|
وليس ما حدث من انفجاراتٍ مخيفة في مخازن الفرقة الأولى مدرع وحده من يُشكّل خطراً ماحقاً على العاصمة والمواطن وهيبة الدولة.. بل مازال تطويق معسكرات ومخازن الحرس الجمهوريّ والجماعات المسلحة والمؤلّفة عقولهم وجيوبهم تُشكّل خطراً أكبر يستدعي العمل الحاسم من أصحاب القرار السياسي للعمل على إخراج المعسكرات من العاصمة.. وإفراغها من الثكنات المرعبة تحت أيّ مُسمّى.. في قرارٍ تأريخيّ لا يُحابي أحداً ولا يستثني أي طرف مهما كانت ادعاءاته.. وصلف أسبابه الرامية للدمار والاستقواء.
ولا أدري كيف يُمكنُ للأطراف التي لا تملك القوة أن تمضي للحوار القادم تحت منصّة السلاح.. أو كيف سيكون مصيرها وهي تحلم بدولةٍ مدنيّة يتساوى فيها الجميع ويتشاركون حواراً حقيقياً خالياً من لغة الهنجمة القميئة.. ومبتعداً عن ثكنات الكراهية والمؤامرات المُهيأة دوماً للفتك بأحلام شعبٍ بأكمله.. لتُعزز مصلحة النتوءات البشرية العالقة في حنجرة أنفاس التقدم والخروج من عنق زجاجة الاحتقان اليوميّ جرّاء تهديداتها الحقيقية لإدخال البلد مجدداً في أتون الصراعات القذرة؟.
لهذا مازلنا نأمل على المدى القريب العاجل بقرارٍ يُعطّل كل المخاوف.. ويبددُ متاهة إبقاء العاصمة صنعاء تحت هيمنة السلاح العشوائيّ المُثخن بالحقد والتربّص والاحتيال.. ويعمل على مواجهة جميع الأطراف المسلحة بحزمٍ لا هوادة فيه.. حتى نمضي للحوار بنفوسٍ راضيةٍ وعقولٍ راقيةٍ يجدر بها الجلوس على طاولةٍ واحدةٍ نأمل من خلالها استعادة الثقة ببعضنا البعض لبناء يمنٍ خالٍ من زيف الأوغاد.. ومقبلٍ على وفاقٍ جمعيّ لا هيمنة فيه إلا للقانون.. والقانون فقط.
a_ghelan@yahoo.com
في الأحد 21 أكتوبر-تشرين الأول 2012 04:25:30 م