شامبيون 1 وخفاياها وموقف الحراك منها
كاتب/فؤاد راشد
كاتب/فؤاد راشد
لا زالت الباخرة الشمطاء شامبيون 1 المرعبة راسية على مقربة من بحر العرب بمحاذاة ( بحر المشراف ) بمدينة المكلا المحروسة ، محملة بحضنها ما تبقى من مادة المازوت البالغة حاليا ثلاثة آلاف طن .. قيل أنه تم تفريغ ما يزيد على ألف طن ، وفقا وحديث الاخ خالد الديني لصحيفة 30 نوفمبر في عددها الاخير ، والديني هو محافظ حضرموت لنظام الاحتلال . منذ جنوح المدعوة شامبيون ، وتسرب كميات من أحد خننها الى البحر ، هاجت البلاد والعباد من روع الكارثة البيئية الواقعة ، ومترتباتها المحتملة رغم أنها في مرحلتها الاولى المقتدر على مواجهتها والسيطرة عليها طبقا لأفادات الخبراء .. ونظمت على الفور قوى سياسية ومدنية العديد من الوقفات الاحتجاجية التي دفعت بالجهات المسؤولة الى التحرك لانقاذ ما يمكن انقاذه .. وطرح مؤخرا سؤالا عفويا من البعض مقصودا من البعض الاخر عن صمت الحراك الجنوبي في حضرموت بكافة مكوناته عن هذه القضية . وواقع الأمر ان الحراك الجنوبي كان موجودا بشبابه ونشطائه ناهيك عن بعض قياداته منذ اللحظة الأولى للفاجعة ومشاركا في كافة الوقفات بأعلام دولته غير أن البعض الذي تسائل عن دور الحراك ذهب الى أبعد من هذا فكان يسأل عن ماذا فعل الحراك أزاء هذه الواقعة ؟ ولماذا لم يقم الدنيا ويقعدها .. ؟! . كان البعض يريد من الحراك أن يغلق المدينة بعصيان مدني ،ولاباس من احراقها فيزيدها تلوثا فوق تلوث .. !! اليوم ،وأمس ،وقبل أمس تتكشف حقائق المؤامرة على مدينة المكلا ,وتتضح خيوطها ،وتتجلى في أقبح صورها حينما يكتشف الناس في حضرموت أن الأمر على جسامته ،وعلى مافيه من خساسة ،ودناءة ،وكارثة بيئية ،واقتصادية ،ونفسية نسأل الله أن يزيلها عن حضرموت لا يعدو أن يكون مبارزة سياسية جديدة بين حزبي الاصلاح والمؤتمر طلبا لمنصب كرسي محافظ الاحتلال الذي لم يزاح عن المؤتمر حتى اللحظة . لقد اضحى بيناً اليوم أن الباخرة شمبيون هي ملك من أملاك بنك سبأ الاسلامي لرجل الأعمال الاصلاحي المعروف حميد الاحمر ،ويستأجرها رجل الأعمال احمد العيسي عبر شركته المعروفة .. هذه الباخرة التي سبق لهيئة الموائئ وشركة النفط بالمكلا أن رفعت بها أكثر من تقرير في مرات سابقة بعدم صلاحيتها بالاضافة الى موقف موانئ العاصمة عدن الا ان هذه التقارير - وهي موثقة - لا معنى لها ،ولاقيمة في ظل نفوذ حميد الأحمر الاصلاحي . وأتذكر قبل فترة زمنية ليست بالبعيدة ،إن لم تخن الذاكرة قرأت تقريرا صحفيا لصحفي رائع جدا من أبناء الجميلة عدن هو أنيس البارق تناول فيه سيرة هذه الباخرة غير المحمودة طبعا ،وأخرى ،وأعتبرهما بواخر الموت والفواجع والكوارث تمخر في مياهنا الاقليمية في الجنوب تحديدا بكامل الحرية ضدا عن رأي الموانئ الفني ،ومع ذلك لم يعر أحدا التقرير الصحفي أهمية ،وليس في هذا عتب ،أو عجب طالما أنه ايضا لم تعر تقارير الجهات المعنية أهمية . للنفوذ في هذا النظام القبلي سلطة وسطوة لا أول لها ولا اخر !! . أذن .. ابحرت ( اللي - ما تتسمى - ) من موانئ عدن الى المكلا خلافا لرأي ادارة الموانئ هناك كما تتالى الحقائق ،وبتدخل مباشر من وحيد رشيد الاصلاجي ,وهو محافظ العاصمة عدن لنظام الاحتلال ،ورغما عن أنوف الفنيين البحريين متكئة على النفوذ الاصلاحي .. وقربت الى ميناء المكلا ،فمالذي حدث ؟. المعلومات المؤكدة لدي أن هناك مكالمة هاتفية جرت بين القبطان سالم البعسي مدير الموانئ بمدينة المكلا ،وقبطان الباخرة ،وهو من جنسية اسيوية أرشده فيها على سلوك المجارى البحرية بعد تلاطم أمواج البحر بالباخرة المنهكة ،والفاقدة اصلا صلاحية الابحار بتلك الكميات من الحمولة ،وأبلغه بان ادارة الميناء مستعدة اضطرارا للمساعدة ،وفقا والتكلفة المالية المتعارف عليها ،إلا أن قبطان الباخرة طلب وقتا لمراجعة مالك الباخرة ،وحدث ان تمخطرت الشامبيون في مكانها كما أريد لها في غالب الظن ،ثم ترنحت ،فتزحزت ،فهرولت سريعا الى حيث موقعها الحالي . وكان ماكان . صحى الناس في المكلا على هول الفاجعة ... وخلافا عن ذات الهلع والخوف الذي أصاب الأجداد عند غرق ما عرف لاحقا في بحر العرب بالمكلا بمركب بقيق ،وهو محمل بالقمح فان الفاجعة اليوم