|
عمل غادر لا يقدم عليه الا الجبناء والذين فقدوا كل القيم وكل الرجولة وكل الحجّه وكل الانسانية , وهو عمل مدان بكل معاني الادانة , ولا يجب ان يمر دون ان يترتب عليه رد الفعل المناسب الذي يكون في مستواه وفي مستوى اهدافه .
عمليات اغتيال وتفجيرات وتفخيخات واعتداءات كثيرة تشهدها البلد منذ فترة , وسبق ان كتبت مقالين منددا بها وداعيا لان يتحمل الجميع مسئولياتهم تجاه قضية الامن في البلد , وقضية الامن في البلد بعد هذا الاعتداء الاثم احوج ما تكون للحديث عنها فالأمان قبل الايمان كما يقال .
عملية اغتيال الدكتور جدبان عملية مميزة ومؤشر خطير ويجب النظر اليها والتعامل معها على هذا الاساس , فهذه العملية تمثل بداية لمنعطف خطير لبرنامج الاغتيالات السياسية , وآثاره اذا لم يتم العمل على مواجهته ستكون مدمرة للبلد لأنها ستدفع به الى اللادولة و الى التمزق و الى الصراع الواسع المعطل لحياته والمهدر لطاقاته وقدراته .
ليس هناك حتى الان تحديد لمن يقف وراء هذه العملية الغادرة ,ولكننا امام فرضيات لا يجب البناء على ايا منها لتحميل مسئوليات وان كان يجب اخذها في الاعتبار لتحديد خطوات المواجهة لهذا البرنامج الذي يستهدف الامن في البلد , فلا يجب ان يقف الامر عند الإدانة والشجب وانتظار الضحية التالية .
مسئولية حماية الناس في الشوارع وفي الاماكن العامة هي مسئولية الدولة , ويجب ان يكون اول رد فعل هو بهذا الاتجاه , يجب الضغط بقوة على الحكومة وعلى الاجهزة الامنية للقيام بمسئولياتها , وهذه المرة لا يكفي التظاهر والمسيرات للمطالبة بذلك وانما ادعوا المحامين والحقوقيين لرفع دعوى قضائية على الحكومة ووزارة الداخلية بتهمة عدم قيامهما بواجباتهما وتفريطهما في وظائفهما وتعريضهما حياة المواطنين للخطر .
التحقيق في جرائم الاغتيال والاعتداء والتفجير هو ايضا مسئولية الاجهزة الامنية والاجهزة العدلية , ويجب هذه المرة الا تهدأ الفعاليات عند تشكيل لجنه التحقيق التي وجّه بتشكيلها فخامة الرئيس مشكورا , وانما يجب ان يستمر الضغط لمطالبتها بإعلان نتيجة التحقيق الذي ستقوم به على الرأي العام , او توضيح اي ملابسات او محاولات لعرقلة عملية التحقيق ومن يقوم بها .
الخطاب الاستدعائي والتحريضي والتكفيري هو احد الاسباب التي تسهم في الدفع بالمجتمع للتقاتل والاغتيال والاعتداء , وهذا الخطاب يمارس بصوت عال خصوصا في الفترة الاخيرة , ويجب ان يسأل الذين يمارسونه قضائيا ايضا , وادعوا الحقوقيين والمحامين والمعنيين الى رفع دعاوى قضائية على وزارة الاوقاف لعدم قيامها باي شيء تجاه هذا النوع من الخطاب الذي يمارس في المساجد و ملحقاتها .
وكذلك رفع دعاوى قضائية على وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي لسماحها بقيام اوعية تعليمية غير مرخصة وغير مؤهلة و غير شفافة وتسهم في تعبية الناس ضد بعضهم . وكذلك مقاضاة وسائل الاعلام التي تمارس مثل هذا الخطاب الذي يسهم في تحريض الناس واذكاء الفتن في المجتمع ويبث للناس اكاذيب توغر صدورهم ضد بعضهم .
وكذلك مقاضاة كل من يتورطون في الخطاب التحشيدي والاستعدائي والتفسيقي والتكفيري و التخويني داخل المجتمع , وكل من يفتون او يدعون للقتال والتقاتل بين ابناء البلد تحت اي عنوان و مع اي مبرر .
مما يجب ان يقوم المجتمع به رفع مستوى الرفض والمناهضة للتدخلات الامريكية في الشأن اليمني , ولانتهاك سيادته ومجاوزتها حدود العلاقات الدبلوماسية المفترضة وحدود التعاون بين البلدين , ولتكوينها خلايا استخبارية تعمل في البلد وتعبث بأمنه وباستقراره وتفسد تعايش ابناءه , وكذلك الدعوة للتغليظ في عقوبات من يثبت تورطهم معها في هذه الاعمال ومن يتساهلون تجاهها من المسئولين عن امن وسيادة البلد .
التغيير المنشود في البلد هو ايضا احد ما يفترض استهدافه بالعمل على ارباك البلد واغراقه في صراعات تعيق عملية التحول الديمقراطي فيه وتضيّع استحقاقات العملية السياسية الجارية فيه , ويجب ان يضاعف الجهد لإنجاح الحوار الوطني والاستعداد بل والاستنفار للضغط لتنفيذ مخرجاته وتفعيلها على الواقع وسريانها على الجميع , ولتفويت الفرصة على الساعين لاستمرار استفرادهم وتسلطهم وفسادهم بمحاولاتهم عرقلة انتقال البلد الى حالة من الدولة والنظام والقانون والديمقراطية .
يجب ان يعي المجتمع اليمني ان استمرار السلبية تجاه اعمال العنف والفساد والعبث سوف يوصل البلد لحالة من الجحيم سيكون الجميع في وسطها ولن تستثني احد , ويجب على المجتمع ان يبدأ بفرض الأجندة الوطنية والتعايشية والديمقراطية والمؤسساتية على الجميع قبل ان يفوت الاوان وتخرج الامور عن السيطرة ويخسر الجميع بسبب مكر او تفريط مجموعة صغيرة من ابناء هذا البلد الجريح .
Alsharafi.ca@gmail.com
في الأحد 24 نوفمبر-تشرين الثاني 2013 09:39:37 ص