|
مازال التفاؤل يحذونا والمثل على ذلك «خير أن تشعل شمعة من أن تلعن الظلام» ونحن والحياة تحثنا على ذلك وقد تطورنا وأضفنا للشمعة ما أفاضت به التكنولوجيا من موتورات تعمل بالوقود النفطي، فألواح شمسية وبطاريات تشحن ذاتها حين ولوع الكهرباء لنستخدمها حين تضرب المسكينة الكهرباء بخبطات بل وتطور الأمر إلى ضرب برصاص، صواريخ وتفجيرات ـ تقنيات عدة.
بل صارت اليمن بلدنا الحبيب مسرحاً دائماً لعمليات تفجير أبراج الكهرباء وأنابيب النفط ولم يتجه بال المفجرين إلى أن هناك بلداناً سبقتهم.. ولكن بتفجيرات نووية كرسوا قدراتهم للعلوم النووية وخافت شعوبهم عليهم من أن يقتلوا أو يصفوا مثل علماء عرب.. أما نحن في اليمن نخاف على مهندسينا الذين يغامرون بأنفسهم وهم الجنود المجهولون لإصلاح خطوط الكهرباء والنفط والحمدلله أنه لا توجد لدينا خطوط وأنابيب مياه وإلا لمتنا ظمأً ورب ضارة نافعة ولعلها لامركزية الفقر وشحة المياه عبر الأنابيب والاكتفاء بالتموين عبرالآبارالمحلية وما يسمى ببوزات المياه والغريب أن هذه الاعتداءات على المواقع أو المهندسين أو الجنود هي اعتداءات محلية قد يُعرف فاعلوها ولكن لا يُعرف بعد الدافعون لها إلا أنهم يمنيون، بالمقابل مضت الشعوب في تقدمها العلمي النووي خاصة في السبعينيات عام 1974 كان عدد الدول التي قامت بتفجيرات نووية 6 دول منها الهند وهي البلد الذي يئن بالفقر والتعددية العرقية واللغوية والدينية والفيضانات والخلافات الحدودية ولكن شعبها لم يجرؤ على ضرب وطنه ولم يجد غاية تبرر الوسيلة إن كان ذلك مبرراً لمعاناة وظلم ومقبولاً إلا عندنا في اليمن وفي الفترة الأخيرة وهي تداعيات من الثورة الأفغانية.
خاضت الهند وضعاً علمياً وسياسياً في السبعينيات من القرن الماضي الـ20 زمن الحرب الباردة وصعب على بلد مثل الهند أن يتجه يميناً أو يساراً.. بل ظلت محايدة وقد سبقتها 5 بلدان هي بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية فالاتحاد السوفيتي والصين في التفجيرات النووية وصناعة القنبلة الذرية وما كان للهند وعدد من الدول إلا أن تتجه اتجاهاً محايداً وسطياً ـ بمفهوم اليوم وما يسمى بدول عدم الانحياز والحياد الإيجابي وتأسست بذلك حركة عدم الانحياز من عدد من الدول، منها الهند و إندونيسيا ،مصر بموجب مؤتمر باندونج ـ إندونيسيا" في السبعينيات.. كان اليمنيون يئنون بالمناوشات الثنائية ومن "الحب ما قتل" وهم أيضاً أعضاء في حركة عدم الانحياز.
لابد من صحوة دينية أخلاقية ولابد من مقاربة إنسانية تستهدف خلق حالة من يقظة للضمير وإعمال الموقف الديني الإسلامي في الحد من تسخير الشباب اليمني لهدم الحياة المدنية والحضرية.
ولا نستطيع أن نمر مرور الكرام إزاء كثيرمن الممارسات اللا اخلاقية واللا انسانية وخاصة المضرة بالإنسان وإذا ما كان غير يمني واستجار ببلدنا أو عبر الحدود وإذا ببعض منا يمارس احتجاز/تقييد الحرية /تعذيب/ سخرة /واغتصاب من أفراد لا أظن أن دينهم ، أخلاقهم وحاجتهم تسمح أو تشجع !! إلا إذا انتفت القيم وتوحشوا وللأسف هم يمنيون وفي الجانب الآخر على صعيد يمني 100 % .. للأسف شكل من اللا اخلاق واستغلال ضعف الدولة حالياً يمارس من تقطع، ضرب مواقع النفط والكهرباء ، اختطاف أجانب ومحليين.
وعلى صعيد آخر ممارسات وجرائم مخجلة مثل بيع/شراء/عبور واستخدام للمخدرات وأخيراً مواد محرجة أخلاقياً!! والأمر يحتاج بقدر ما يكون هناك حد وإدانة بل وخوف من لصق التهمة باليمن بهذه الممارسات.
أما الطامة الكبرى فهي استمرار دخول غير شرعي أو بالأصح تكرر إدخال لأسلحة، متفجرات/مخدرات وكأن اليمن أرضاً وبحراً ومواقع دولية تطل عليها لا لها سيادة ولا بشر ينتمون إليها ويدافعون عنها وهذا بحد ذاته يدل على استباحة مستمرة حالياً !ومن خلال ذلك تنشط عصابات الإفساد في الموانئ والنقاط الحدودية ومن ثم التوزيع وإعادة التصدير وقد وصل الحد بشبكات بشرية من العاملين والأعضاء بها لأن يتحركوا بحرية.
نحن نحتاج الى صحوة مباشرة إزاء الحد من الممارسات.. منها الصحوة الإعلامية بشكل مكثف عبر تأسيس خطاب ديني، توعوي للحد من استغلال البسطاء وخاصة الشباب في أعمال لا أخلاقية ولا إنسانية وتقديم نماذج لذلك من مساوئ تشوه صورة اليمن وتضع مقارنات لحجم الخسائر المادية والبشرية وتصنع الآثار الإيجابية في التوجه نحو التعليم وتشجيع المبدعين وتصحيح الصورة النمطية للإنسان اليمني واستحضار النماذج التاريخية الإيجابية المعاصرة والقديمة وما يشهده الوطن من توجه حواري مسئول يخرجه من ضعف متعمد لتلبية الاحتياجات التنموية الأساسية إلى رحاب التنمية الشاملة وفي المقدمة صحياً وتعليمياً، إنها شمعة التنمية، فما أحوجنا لنضيء شموعاً وشموعاً ونلحق بركب العلم والمعرفة.
في الثلاثاء 02 يوليو-تموز 2013 07:25:10 م