أوباما .. كاذب ومتردد
كاتب/محمد الشرافي
كاتب/محمد الشرافي
عندما تبدأ القاذفات الامريكية القاء صواريخها على سوريا ستكون صفحة جديدة من التاريخ السوري قد بدأت. لكن احدا لا يعرف متى تنتهي أو ما اذا كانت نتائجها ستظل محصورة داخل الأراضي السورية.
لا احد يعرف ان الحرب ستسقط النظام أم لا ؟ لكن المؤكد ان كوارث وماّس وقتل ودمار واسع سيحدث.
صباح كل يوم, نتوقع ان نصحو على بدء العدوان. فسماء المنطقة ثقيلة ملبدة بغيوم سوداء ساخنة في انتظار شرارة العدوان .الرئيس الأمريكي كاذب ومتردد. زعم أن لديه تأكيدات على استخدم النظام السوري سلاحا كيميائيا ضد شعبه وقال ما لا يقنع, حتى رد عليه الرئيس الروسي بالقول: "ان الحديث عن وجود أدلة لكنها سرية ولا يستطيعون تقديمها لأحد أمر لا يستحق التعليق عليه" كما أن فريق التحقيق الأممي أعلن أن نتائج فحص العينات التي أخذها من الغوطة السورية سينتهي بعد أسبوعين .
ان من الممكن ان تكون الضربة قبل أسبوع, لكن الرئيس خائف ومتردد. بحث عن حلفاء دوليين فلم يجد, فأثر اللجوء الى الكونغرس لا عطائه التغطية القانونية لاستخدام القوة العسكرية. لم يكن اللجوء الى الكونغرس بوازع أخلاقي, بل لفقدانه حلفاء حيويين.
فما كان متاحا للعدوان على العراق أصبح مفقودا في سوريا. لذلك كان عليه البحث عن شريك في تحمل نتائج قراراته .أعضاء الكونغرس بدأوا منفردين البحث في اعادة الصيغة أو الجواب المزمع تقديمه لأوباما, بحيث يتلاشى احتمال نزول جنود على الارض أو استهدف دول أخرى. الخطير, أن مشروع القرار الذي تقدم به اوباما لا يقدم وقتا محددا لأي عمل عسكري ولا حدودا لاستخدام القوة, وبذلك فانه يفتح المجال على كل الاحتمالات, بمعنى شن عمل عسكري ضد سوريا أو أي دولة يتم اتهامها بأنها تقف وراء الاسلحة الكيميائية السورية .
الطرفان المتصارعان في سوريا: نظام قاتل مجرم ومعارضة متشظية بسبب فسادها وتشرذمها, لم تعط حتى الانطباع بأنها يمكن ان تفرز هيئة تمثل السوريين وتكون بديلا للنظام .فضلا عن ذلك اصبحت سوريا أكبر مزرعة لا نتاج الارهابيين - كما يقول الصحفي السعودي عبد الرحمن الراشد - تستقطب مقاتلين ومرتزقة من جميع انحاء العالم.
وقد يتسأل المرء: لماذا يصطف أوباما مع جماعات كان يعتبرها ارهابية .نظام الاسد نظام مجرم بكل التعريفات السياسية, وقد فعل ما لم يتصوره أحد أن يفعله في شعبه. وكما ارتبط اسم حافظ الاسد وشقيقه رفعت بمجزرة حماة المروعة سيكون لبشار وشقيقه ماهر نصيب "الاسد" من المجد الاسود الملطخ بالدم في طول البلاد وعرضها كيف قتل بشار أكثر من مائة ألف سوري وبأي وسيلة؟ لا يهم الرئيس الامريكي.
المهم الالف ومأتين الذين قتلوا بسلاح كيميائي رغم أن أحد قياديي المعارضة السورية قال لوكالة الانباء الامريكية "اسيوشيتدبرس" انهم من استخدم السلاح الكيميائي. أي مقاييس تستخدمها امريكا للتدخل من عدمه؟ من طالب بمحاسبة أمريكا على أكاذيبها بامتلاك صدام حسين سلاحا بيولوجيا أم لا ؟ ماذا لو استخدمت اسرائيل سلاحا كيميائيا هل ستهاجمها؟
يبدو السؤال ساذجا فقد استخدمت الفوسفور الابيض وقذائف الفلاشت في غزة ولم تحرك أمريكا ساكنا ولم تستنكر .ثمة من يفرك يديه ابتهاجا بالعدوان على سوريا ويرقص على ايقاع الحرب الامريكية معتقدا أن الله سخر الامريكيين لأهدافهم! فيما يتراجع الاهتمام بصوت العقل ومبادرات الحل السلمي للحوار بين الاطراف المتصارعة وخاصة مبادرة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس الفلسطيني محمود عباس والمبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي, ولكن لا حياة لمن تنادي .
هكذا الرئيس الامريكي متردد في كثير من القضايا الدولية الملحة، ويؤخذ عليه عجزه في تنفيذ وعوده بشأن القضية الفلسطينية ورضوخه لغطرسة نتنياهو ماذا بعد الحرب الامريكية المتوقعة؟ اذا سقط النظام بسرعة هذه مشكلة, واذا لم يسقط فتلك مشكلة أكبر.
ماذا لو امتدت الحرب الى قطاع غزة وجنوب لبنان, وهي مرشحة لذلك بقوة كبيرة ؟! حتما سنكون أمام حفلة قتل بالجملة ودمار واسع لا يعلم مداه الا الله.
كل طرف سيحاول المشاركة في صياغة الصفحة الجديدة للمنطقة وفق قدراته ومصالحه, بما يعني اشتعال المنطقة كلها ,ولفترة قد لا تكون محدودة .
في الخميس 05 سبتمبر-أيلول 2013 01:26:16 ص

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=641&lng=arabic