|
بالنسبة " لشظايا النظام " - وهم القوى الجوهرية في " المبادرة الخليجية " سواء باسم النظام او باسم الثائرين على النظام - مؤتمر الحوار الوطني هو التزام من التزاماتها لكونه إحدى المحطات المتوافق عليها تبعا " للمبادرة " , ولكنه بالنسبة للقوى الاخرى التي تتشارك معها عملية الحوار الجارية ليست كذلك .
عندما ذهبت القوى الاخرى للحوار الوطني لم تكن تؤدي بذلك التزام من التزاماتها ولا يمثل ذهابها للحوار قبولا منها " بالمبادرة الخليجية " , ولكنها ذهبت اليه باعتبار ان الحوار ابتداء هو وسيلة من الوسائل التي قد تمكّنها من احداث التغيير الذي تنشده . وذهبت اليه تحت تأثير عاملين , الاول هو التجاوب مع بعض الدعوات الخارجية لها لان تعمل على إحداث التغيير عن طريق الحوار , والثاني هو استيعابها ان الحوار هو وسيلة تمتاز بمحدودية التضحية التي ستدفع في سبيل التغيير , ولا مانع من تجريبه خصوصا في ضل الضمانات القائمة لا نجاحه .
" شظايا النظام " ذهبت الى " المبادرة الخليجية " ومن ثم الى الحوار الوطني للخروج من المأزق الذي وجدت نفسها فيه في العام 2011م , والذي كان سيوصلها جميعا الى نهاية مخزية كتلك التي شاهدت شيء منها في دول " الربيع العربي " الاخرى , بينما لم تذهب القوى الاخرى اليه لتلافي اي شيء وانما " لمحاولة " احداث التغيير المنشود عن طريق ما يمكن اعتباره صفقة تتمثل في التنازل عن قدر من الاضرار السابقة التي تسببت لها فيها " شظايا النظام " مقابل أحداث التغيير بدون اضافة اضرار جديدة للبلد او لها .
مالم تحقق القوى الاخرى التغيير المنشود عن طريق الحوار الوطني فلا تزال كل الخيارات الاخرى للتغيير مفتوحة امامها بما فيها خيار " الثورة الشعبية " , وهي واقعا لاتزال لها القدرة على ذلك , شكلا لأنها لم تقبل بالمبادرة الخليجية ولم تصبح طرفا من اطراف الوفاق حتى الان , ومضمونا باعتبار ان كل الاضرار التي لحقتها من " شظايا النظام " لازالت قائمة كماهي , أي بمعني دافعها لأحداث 2011م لازال موجودا كما هو ويمكنه ان يدفع بها من جديد .
بالنسبة " لشظايا النظام " الامر مختلف تماما , فالحوار الوطني بالنسبة لها هو خيارها الاخير للاستمرار والاحتفاظ بماء الوجه وتلافي النهاية المخزية التي كانت تحاشتها سابقا بذهابها الى " المبادرة الخليجية " والحوار بالتبعية . وان تكون هي من يقف وراء العرقلة واختلاق الزوابع وانتاج المشاكل بدلا عن المساهمة في انتاج الحلول هو الغباء بعينه , و هو دليل على انها لا تزال في سكرتها ولا ترصد التغيرات من حولها بالشكل المطلوب , وهي بذلك ستوصل نفسها الى النهاية المخزية التي كانت تحاشتها وهذه المرة بيديها وقدميها .
يا " شظايا النظام " اعقلوا , غيركم من القوى التي لم تكن طرفا في مبادرتكم هي اليوم الاقدر على تحريك الشارع منكم , وهي التي تحركه في مختلف الاماكن في البلد بما في ذلك عاصمتاه السياسية والاقتصادية , الطرف الخارجي الذي كنتم انتم من استقدمه قد استوعب اساليبكم وفهم صلفكم وهو اليوم اقرب الى القوى الغير موقعة على المبادرة من قربه منكم , وحتى " تحرشاتكم " هنا او هناك اثبت غيركم على انه قادر " على خلس جلودكم " اذا ما ذهبتم الى العنف .
يا " شظايا النظام " لا ننكر انه لازال بيدكم ما تستطيعون ان تحدثوا به شيء من الفوضى في البلد , ولكنه محدود جدا جدا , ولن يضل في ايديكم الا لأول حركة متهورة قد تذهبون اليها ثم سيتفلت كل ذلك منكم , فما تضنونه في يدكم من عناصر قوة ليست الا العناصر المتمصلحة , والعناصر المتمصلحة سرعان ما ستنفض عند اول ضربة تتلقونها , ومع هذا النوع من عناصر القوة فأي " قلة عقل " قد تقدمون عليها بعيدا عن الحوار لن تؤدي الا الى فوضي في البلد وسيكون فيها نهاية قوتكم هذه المرة .
الشعب اليمني هو الان منّهك للغاية ولم يعد لدى الاغلب منه اي هامش اضافي يمكن ان يخاف على ان يفقده كما إعتدتم ان تراهنوا على بقاء السيئ بعرضكم الاسواء عليه , الاغلب من ابناء الشعب اليمني متهيئون نفسيا لتحمل اي ضريبة قد تفرضونها انتم للتخلص منكم . ومالم تنسحبوا " بشرف " عن طريق فرصتكم الذهبية المتمثلة في مؤتمر الحوار الوطني فسوف تخرجون من المشهد صاغرين .
نصيحة اسديها لكل " شظايا النظام " .. اتركوا هذه الالاعيب التي تمارسونها ظاهرا وباطنا وافعلوا ما تقدرون عليه لإنجاح الحوار ... صدقوني انتم المستفيد الاول من الحوار الوطني ايا كانت النتائج التي سيخرج بها , وبالمختصر المفيد انها فرصتكم الاخيرة للنجاة , وفّروا على البلد وعلى انفسكم الكثير من الويلات واظفروا بهذه الفرصة " وابوها الشطارة " .
احذركم .. فشل الحوار الوطني لن يكون الخاسر الاكبر فيه الا انتم ... يا " شظايا النظام " اعقلوا وضعوا نصب اعينكم المثل القائل " كل يا حمار واحمد الله , قال لابد من صوت يعلم به الله "
Alsharafi.ca@gmail.com
في السبت 05 أكتوبر-تشرين الأول 2013 11:48:16 م