الحوثيون يحتفلون بموت أمريكا
كاتب/عبدالخالق عطشان
كاتب/عبدالخالق عطشان
شد انتباهي الصور العملاقة في (الجولات) فذهب بالي بعيدا وضننت أن الفترة الانتقالية قد انتهت وان الإنتخابات الرئاسية قد بدأت وأن الصورة لمرشح رئاسي لولا أن بصري وقع على عنوان الصورة وانها للشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي والذي كسر حاجز الصمت حين سكت الآخرون ولأنه الزعيم الخالد لأنصار الله ..، فعمدتُ الى كتاب الله عز وجل لأقف على معنى (أنصار الله) فوجدت أن المفسرين أجمعوا أمرهم على أن أنصار الله هم الذين ينصرون دين الله ودعوته ورسوله فكان المهاجرون هم أول من اتصف بصفة النصرة قال تعالى (للفقراء المهاجرين ...الآية سورة الحشر ) فكانت نصرتهم ابتداءً بالإيمان بالله والصبر على أذى قريش غير ان الأوس والخزرج هم من اختصوا بالتسمية دون سواهم وكان أهم مظاهر نصرتهم إلى جانب الدفاع عن الدعوة وصاحبها [المحبة ، وايثار الغير على النفس مع الحاجة ]قال تعالى (والذين تبوؤا الدار...الاية سورة الحشر) فهل يحمل (الحوثيون) هذه الصفات فيستحقون لقب أنصار الله ؟؟
وإلى الواقع نعود فما الذي حققه أنصار هذا الزمن للدين والوطن والشعب حتى يتم هذا الاحتفال المهيب بدفن الأخ حسين الحوثي ..، فهل تم تطبيق شعارهم وسقط سيدهم شهيدا على أبواب البيت الأبيض أم الكنيست الإسرائيلي والأنصار من خلفه يرفعون الرايات من لوس أنجلس غربا وإلى تل أبيب شرقا والقنوات الفضائية تبث ذلك وعلى الهواء مباشرة أم أن سماحته وحكمته وعدله وتمثله لمنهج آل البيت عليهم السلام هي التي نهضت بالأمة اليمنية وصار اليمن ندا منافسا للأمريكيين والإسرائيليين فسقطت عنجهيتهم وانهار اقتصادهم وصارت الغواصات اليمنية تجوب محيطات العالم وشعار (الموت لأمريكا واسرائيل ) مرسوما عليها فما كان من الأعداء إلا أن أرسلوا انتحاريا فجّر نفسه بين يدي الأخ حسين الحوثي وهو خارج لصلاة الفجر واستحق بذلك هذه الاحتفالية وهذا العزاء وذلك الضريح..
وبالعودة الى اهم الكلمات والتي رافقة صور الأخ حسين الحوثي نجد من أبرزها انتهاج سيدهم للثقافة القرآنية فأين نجد الثقافة القرآنية عند سيدهم وأنصاره؟ وهل من الثقافة القرآنية الخروج على ولي الأمر؟ فلو برر البعض خروجه على (صالح) فهل ثقافته القرآنيه والتي علّمها أنصاره تبيح لهم الخروج على (هادي) وعدم ارجاع ممتلكات الدولة المدنية والعسكرية والتي(تفيدوها) حين غزواتهم على أمريكا واسرائيل؟ وأخيرا غزوة الأمن القومي في صنعاء القديمة وأي ثقافة قرآنية يتم بها الأكراه على اتباع الفكر الحوثي؟ واين ثقافتهم القرآنية من (لا إكراه في الدين) وهل من الثقافة القرآنية الكفر بالمبادرة الخليجية وجعلها صورة من صور العمالة للخارج من جهة ومن جهة أخرى الأيمان بها والشراكة في تنفيذ بنودها ودخولهم في (حكومة الوفاق ، اللجنة العسكرية ، الحوار الوطني ،...) وأين هذه الثقافة من (كَبُرَمَقْتاً عِندَ اللهِ أنْ تقولوا ما لا تَفعلون ) يقينا إنها ثقافة حوثية وليس لها من القرآن إلا رسمهُ تستمد ذلك من (اتباع الهوى والتقليد الأعمى للقديم والحديث في الداخل والخارج) متناسية الثقافة القرآنية الحقه (اُدعُ إلى سبيلَ ربكَ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة) وهي الطريق الفعالة إلى قلوب العباد..
إن حاجز الصمت والذي يدعي انصار السيد أنه قد كسره لم يكن إلا حاجزا سقطت مخلفاته على رؤوس المساكين في المناطق التي اجتاحتها جحافله فتحول سكانها إلى نازحين ومعتقلين ومعاقين ويتامى وأرامل وسقطت على أراضيهم رصاصاته فأنبتت المآسي والآلام وأينعت حقدا ورغبة في الانتقام منه من قبل من مسهم ضره ، وليدرك أخواننا الحوثيون أنه ما كان لهم أن يرفعوا صور شهيدهم ويمارسوا طقوس مذهبهم لولا أن شبابا في جمعة الكرامة وغيرهم على تراب الوطن صنعوا من جماجمهم سلما يرتقي عليها الحوثيون لتعليق صور شهيدهم ، وإننا لفي حاجة إلى أنصارٍ يتفننون ويتفانون في خدمة الشعوب ويجيدون بناء الأوطان وليس بناء الأضرحة والمزارات.
في الخميس 13 يونيو-حزيران 2013 07:02:43 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=475&lng=arabic