ميدان رابعة العدوية .. روضة من رياض الجنة
كاتب/ماهر إبراهيم جعوان
كاتب/ماهر إبراهيم جعوان
لو يعلم العسكر الانقلابيون ما نحن فيه في الميدان لخابوا وخسروا خسرانا كبيرا ولزادوا غيظا وحسرة وحمقا وجهلا وحسدا وريبة وشكا وتوترا وارتباكا وقلقا وندما وتشتتا وفرقة واختلافا
نحن في راحة وطمأنينة وثبات ورضا وتسليم بقضاء الله وقدره وثقة ويقين في موعود الله تعالي للمؤمنين بالظفر بإحدى الحسنيين فنحن قوم لا نهزم أبدا إما النصر وإما الشهادة
إصرار عجيب وعزيمة صادقة وإرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا غدر وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره
على هذه الأركان الأولية وهذه القوة الروحية الهائلة تبنى المبادئ وتتربى الأمم الناهضة وتتكون الشعوب الفتية وتتجدد الحياة فيمن حرموا الحياة زمنا طويلا
نحن في روضة من رياض الجنة ننعم بمعية الله وتنزل رحماته واستمطار العون والمدد منه تعالي نتبرأ من وسعنا وحولنا وقوتنا وعددنا وعدتنا إلي حوله وقوته تحفنا الملائكة وتغشانا الرحمة وتتنزل علينا السكينة ويذكرنا الله فيمن عنده
نتقلب من طاعة لطاعة ومن فضل لفضل ومن حسنة لحسنة
ننعم بحلق العلم والذكر والدعاء والاستغفار والصيام ومدارسة القرآن وإحياء الليل والصلاة والسلام علي رسول الله والاعتكاف والتأمل والتفكر....ومجالسة الصالحين والعلماء العاملين الربانيين والأوفياء الصادقين الناصحين المحبين المشفقين يتخيرون أطايب الكلم وأعذب الألفاظ وأجمل الابتسامات وسموا المشاعر (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)
تسبقنا نياتنا فمن الأخوة الصادقة والنصح والإرشاد والحب في الله وتبسمك في وجه أخيك صدقة والتعاون والتآلف والتعارف والتفاهم والتكافل والتضحية بالجهد والوقت والمال والنفس
إلي استحضار نية الجهاد وتذكر مواقف الإسلام الفاصلة في حياة الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين والصالحين المصلحين
ننظم حراسة الميدان مستحضرين نية الرباط
قال صلي الله عليه وسلم (رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ومن مات مرابطاً مات مجاهداً وجرى عليه عمله وأجرى رزقه من الجنة وأمن الفتان) مسلم
(من رابط ليلة في سبيل الله كانت له كألف ليلة صيامها وقيامها) صحيح الجامع
(ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر؟ حارس الحرس في أرض خوف لعله أن لا يرجع إلى أهله) الصحيحة (عينان لا تمسهما (لا تصيبهما) النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله) صحيح الجامع
وعن أبي هريرة مرفوعاً:(لأن أرابط ليلة في سبيل الله أحب إلي من أن أقوم ليلة القدر عند الحجر الأسود) الصحيحة
ونية الاستشهاد فداء للدين والشرعية وعزة وفداء لمصرنا الحبيبة قال عليه السلام (من جرح جرحا في سبيل الله جاء يوم القيامة ريحه ريح المسك ولونه لون الزعفران عليه طابع الشهداء ومن سأل الله الشهادة مخلصا أعطاه الله أجر شهيد وإن مات على فراشه) الصحيحة
نرفرف برايات النصر لمصر ونرفع أصواتنا بالهتاف وبالصدع بكلمة الحق في وجه سلطان جائر وخائن وقاتل
قال عليه السلام (ألا لا يمنعن أحدكم هيبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أو يقول بحق أو يذكر بعظيم) الصحيحة
قد نذرنا حياتنا فدية لدينا وأمتنا ودعوتنا وشرعيتنا التي بناها المصريون بدمائهم في ثورتهم العظيمة.

Maher510983@yahoo.com


في الخميس 11 يوليو-تموز 2013 11:11:36 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=531&lng=arabic