|
ببساطة إذا أردت معانقة الحسان من نساء الحور وبلوغ النعيم المقيم في جنات الخلود فما عليك إلاّ أن تقتل أكثر عدد ممكن من الأبرياء وأن تروع ما أمكنك من عباد الله الآمنين وأعلم أن منزلتك المتقدمة في جنات الرحمن مرهونة بمقدار وحجم ما ستسفكه من دماء الناس.
بهذه المغالطات والافتراءات والأكاذيب تتمكن التنظيمات الإرهابية المتطرفة من استقطاب عناصرها وغرس الأفكار الهدامة ومشاعر الكراهية والبغضاء والانتقام والأحقاد على كل ما ينبض بالحياة في نفوسهم قبل أن تدفع إلى محارق الويل والهلاك.
حقاً فإن ما يدمي الأفئدة والقلوب ويصيب العقول بالحيرة والذهول أن ترتكب أبشع الجرائم وأكثرها وحشية ودموية تحت شعار الإسلام وباسم هذا الدين الحنيف ذي التعاليم الإنسانية السمحاء، الذي يقوم على مبادئ الرحمة والتسامح والإخاء.
وما الهجوم الإرهابي الوحشي على مجمع الدفاع الأسبوع الماضي وما اسفر عنه من آثار مدمرة وما خلفه من خسائر بشرية فادحة في أوساط الأبرياء إلاّ نتيجة لثقافة نشر الحقد والكراهية في نفوس الشباب واستغلال ضياع وتوهان وجهل كثير منهم لتحقيق مآرب وأهداف تلك التنظيمات المتطرفة في الوقت الذي تغط فيه الجهات المختصة برعاية وإعداد الشباب وتأهيلهم وتوفير فرص عمل لهم في سبات عميق وكأن الأمر لا يعنيهم وإذا بالوطن المثخن بالجراح في مواجهة مفتوحة وشاملة مع المتطرفين المتطلعين إلى دخول الجنة كما يعتقدون ظلماً وزوراً وبالتأكيد لن تنتهي هذه الظاهرة الخبيثة من مجتمعنا إلا بمعالجات عملية وجذرية لمسبباتها وحيثياتها..
في الإثنين 16 ديسمبر-كانون الأول 2013 06:36:53 م