تختلف شكلا وموضوعا عن ماسبق .. لكن أسباب غرق مركب بقيق اتضحت بعد سنين بينما أسباب جنوح الشامبيون تتوالى حقائقها في أيام نتيجة لتقنيات العصر اليوم . عرفنا اليوم بشكل قطعي مالك الباخرة ... حميد الأحمر مالك بنك سبا الاسلامي .. ولا بد ان نفهم في هذا الاطار الحملة غريبة الأطوار التي أرادت أستنهاض حضرموت تجاه حدث لا يستطيع ايا منا فعل شي تجاهه غير بالضغط على الجهات صاحبة القرار للتحرك باسرع ما يمكن . فجأة تحول الأمر في ايامه الأولى ،وكأن خالد الديني هو المسؤول الأول عن هذه الكارثة ،أو هو صاحب الباخرة ،وكتبت اللافتات باقالة السلطة المحلية لنظام الاحتلال ،ومحاسبتها ، وارادوا الحراك ،وشبابه أن يكون مشاركا في هذه الخصومة السياسية ، وتصفية الحسابات بين التجمع اليمني للاصلاح ،والمؤتمر الشعبي العام في صراع ما انفك مستمرا حتى اللحظة على منصب رأس المحافظة . ونقول للجميع أن الحراك الجنوبي ليس قاصرا ،ويقود ثورة شعب أبي مكافح في قضية عادلة ومشروعة ولن يكون ألعوبة في يد احد . تتوالى الحقائق تجاه قضية الباخرة وتلوث بحر العرب ... حكومة مايعرف بالوفاق وهي حكومة الاصلاح قطعا تجاهلت ،ولا زالت تتجاهل الفاجعة ،ولم تقدم شيئا ذا اهمية لمعالجة القضية بل لعبت دورا تخريبيا بامتياز لطمس معالم الجريمة من خلال محاولات سحب الباخرة الى عمق البحر حتى وزير النقل الدكتور واعد باذيب لم يكن متحمسا للمساعدة في وضع المعالجات السليمة مع الحفاظ على حق حضرموت في التعويضات ،وبحسب المعلومات المؤكدة كان مجيئه الى المكلا لمحاولة وضع معالجات ترقيعية ،ولذا كانت تصريحاته المقللة من شان الكارثة تاتي في هذا الاطار . يقول الاخ خالد الديني في مقابلته المشار اليها أنه بتواصله مع وزير النقل في اليوم الاول قال له الاخير عليه مراجعة هيئة الموانئ بالمكلا .. حضرته مشغول بما هو اكبر !!. والدكتور واعد في كل الأحوال شخص غير مؤتمن فقد باع قضية وطن فكيف يؤتمن على قضية باخرة !!! . الان اصبحت قضية الباخرة من الناحية القانوينة بيد نيابة الاموال العامة ،وجهز فريق متكامل عمل في صمت طيلة الايام الماضية ملفا متكاملا بالتقارير الفنية من خبراء الشركات النفطية العاملة في حضرموت حتى تلك التسجيلات الصوتية التي جرت بين القبطان البعسي وقبطان الباخرة مودع في هذا الملف .. ومن الناحية العملية لتفريغ شحنة المازوت ابعادا للخطر واحتمال التسرب لمياه البحر تجري عملية التفريغ ،وستجرى بوتائر أسرع في الابام القادمة .. وحسم موضوع التلوث عبر الشركة البريطانية التي جرى التوقيع معها ،وهي ذات الشركة التي قامت بتنظيف مياه خليج عدن بعد انفجار البارجة الامريكية كول . هنا نقف باجلال للدور الرائع للمهندس محمد بن سميط المدير العام التنفيذي لشركة المسيلة لاستكشاف وإنتاج النفط بترومسيلة الذي تعهد بدفع مستحقات الشركة البريطانية ،وقدم مساعدات كبرى فنية ومالية منذ وقوع الكارثة . كل هذه الجهود التي بذلت في صمت حقيقة كان خلفها ابناء حضرموت كل في موقعه في غياب كامل عن حكومة الاحتلال الاصلاحية التي أرادت ان تنهي هذه القضية على طريقة ( كل واحد يصلح سيارته ) ،ويادار مادخلك شر . ثبت الحضارم أنهم يجتمعون في الظروف الحرجة الاستثنائية ويغلبون المصلحة العامة على المصلحة الخاصة !. لكن السؤال هل تمضي الامور فعلا بالشكل الطيب ،والمفضي الى اجتثات جذور هذه الفاجعة دون أي مفاجات قادمة ... ؟؟ . لسنا أمامنا الا المراقبة والضغط الشعبي الذي شارك فيه كل أطياف المجتمع بحضرموت ،وفي مقدمتهم الحراك الجنوبي عبر قياداته وشبابه وأعلام دولته التي أغصبت الاصلاحيين ،ولكن ليس على النحو الذي اراده التجمع اليمني للاصلاح ،وتحويل قضية الباخرة الى قضية شخصية يتحمل مسؤوليتها الديني ، وخلق الفوضى في المكلا ،وصولا لتفجير الباخرة لطمس معالم جريمة حميد الاحمر .. ولا يهم بعد ذلك ما يحصل من نتائج كارثية .. المهم ،والاهم كرسي المحافظ . الحراك أكبر من ان يقع ويشارك في مثل هذه الجرائم البيئية ،والوطنية ،والاخلاقية ،وغير معني بكرسي محافظ ،أو رئيس لنظام احتلال همجي ومتخلف .
في الجمعة 26 يوليو-تموز 2013 08:40:49 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=575&lng=arabic