|
ان ما خرجت به لجنه "8+8 " من حلول للقضية الجنوبية في واقع الامر ، هي ليست حلولاً بقدر ما هي خريطة طريق لمشاكل ومظالم مستقبلية تؤسس لصراعات عديدة وكثيرة بدعوى حل القضية الجنوبية.
وهنا نتساءل هل تُحل مظالم خمسة ملايين يمني في الجنوب على حساب ظلم عشرين مليون يمني اخر في الشمال ، (مع ان هناك طرقاً عدة لحل مظالمهم .. ليس هنا مجال ذكرها ) .. وذلك من خلال تقسيم الوظائف العليا والدنيا نصفين 1-4 والنص على حقوق حيويه للجنوب دون الشمال بقصد خلق هويتين تصادميتين داخل الدولة ، بل والغاء الحقوق السياسية حتى على مستوى الأقاليم للمواطن اليمني ، عندها تقسم وتتشتت البلاد الى اشلاء .
فإذا كانت لجنة " 8+8 " وكذا القوى السياسية قد رأت ان الفدرالية هي الحل لمشاكل اليمن، فلتكن كما هي الفدرالية بمفهومها الشامل و اصطلاحاتها المعروفة ، فلا يخترعون لنا فدراليه من عند انفسهم بل ويجعلون منها عرجاء غير قادرة على السير ، بل يمكن القول انه ليس لها اطراف تمشي بها وبالتالي فهي غير قابله للحياة لتناقضها مع واقع الحال ( إذا أردت ان تُطاع فأمر بما يُستطاع ).
فأنا هنا ليس لي موقفاً مسبقاً من بن عمر ولا غيره ، بل كنت ولازلت أتأمل فيه مساعدة اليمنيين في الخروج بحلول ناجعة لمشاكلهم .. ولكنني استغرب كيف تم اخراج هذه الوثيقة بهذه الصورة المشوهة من قِبل بن عمر وخبرائه .. بل ومن قِبل مستشاري الرئيس هادي الذي لا اشك برغبته الحقيقية والجادة بخروج اليمن من ازماته الى بر الامان مع بقائه موحداً بل ومزدهراً خاصة وهم يكررون ليل نهار على وحدة وامن واستقرار اليمن وبموجب القرارات الدولية ذات الصلة ، والمبادرة الخليجية التي تنص جميعها على وحدة وامن واستقرار اليمن.
هل هذه الوثيقة ستحقق الأمن والاستقرار للبلد وهي تحمل تلك الألغام والصواعق بكل فقرة من فقراتها ؟.
ثم وقد خرج الشعب في اليمن مطالباً بالمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية وبناء الدولة المركزية القوية دولة النظام والقانون (سواء كانت دولة فدرالية او موحدة ) .. فهل هذه الوثيقة تحقق تلك المطالب ؟! لا أظن الا انها تقنن وتشرعن لمبدأ عدم المواطنة المتساوية بين اليمنيين بل وعلى مستوى الاقاليم .
احد الخُبثاء همس بأذني قائلاً .. الوثيقة تعمل على جعل الشماليين يخرجون للشوارع مطالبين بالانفصال كما فعل الجنوبيون سابقاً وبالتالي يتم الوصول باليمنيين الى القبول بتجزئة بلادهم وبدون مشاكل وبما يحقق رغبة بعض القوى الاقليمية والدولية.. قُلت ان ذلك لن يتم (اقصد بدون مشاكل وحروب) اما ابناء الشمال بعد الوثيقة فقد صدقت ، فكثير منهم الان يطالب بسرعة اﻻنفصال .
صحيح ان رئاسة الحوار اصدرت بياناً يتصدى لما اثير حول عدد من بنود الوثيقة مؤخرا تشكر عليه ، اكدت فيه على ثوابت الوحدة والمواطنة والمساواة جعلت العديد من القوى السياسية توقع عل الوثيقة بعد ترددها لكن تناقضات البيان مع مخرجات الوثيقة يخلق اشكاﻻت للجنة الدستورية القادمة هي في غنى عنه ، وعلينا ان نتذكر وثيقة العهد واﻻتفاق التي وقع عليها الجميع وبحضور دولي واعتبرت انتصارا لليمن ومخرجا من أزماته في حينها ، لكن الموقعين عليها هم من عمل على اسقاطها ﻻنهم لم يكونوا مقتنعين بها .. وهنا الخوف على مخرجات الحوار في ظل تعارض وتناقض العديد من مخرجاته مما قد يخلق ويفرخ مشاكل اخرى ﻻ تتحملها البلاد ، وهي في غنى عنها.
فقط نريد حسن النوايا لدى الجميع وان يكونوا عونا وسنداً لرئيس الجمهورية وسندا .......والله المستعان
في الأحد 12 يناير-كانون الثاني 2014 09:06:56 م