|
إذن فيما يتعلق بالسلفيين البداية من “رابطة شباب النهضة والتغيير” في ساحات التغيير والحرية والمطلوب من الجميع تشجيعهم بتحويل هذه الرابطة الى حزب سياسي والمهم يكون لهم حزب يشتغل سياسة وشغل السياسة يختلف عن شغل الدين وقال الله وقال الرسول والناس تعرف أن السياسة فيها “ زنقلة ولف ودوران وحكوال” لكن لما يقف لك شخص ويقلك قال الله قال الرسول “يعجمك” لإن الأمر حديث عن الدين صحيح هناك مدارس واختلافات وشروحات وفقه متعدد لكن يظل الجدل في قضايا الدين من اختصاص العلماء وأهل الذكر والمختصين واذا حصل أن شخص ما ناقش متديناً أو فقيهاً غير متبحر في العلم واختلف معه أول شيء يرد جدد إسلامك وإيمانك هداك الله هذا إذا ما صعد منبر المسجد وأطلق فتوى بتكفيرك وحرض أصحابه باعتبارهم “ حماة الله والدين والشريعة” بأن يقتلوك انتصاراً لله والدين، لكن في العمل السياسي كل شيء مسموح وجائز إذا اختلفت مع السلفي أو اختلف هو معك سيكتب عنك مقال ، سيعقد مؤتمراً صحفياً أو ندوة أو سيدعو عليك ويجمع أصحابه يدعون عليك في كل المساجد ، وهذا أمر سهل ، وأنت «ستعرعر من سنت» وهذا أفضل من تكفيرك وإلقاء الخطب عليك في المساجد بأنك ملحد خارج من الملة يجب استتابتك أو قطع رأسك وما يترتب على ذلك من مطاردات “ حماة الله والدين والشريعة” وقتلك من قبلهم في أي لحظة
أما فيما يتعلق بالحوثيين فهم يشتغلون سياسة من بدري لكنهم خرجوا من حزبهم الأول”حزب الحق” كما قال الوزير الشاب في حكومة الوفاق الوطني الأخ حسن شرف الدين “ حزب الحق هو حزب الحوثيين بشكل أو بآخر وهم في الحقيقة جمدوا نشاطهم السياسي والحزبي ابتداءً من تجميد السيد حسين بدر الدين الحوثي وكافة زملائه في محافظة صعدة جمدوا نشاطهم في الحزب منذ عام 1995م “ وجاء الإعلان عن حزب الأمة ومباركة عبد الملك الحوثي بإنشاء الحزب ليقول للمراقبين هذا حزبنا الجديد خاصة وأن المؤسسين هم من قيادات حزب الحق ، أياً كان حزب الحوثيين القديم الجديد سواء “ الحق” أو “الأمة ” أو أحزاب أخرى قادمة كما قيل فزيادة الخير خيرين كما يقال لان الأمر عمل حزبي وسياسي مؤطر، تستطيع أن تجادل وتناقش في أمور الدنيا والدين والدولة والحكم بعيداً عن استخدام السلاح أو التحليل والتحريم وتطالب بدولة مدنية حديثة وحريات عامة ومواطنة متساوية بعيداً عن “انصار الله” و“حزب الله” و«جند الله» و سيادة العرق أم النسب أو حصر الحكم في البطنين سواء كان من هو من البطنين صالحاً أم طالحاً، وكلنا نذوب محبة وشوقاً في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعترته وأصحابه وطالما والأمر سياسة وليس ديناً أو تنفيذ وصية سنتفق ونختلف بيننا القانون.
والمطلوب يا صحاب تشجيع السلفيين والحوثيين لإنشاء أحزابهم السياسية وليس هناك ما هو أكثر فاعلية من الممارسة السياسية لدحض الأفكار أو تصحيحها وتقويتها فكلنا مسلمون ولا توجد مشكلة في الدين والإسلام في اليمن كما قال محمد قحطان القيادي في اللقاء المشترك وانتقال السلفيين من القول ان الديمقراطية والإنتخابات كفر و حرام، الى الإعلان عن تشكيل الأحزاب السياسية تقدم رائع نتمنى ان تختفي صرعات التكفير ومحاولة امتلاك التدين ومطالبة الناس بتجديد إيمانهم أو التوبة كلما كتبوا قصيدة أو نصاً أدبياً أو مقالاً أو انتقدوا شيخاً او مفتياً، أما الحوثيون اذا كانوا بالأمس قد رفضوا الأحزاب وخرجوا من حزب الحق وأجبرتهم الحروب الضارية ضدهم على التوسع عسكرياً فإن عودتهم للعمل الحزبي والسياسي معناها أنهم سيتركون البندقية والمدفع وسيجادلون بالرأي والحجة وهذا شيء أكثر من رائع والأهم انه عندما يختلف السلفيون والحوثيون سيكتبون ضد بعض مقالات في صحفهم وسيعقدون مؤتمرات صحفية وسيبثون مقابلات وحلقات ضد بعضهم البعض في قنواتهم الفضائية بدلاً من تكفير بعضهم البعض واستخدام البنادق والرشاشات .
وأخيراً أقر وأبصم بالعشر أنني من “الطافشين”من الأحزاب والحزبية بعد ان كنت من أكبر المتعصبين لها وتقطعت أحذيتي من المشي والهرولة والجري و«اللفات» بهدف الإستقطاب أو الإقناع وعقد الإجتماعات و معرفة الأخبار و زيارة الرفاق كان ذلك حتى حرب صيف94م المشئومة ومنذ أن تم تدمير عدن ومدن الجنوب والقضاء على أجمل تجربة من وجهة نظري فقد اخترت التشرنق في حوصلة روحي وأبحرت نحو داخلي لكن منذ أندلاع ثورة الشباب السلمية عاد إلينا الأمل نحن المصدومون بالحزبية والعمل الحزبي والمغدورون بحرب صيف 94م وخلقت الثورة الشبايية الشعبية السلمية فينا الفرحة بإمكانية التغيير وتحقيق الإحلام التي انكسرت بالحرب وزادت الفرحة بأن التيارات الدينية التي كانت منغلقة ومتعصبة بالأمس وترفض الحزبية والديمقراطية والإنتخابات تعلن اليوم أنها ستشكل أحزابها وتنافس من خلال الديمقراطية والإنتخابات ولكن بدون الانضمام لأي من الأحزاب فما أجمل ان يعيش الشخص مستقلاً متحرراً من الإرتباط التنظيمي الحزبي لكن كاتجاه سياسي بمعنى تيار او توجه« لا تركنوش» ولو زاد الحنين سنغني مجدداً أغنية أيوب طارش «إرجع لحولك».
في الثلاثاء 13 مارس - آذار 2012 06:29:24 م