المغتربون.. وقرار من الجو..!!عبدالله حزام
المؤكد أن الجارة الشقيقة المملكة العربية السعودية ليست بحاجة إلى أن ترفع رسوم تصاريح العمل على الجار ذي القربى والجار الجنب من العمالة اليمنية بالتحديد ..وهو القرار الذي جاء كمقذوف ناري من الجو دون سابق تصور أو إنذار..
وهكذا دفعة واحدة من 100 ريال إلى 2400 ريال سعودي إلى جانب دفع رسوم أخرى كتجديد الإقامة والزكاة والتأمين وإتاوة الكفيل..والتي قد يصل مجموعها إلى 7000ريال سعودي في العام الواحد..
• العامل اليمني يعمل براتب قليل جدا ..لكن فارق الصرف هو نافذة الأمل..وسد هذه النافذة يعني أن يرجع أبو يمن إلى حوله..لأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين..لكن رابط الجوار واهتمام المملكة باليمن ووقوفها الدائم الى جانبه في المنشط والمكره يجعلنا أكثر ثقة بأن الأمر قابل للنقاش وصولا إلى التخفيف على مغترب يعيش غربته على نار هادئة من المعاناة والبعد عن الأهل والوطن..• لقد أصيبت العمالة اليمنية بنكبة .. فهناك من يعمل براتب 1500 و2000 ريال سعودي..وهؤلاء يبيتون كل ليل على أمل أن مايعطى باليمين سيسد رمق أفواه تنتظر.. فإذا بشمال القرار الجديد تأتي على المحصول لصالح صندوق الموارالبشرية الذي يهدف إلى توطين السعوديين في الوظائف من خلال رفع تكلفة العامل الأجنبي. .
• مع العلم - أننا لا نكف - عن دبج عبارات الشكر والثناء لمملكة الإنسانية ..لأن نحو 2مليون مغترب يمني على الأقل يكدحون بين ظهرانيها ..لكن لن نكف أيضا من الآن حتى إلغاء القرار عن شن حملات الحكمة والموعظة الحسنة لأن قرار كهذا لايشبه في وقعه إلا وقع خبر الهجوم النووي على هيروشيما وناجازاكي ..!!!
• نعرف جيدا أن المحنة ربما اكبر على القطاع الخاص السعودي والمواطنين هناك لأنهم وجدوا أنفسهم يتحملون عبئ ذلك القرار ..القطاع الخاص لأنه من يدفع في الغالب رسوم تصاريح العمل للعامل الوافد ..والمواطنين لأنهم وجدوا سعر العامل قد ارتفع أضعاف ..!!..وقد بدأت بالفعل تحركات رجال الأعمال هناك لمناهضة القرار بعد أن مسهم الضر. .
• مع التأكيد على أن العمالة اليمنية لم تعد في الغالب تلك العمالة المحدودة المهارات بل ذهب بعضها إلى الاغتراب وهي تحمل شهادة الدكتوراه ومنها الطبيب والمهندس والفني المتمكن من صنعته وحتى التاجر..وبالمقابل تناقص حجم العمالة التي تقرأ وتكتب وتعمل في مهن شديدة الرخص كما كان سابقا .. مايتطلب تغيير النظرة داخل المملكة تجاه العمالة اليمنية التي أسهمت ولازالت في النهضة السعودية بعطائها الكبير..
• ميزة أخرى وهي أن العامل اليمني ليس كالعامل الهندي أو البنغالي الذي يتحول إلى حصالة نقود لاينفق منها شيئا داخل المملكة بل على العكس يعيش اليمني في حالة من إشباع كثير من احتياجاته المعيشية والترفيهية ولا يعود إلى بلده إلا بالقليل وبالتالي يصبح اليمني حالة ايجابية قد لاتنطبق عليه ظروف وواقع العمالة الأجنبية التي تأخذ أكثر مما تعطي..!
• بعد ذلك ..يهمنا دور وزارة المغتربين والسفارة ..التي ينبغي أن تعلما أن المغترب ليس بحاجة إلى دروس وعظية من خلال المؤتمرات والحفلات التي تقيمها بهدف حثه على أهمية الادخار وأن القرش الأبيض ينفع لليوم الأسود ..لأن اليوم الأسود قد هبط بساحة مغتربينا وعلى الوزارة و السفارة التحرك باتجاه تبني وضع المغتربين وشرح أبعاد القرار الكارثية على المغترب اليمني على طاولة اللقاءات الثنائية مع الأشقاء بالمملكة بشكل واضح وشفاف..
• لازلت مشبعا بالأمل ولن أعلن التطير ..حتى وإن كانت الحكمة تأتينا عندما تصبح عديمة الجدوى .. لأن تراجع وزارة العمل في المملكة عن فكرة ملأ خزائن صندوق الموارد البشرية من خلال القرار ..قد يكون قريبا لسبب من هذا النوع : المواطن السعودي اليوم يذهب إلى مكتب المقاولات للبحث عن عامل بناء كان يجلبه باليومية ب 150 ريال وبعد القرار ارتفع أجره إلى 300ريال..
• وهذا غيث من فيض تداعيات القرار على المواطن السعودي ناهيكم عن حالة ستزدهر وهي لجوء القطاع الخاص السعودي إلى( مَهلك العمالة المهربة) هربا من رسوم العمالة القانونية.. وكلها تداعيات تؤكد بأن نتائج القرار عكسية تماما.. وفي الأحوال كلها ..شكرا للملكة ..حتى وإن مس مغتربينا الضر.!!!
في
السبت 22 ديسمبر-كانون الأول 2012 07:09:49 م