دعوهم يخوضون حربهم
صحافي/منصور صالح
صحافي/منصور صالح
هنالك أمر لم نتنبه اليه ونحن نتابع أخبار الحرب الدائرة في شمال الشمال بين جماعة الحوثي من جهة وقوى النفوذ المختلفة في الشمال من جهة اخرى، خاصة ما يتعلق بقيادة أولاد الشيخ عبدالله الأحمر للحرب بأنفسهم ومشاركتهم فبها وسقوط ضحايا لأول مرة من بين صفوفهم بعد ان كانوا فيما سبق مجرد موجهين وداعمين لهذه الحروب ومتفرجين عليها.
الى زمن قريب جدا كان الأغبياء من القادة الجنوبيين هم من يقود الحرب بالوكالة نيابة عن هؤلاء المشايخ، إذ كانوا يأتون بهم من الجزر والمناطق البعيدة ويأتوا معهم بالشباب الأبرياء ليزجوا بهم في حروب ليست حروبهم، وفي أرض وتضاريس لا يعرفونها لتكون نهايتهم جثثا متفحمة في جبال مران وكتاف وحرف سفيان دون ان يتكرم مشعلي تلك الحروب حتى بنقل جثامينهم الى مناطقهم ليواروا الثرى فيها وتكون نهاية المأساة ما يتجرعه أهاليهم من المرارة وهم يتابعون صرف معاشاتهم بعد ان يجدوا من ينكر انهم قد قتلوا في الجبال وتفحمت ويتهمهم بالهروب من أرض المعركة.
ان أعدنا الذاكرة الى كل الحروب المدمرة التي شهدتها صعدة فإننا سنجد معظم الضحايا جنوبيون وتحديدا من مناطق ابين وردفان والضالع وطور الباحة وفي بعض الاحيان يمتد طابور الضحايا الى محافظتي تعز واب باعتبارهم الأقرب الى التصنيف من الجنوبيين كمواطنين درجة ثانية.
في كل تلك الحروب كانت الأرض أرضهم والمصالح مصالحهم والحروب حروبهم فيما كان الضحايا هم شبابنا والدماء التي تراق هي دماؤنا ، فيما كانت الحروب بالنسبة لهم مجرد نزهة يشعلونها وينهونها دون مقدمات ودون مبرر ودون اعتذار لأسر الضحايا.
اليوم وبعد مستجدات عديدة حالت دون مشاركة الجيش في هذه الحروب العبثية ،وتخلى القادة الجنوبيون ولو بشكل مؤقت عن خوض حروب الوكالة عن غيرهم ،رأينا كيف انهارت هيبة اولاد الأحمر ودمرت منازلهم كما شاهدنا وفي سابقة هي الأولى في تاريخ الأسرة حسين الأحمر يقود الحرب بنفسه ،وسمعنا لأول مرة، عن قتلى ينتمون الى الأسرة أو مقربين منها مثل مبخوت الأحمر ويحيى باقي ومعين محمد الاحمر وأصيل درهم الاحمر وعلي يحيى شرف المتوكل خال هاشم الاحمر.
أتمنى أن يكون غياب الجنوبيين عن مثل الحروب التي تعنيهم غيابا أبديا وان كان لا بد من التضحية فل تكن دفاعا عن أموالهم أعراضهم وكرامتهم ضد اللصوص والنهابة والمجرمين.
في الأحد 12 يناير-كانون الثاني 2014 05:05:20 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=823&lng=arabic