|
19 ديسمبر.. يوم صدور قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي بشأن إعادة هيكلة وتوحيد الجيش والأمن.. تاريخ سنتذكره إلى زمن بعيد.. ونحن قلما يعلق بذاكرتنا تاريخ.. لكن الحدث هنا أكبر من النسيان..!
فالمؤسسة الوطنية والدفاعية التي ظلت مختطفة لأكثر من ثلاثة عقود تعاني من تقاسم النفوذ وتضارب الولاءات، وفساد ينخر مكوناتها الإدارية والمالية، وهشاشة في منظومتها وسياساتها التأهيلية والتدريبية وضبابية في عقيدتها العسكرية القتالية وغياب معايير الترقية وإسناد المناصب القيادية للكادر العسكري والافتقار للعلم في الحياة العسكرية وعلاقاتها وتقاليدها القتالية والمعنوية..!
هي اليوم أمام تحدٍ التخلص من كل هذه الشوائب.. وهي وجهاً لوجه مع استعادة هويتها وهيبتها..!
فقد جاءت قرارات الرئيس الصادرة يوم 19 ديسمبر الجاري بهدف توحيد الجيش والأمن وإنهاء الانقسام القائم في صفوفه منذ سنوات طويلة، لتؤسس لبناء قوات مسلحة حديثة على أسس وطنية ومهنية بما يضمن قيادتها وتوجيهها من مركز قيادي واحد ينهي تعدد مصادر القيادة وتعدد وازدواجية قراراتها..!
وبالتأكيد فإن وحدة القوات المسلحة والأمن هي خطوة أساسية لضمان سير التسوية السياسية تمهيداً لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني.. نحو إقامة الدولة المدنية الحديثة.. وبناء اليمن الجديد.
لأول مرة في تاريخها تعود القوات المسلحة والأمن إلى حضن الوطن والشعب.. ولأول مرة تستعيد هويتها الوطنية التي سرقها أفراد لزمن طويل.. ولأول مرة ستكون هيبتها من هيبة المواطن وليست ضد المواطن.. والأهم لأول مرة تتخلص من الصراعات السياسية ومن التبعية الفردية وتعدد الولاءات لتعود اليوم مؤسسة وطنية دفاعية وأمنية نقية وقوية تعبر عن المقتضيات الدفاعية والأمنية لعموم الوطن..!
لذلك يستحق يوم 19 ديسمبر أن يكون عيداً وطنياً للجيش..!
obaidalhaj@hotmail.com
في الأحد 23 ديسمبر-كانون الأول 2012 07:34:33 م