في تعز.. نظام لا.. فوضى نعم
كاتب/جمال محمد حُميد
كاتب/جمال محمد حُميد
أثار قرار السلطة المحلية بمحافظة تعز برفع العشوائيات من البسطات والمفرشين في الاسواق الرئيسية وملاحقة من يتلقون الاتاوات ويفرضونها على المساكين من ابناء المحافظة حفيظة البعض من الناس الذين بادروا باتهام محافظ المحافظة شوقي احمد هائل بقطع ارزاق الناس ومنعهم من طلب الرزق في رمضان.
طبعاً تعالوا الآن لنفرض أن كلام أولئك المتحفظين صحيح ويهاجمون المحافظ شوقي احمد هائل والسلطة المحلية بالفيس بوك وبعض الوسائل الإعلامية ولنضعهم أمام سؤال، بعيداً عن التعاطف وهو: هل فعلاً أولئك البساطون والمفرشون مخالفون للقانون والنظام أم لا؟!.. فقط أريد من الجميع أن يسأل نفسه هذا السؤال، ويرد عليه بنفسه.
في تعز كما كتبت في مقالي السابق البلطجة أصبحت عيني عينك.. فالذين يقتاتون من الاتاوات التي كانت تفرض على أولئك البساطين انقلبوا وأثاروا الفوضى مع نقل تلك البسطات من الشوارع الرئيسية للشوارع الخلفية فبادروا برفض تلك الاجراءات كونها جاءت تتضارب مع مصالحهم ولأنهم لم يعودوا يتقاضون الإتاوات وما يأخذونه من تأجير للشارع العام للبساطين والمفرشين، بل والأدهى من ذلك أنهم أصبحوا يعتبرونه ملكاً لهم ويحق لهم التصرف بالأماكن العامة كيفما شاءوا... فعلاً اللي استحوا ماتوا.
أنا مع الذين ينادون بأن البساطين والمفرشين في الاسواق هم اناس يعولون عائلات ويطلبون الرزق الحلال بعيداً عن الطرق غير المشروعة وهذه نقطة نظام أطرحها أمام السلطة المحلية بأن يراجعوا أحقية هؤلاء الناس بأن يسترزقوا بالحلال ويسعون وراء أرزاقهم وهو مقترح يجب ان تسعى إليه السلطة المحلية بتعز ممثلةً بالمحافظ شوقي أحمد هائل بأن يتم تخصيص مساحات لبناء اسواق شعبية منظمة تتبع السلطة المحلية يتم فيها وضع اولئك الناس ومنع وضع أي بسطات أو مفارش في الشوارع العامة ومن هنا سيذهب المواطن لتلك الأسواق للشراء منها وبهذا يتم وضع أسس وأنظمة ومعايير لسير العملية الحياتية في تعز.
ليس من حق اي شخص الاستجداء والقول إن السلطة المحلية اتخذت قراراً خاطئاً فالسلطة المحلية عمدت إلى إرساء مبدأ النظام ولكن في تعز الفوضى تعم كثيراً فلم يعد هناك اي شخص يقبل بأن يطبق النظام وأصبح يرفع شعار: "النظام لا...الفوضى نعم".
في امانة العاصمة عندما قام امين العاصمة بمنع البسطات والمفارش من على قارعة الشارع الرئيسي المؤدي لباب اليمن وبجانبه لم يجد أي معارضة ولم يهاجم بالفيس بوك او غيره من الوسائل الإعلامية بل شمر الجميع سواعدهم لمؤازرته ونحن في تعز للأسف قامت الدنيا ولم تقعد وبدأوا بكيل الاتهامات للسلطة المحلية بتعز وقيادة المحافظة وبدأوا بالربط بين أن يكون شوقي هائل محافظاً للمحافظة وبين انتمائه لأكبر وأرقى العائلات التجارية في اليمن.
في تعز فعلاً لم يعد للنظام أو القانون أي مكان وعند محاولة لفرضهما تجد الدنيا تشتعل والهجمات الإعلامية والفيسبوكية تشتعل، مستغلين الحالة الديمقراطية التي نعيشها في بلادنا والتي اصبحت نتنة بفعل الشوائب التي استحدثت ومحاولة لاستخدام الديمقراطية بشكل خاطئ وغير متواكب مع الأنظمة والقوانين.
صحيح أننا في بلد ديمقراطي ولكن الديمقراطية التي يجب أن نتحلى بها جميعاً ولا يكون ذلك الا بتطبيق النظام والقانون وعلينا جميعاً أن نعمل على هذا الأمر لا أن نقف ضد القانون عندما تتعارض مع المصالح الشخصية او المصالح الحزبية للبعض.
صحيح أن المحافظ شوقي يتحمل بعض الاخطاء وهذه امور طبيعية نعيشها جميعاً، فالكمال لله وحده ولا احد من البشر معصوم من الأخطاء إلا الأنبياء ولكن يجب ان يُساعده جميع شرائح المجتمع في تعز بدءًا من الساسة والمثقفين ووصولاً لأولئك البساطين والمفرشين بأن نصحح الاخطاء التي يقع فيها محافظ المحافظة او السلطة المحلية ولكن بما يتواكب مع النظام والقانون وليس بقطع الطرق وإحراق الاطارات وزعزعة الأمن والاستقرار عبر المواجهات المسلحة.
في تعز علينا أن نعي أنه أصبح لدينا محافظ مدني من عائلة مدنية يعي جيداً معنى أن تكون تعز عاصمة اليمن الثقافية وعلى الجميع بدلاً من مهاجمة السلطة المحلية والمحافظ شوقي أن يبادروا بوضع الحلول وكلٌ بحسب إمكانياته وطريقة توصيلها للمسئولين في السلطة المحلية والمحافظة.

أخيراً:
في تعز يجب أولاً على السلطة المحلية برئاسة المحافظ شوقي هائل التعجيل بحل قضايا المواطنين والابتعاد عن شخصنة القضايا حتى لا تتاح أي فرصة أمام المغرضين لاستغلال بعض الأخطاء التي يقعون فيها ومحاولة منهم لاستخدامها لتحقيق مآربهم وهو ما حصل للإخوة المواطنين الذين كانوا يسترزقون بالحلال من خلال بسطاتهم ومفارشهم على قارعة الطريق.
ويجب على الجميع أيضاً في تعز بجميع الشرائح المجتمعية أن يقفوا صفاً واحداً لمؤازرة السلطة المحلية والمحافظ شوقي ووضع الحلول التي قد تكون غائبة عنهم وحاضرة عند البعض الآخر بأن يخصص لها مكان للعرض وهي دعوة للأخ محافظ المحافظة بأن يتم تفعيل عمل المديريات وكذا تلقي المقترحات والحلول المستعجلة لبعض القضايا التي تطرأ وتشكل لجاناً مستعجلة لحلها وعدم تركها للتراكم.

gammalko@hotmail.com


في الإثنين 29 يوليو-تموز 2013 12:30:39 ص

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=584&lng=arabic