|
بعيداً عن متاهات السياسة وأجواء الحوار المفخخة والأوضاع الاقتصادية المتردية .. بعيداً عن كل هذا تأتينا أخبار غير سارة من أقصى الكرة الأرضية وتحديداً من إحدى الدول الإسكندنافية عن فضيحة كبرى تتعلق بالغش في مكونات صناعتها الغذائية من اللحوم ،وذلك باستبدال وإدخال لحوم الخيول عوضاً عن لحم البقر ، حيث تـم مؤخراً سحـب هذه المنتجات من أسواق عدد من الدول الأوروبية والعربية ، خاصة بعد أن اعترفت الشركة المصنّعة بضلوعها فـي هذا العمل التحايلي الذي لم يكن ليكتشفه أحد لولا التدخل العلمي الحديث في فحص (جينات) مكونات هذه المنتجات ، حيث أكدت هذه التحاليل عن وجود نسبة كبيرة من لحم الخيول دخلت في صناعة تلك الأغذية!. أما وقد تم كشف المستور عن هذه المنتجات وسحب الكميات من الأسواق الأوروبية والأمريكية ، فإنني أتساءل هنا عن ضمانات عدم وجود هذه المنتجات في الأسواق اليمنية؟ ، ليس - فقط - في وجودها تحديداً وإنما في كثير من السلع والمنتجات التي تدخل البلاد دون رقيب أو حسيب ، خاصة في هذه الظروف التي اختلط فيها الحابل بالنابل ( ! ) وغابت فيها معايير الجودة والرقابة المسبقة واللاحقة على السلع والمنتجات الغذائية وغيرها ، وهو الأمر الذي يدعو إلى الاستغاثة بالهيئات والمنظمات المختصة للمساعدة في فحص هذه المنتجات التي تعج بها الأسواق المحلية للأسف الشديد .
وإذا كانت القوات الأمنية قد أحسنت صنعاً بضبطها لتلك الشحنات من الأسلحة القادمة من إيران وإفشال مخطط تمريرها إلى الداخل لسفك دماء المواطنين ، فإن الواجب عليها أيضاً حماية المستهلك المحلي ،وذلك بمنع دخول السلع الغذائية غير المطابقة للمواصفات الآدمية قبل أن تصل إلى بطون المستهلكين، باعتبار أن ذلك جرم يوازي جريمة تهريب الأسلحة ، خاصة مع تواتر التقارير التي تؤكد تشبّع الأسواق المحلية بمثل تلك البضائع الفاسدة والمقلدة والتي تحصد الأرواح بصمت وبطء ، وكأن المواطن لا تنقصه مشاكل الحياة اليومية وصعوبة الأزمة السياسية الاقتصادية وانعدام الخدمات الأساسية ، فضلاً عن انتشار الأمراض المزمنة والأوبئة المستوطنة والبطالة المتفشية حتى يأتي إليهـم تجار جدد يراكمون ثرواتهم ولو على حساب صحة المواطن الذي لا حول له ولا قوه !
إنها مجرد انطباعات مريرة أطرحها أمام جهات الاختصاص عسى أن تلتفت - قليلاً - إلى هذه الإشكالية والعمل سريعاً على محاصرة تداعياتها منذ الآن وقبل أن تستفحل وبصورة كارثية ، حيث يتطلب الأمر من مؤسسات المجتمع كذلك سرعة القيام بحصر وتحليل تلك المنتجات الفاسدة وغير المطابقة للمواصفات وسرعة اتلافها حتى وإن ردد البعض لشدة الاحتياج قولهم بأن لحوم الخيول أفضل ألف مرة من التضور جوعاً ، بل أفضـل من البحث في براميل القمامـة عن كـسرة خبز تسد رمقهم .. ولا حـول ولا قـوة إلى بالله.
في السبت 02 مارس - آذار 2013 05:20:02 م