|
أو تجاوز البروتوكولات المتبعة دوليا، فتلك الرجال تبقى ذكراهم عالقة في ذاكرة الأجيال بكل فخر واعتزاز مدى الحياة ونحن هنا لن نذهب بعيدا وسنقتصر فقط على ذكر مواقف حصلت لبعض من رؤساء حكومات يمنيون في التاريخ الحديث ففي احدى الحكومات أيام الرئيس اليمني السابق المشير عبدا لله السلال رحمه الله تعالى، كان رئيس الوزراء الأستاذ احمد محمد نعمان رحمه الله تعالى، وكانت اليمن حينها تعتمد في ميزانيتها على مصر حيث كانت مصر تصرف خمسة مليون دولار هي كل ميزانية الدولة اليمنية!! فامتنعت مصرعن صرف المبلغ فقام رئيس الوزراء بزيارة القاهرة على رأس وفد وزاري لبحث الموضوع وتم الاجتماع مع جمال عبد الناصرالذي أبدى لهم عدم استعداد مصر للتعاون مع حكومة فيها وزراء بعثيون وكان لديه معلومات بان حكومة النعمان تضم وزراء بعثيون فحاول النعمان أن يقنع عبد الناصر قال عبد الناصر لا تستطيع يا نعمان أن تقنعني لا شعرا ولا نثرا! وفي جلسة خاصة أخرى جمعت النعمان وجمال، والسادات، وعبد الحكيم عامر، في بيت الأخير الذي قدم لهم القهوة والشيكولاته التي كانت تلك الأيام تغلف بلفافة يكتب عليها من الداخل بأي عبارة حظ أوحكمة وامثل!!
فلما فتح عبد الناصر ورقته وجد داخلها عبارة (عدو عاقل خيرمن صديق جاهل) فناولها للنعمان! وكذلك النعمان فتح ورقته ووجد داخلها عبارة (إتق شرمن أحسنت إليه) وناولها عبد الناصر وضحك الجميع ولم يعلق احد!!، وفي النهاية عاد النعمان والوفد المرافق إلى صنعاء للتشاور مع رئيس الجمهورية عبدا لله السلال رحمه الله تعالى فتم اجتماع موسع في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية وكامل أعضاء الحكومة وأطلعهم النعمان على موقف مصر الذي اشترط رئيسها عبد الناصر خروج أسماء معينة من الوزراء من حكومة النعمان فقال البعض الدولة في أمس الحاجة إلى الدعم المصري وعلينا أن نرضخ للطلب المصري فاعترض النعمان اعتراضا شديدا قائلا إن اليمن لم يرضخ ولن أرضخ لأي شروط تمس كرامة اليمن وهذا يعتبر تدخل سافر في شؤون اليمن الداخلية والسيادية لليمن! ووفقه الرئيس عبدا لله السلال وباقي الوزراء حتى لا تمس كرامة اليمن رغم حاجت البلاد وظل الموظفون والجيش اليمني عدة أشهر بدون مرتبات!!
وموقف آخر كان مع رئيس الوزراء اليمني السابق الأستاذ محسن العيني رعاه الله كان ذلك في عام 1970م قبيل المصالحة الوطنية ودعي لحضور المؤتمر الإسلامي في الطائف بالمملكة العربية السعودية الشقيقة ولم تكن به علاقة دبلوماسية في ذلك الوقت فاشترط أن يعامل برتوكوليا كرئيس وزراء دولة لان الاجتماع لوزراء خارجية الدول الإسلامية والعيني رئيس وزراء ووزيرا لخارجية
فرحبت به الحكومة السعودية الشقيقة وعاملته كرئيس دولة،،
أما الموقف الآخر فقد حصل مع رئيس الوزراء اليمني السابق الفريق حسن العمري رحمه الله تعالى والذي حصل انه كان في زيارة رسمية للقاهرة فيما وصل رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي في زيارة للقاهرة أيضا فوجدها الفريق فرصة للاجتماع مع المسئول الروسي لبحث تطوير العلاقات بين البلدين الصديقين فتمت الترتيبات بين سفارتي البلدين وتقرر موعد للاجتماع في مقر المسئول الروسي وعندما ذهب الفريق العمري للموعد منع من الدخول من قبل الأمن المصري وجرت محاولة إقناعهم دون طائل وعندها ثار الفريق واستشاط غضبا وعاد أدراجه وأمر بنقل سكنه فورا من سكن الحكومة المصرية إلى فيلة خاصة تم استئجارها حتى تتم إجراءات سفره!! وعند ما سائل عنه رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي اخبروه بما حصل فأحتج بشدة هوا لآخر! ووضع المصريون في موقف حرج! فذهبوا إلى الفريق العمري معتذرين عما بدر منهم وحاولوا إقناعه بالعودة للاجتماع عبثا!! قائلا لهم إن لليمن كرامة لا يمكن أرضى أن تمس وأنا رئيس وزرائها فان أراد رئيس الوزراء الروسي الاجتماع فليأتي إلى هنا!! وعندما اخبروا المسئول الروسي أتى بنفسه لزيارة رئيس وزراء اليمن الفريق حسن العمري إلى مقره معتذرا وتم الاجتماع في مقر الفريق العمري وظهرت هذه القصة في حينها على نطاق واسع فجادة قريحة شاعر اليمن الكبير إبراهيم الحضراني رحمه الله تعالى وقال: قصيدة عصماء كان مطلعها::
أحسنت صنعا بما أبديت ياحسنو ماقلتها أنت ولكن قالت اليمنو
ماذا؟ أهم لم يعرفوا ويحهمو إن اليمني أبي إذا ما امتحن
فهل ثمة وجه للمقارنة ؟؟؟؟
- نقلا عن شبكة اخبار الجنوب:
في الأحد 15 إبريل-نيسان 2012 02:20:43 ص