاتب/حمزة الجبيحي
ـ (الحاجة أم الاختراع) - (لاتعطني كل يوم سمكة، بل علمني كيف أصطاد).. هكذا يفيدان المثلين الدارجين.
ـ بسبب تفشي ظاهرتي البطالة والفقر، ولأن البنوك عادة لاتخدم الا الشرائح العليا من الافراد والمؤسسات ليتبقى الفتات منها للفقراء المعدمين، ، وبدلا من تسرب العاطلين لانشطة ضارة في المجتمع كالانخراط في الاعمال الارهابية وارتكاب الجرائم، وليتحول الفقير من مجرد فرد يعيش على فتات الآخرين وعالة على مجتمعه الى فرد منتج ذو منفعة لنفسه ومجتمعه..
وبناءاً على ماسبق اضافة الى عدة عوامل، بادر البروفسور البنجلاديشي (محمد يونس) بفكرة تفيد انه كما ان للاغنياء الحق بالتعامل مع البنوك فإن للفقراء الحق في ذلك ايضاً، وتمخض عن فكرته تلك انشاء بنوك خاصة بشريحة الفقراء لتقوم بتمويلهم لاقامة مشاريع صغيرة تدر عليهم الدخل والربح.
ـ وفي بلادنا - اليمن - بدأت تنشط بعض المؤسسات في موضوع التمويل الاصغر، وأبرز تلك المؤسسات (بنك الأمل للتمويل الأصغر) و (مصرف الكريمي للتمويل الأصغر الاسلامي) وغيرهما.
ـ إن ماقام ويقوم به بنك الامل يدل على استشعاره لمسئوليته الوطنية حيث بحظى بدور اجتماعي وتنموي وطني، من خلال تمويلاته للمشاريع الصغيرة التي تستهدف الفقراء وذوي الدخل المحدود وخصوصاً شريحة الشباب.
ـ قد يكون ذلك البنك الرائد غائبا نوعاً ما عن الاعلام، وهذا ليس عيباً فيه وإنما في الجهات المعنية ووسائل الاعلام التي يجب عليها الاهتمام في ابراز وتشجيع مثل تلك الانجازات والانشطة التي تخدم تنمية المجتمع، خصوصاً ان بنك الأمل لايهدف الى الربح بالدرجة الاولى بقدر ما يهدف الى المساهمة الفعالة في الحد من البطالة والفقر والى خلق فرص العمل التي تجعل الشاب اليمني يشعر بكيانه وقيمته بدلاً من ضياعه الذي قد يصل الى حد الانحراف الاخلاقي او الانخراط في اعمال تضر بامن الوطن، من خلال تبني البنك منح التمويلات للمشاريع الصغيرة وبأبسط الاجراءات ونشر التعليم المالي وغرس ثقافة الادخار أوساط المجتمع، ومن باب الانصاف لابد من الاشادة بالدور الوطني لبنك الامل وغيره من المؤسسات المماثلة.
ومن واجب المجتمع (أفراداً وجماعات ومؤسسات) ان يستشعروا مسئوليتهم الوطنية وذلك بدعم وتشجيع تلك المؤسسات وأنشطتها التنموية الوطنية، من خلال التعامل مع هذه المؤسسات كفتح حسابات بنكية لدى بنك الامل وايداع ادخاراتهم فيه تشجيعا ومساهمة منهم للبنك في استمرار وتطور عمله التنموي الرائد، فذلك سيؤدي الى تعزيز محفظته المالية مما يساعده على التوسع والانتشار بصورة أكبر في منح التمويلات للافراد وخصوصا الشباب لاقامة مشاريعهم الخاصة عندها سيكون عامة الشعب قد ساهموا في الحد من البطالة والفقر عبر دعمهم لمثل هذه المؤسسات.
ـ إنني كمتابع ومهتم بهذا الشأن أرى انه من واجبي ومن واجب كل فرد في بلادنا جعل تعاملنا في حساباتنا البنكية مع بنك الأمل استشعارا للمسئولية الوطنية والانسانية والدينية أيضاُ تجاه مجتمعنا ووطننا، فإذا كلاً منا أودع مالديه من نقود - مهما كان حجمه كثيراً او قليل! - في حسابه البنكي ببنك الامل سنكون قد ساهمنا وبفعالية في خدمة وتنمية وطننا.
ـ ولا ننسى توجيه الشكر وتعظيم سلام لرجال الاعمال الذين استشعروا مسئوليتهم الوطنية والانسانية وساهموا بأموالهم في تلك المؤسسات كمجلس ادارة بنك الأمل، فهم من التجار القلائل الذي بعملهم هذا لم يهدفوا الى الربح وانما هدفوا الى المساهمة دعم الافتصاد الوطني، فتحيَّة تقدير لمثل هؤلاء العظماء، ولكل فرد يساهم في ذلك.
ـ إن اختيارنا لبنك الامل نموذجا، ليس تحيزاً له دون غيره، وانما لكونه الرائد في صناعة التمويل الاصغر، ليس على مستوى اليمن فحسب بل على مستوى الوطن العربي، وبإعتباره مؤسسة شامخة تتمتَّع بإدارة كفوءة حيث صنعت من البنك صرحاً يلعب دوراً محورياً في الاقتصاد الوطني بعد ان كان مجرد حلمٍ قبل خمس سنوات من الان!.



في السبت 08 مارس - آذار 2014 08:16:29 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=919&lng=arabic