|
ورغم أنّ هذه الأحداث البائسة لا تحمل في طياتها إلا معاول تحطيم كل مقدرات الوطن .. ورغم وضوح بشاعتها وانخراطها في استنزاف الدم اليمني والعمل الدؤوب لإشاعة فاحشة القتل وإشعال بؤر الفتن ماظهر منها ومابطن .. إلا أن من تبقّى من العقلاء يقفون مكتوفي الأيدي ومكممي الأفواه إزاء تتابع الكوارث .. تاركين للجهلاء من كل الأطراف حقّ تسيير الأوجاع على كل مناحي الحياة.
فمن سيأمن على نفسه وعرضه في وضعٍ كهذا؟ وأيّ مواطنٍ هذا الذي يخرج صباحاً من بيته باتجاه طلب الرزق ليعود مقتولاً إلى أطفاله .. أو مُضرّجاً بدمائه في أحسن أحواله .. ولا غريم له سوى سيارةٍ مفخخةٍ ورصاصة طائشة قُيّدت ضد مجهول !.
فإلى أين سنمضي في بلدٍ أنهكته التنظيرات الوجلة التي لا تستندُ إلى أي معايير أخلاقية ! .. وأين سيحط رحاله هذا المستقبل الذي وضعه الخونة لأمتهم ووطنهم في أيدي المؤلفة جيوبهم وأفكارهم العدوانية وتفاصيلهم العدائية لكل قيم الحق والعدل والخير وما تبقّى من إنسانيّةٍ أصبحت محط استهدافٍ وترصّد ليل نهار ! .
ومتى ستتداعى رؤوس الخير إلى قصعة السلام .. ويقتسم الجميع مائدة الاتفاق .. ويرفع القتلة خناجرهم عن دماء الأبرياء .. وينجح النور في دحر قوافل الظلام .. البائسين المتجددين بحكم عوامل الخلاف والسباق على مصالح دنيوية هي الأسرع نكالاً وجحوداً وامتثالاً للشيطان.
يا أهل اليمن .. إنكم وحدكم من تدفعون وستدفعون ثمن هذا الخراب المستفحل شرّه في عروق حياتكم .. ووحدكم من تهبون أرواحكم ودماءكم وخيرات وطنكم للهلاك الماحق .. ولن يلتفت إليكم أحد قبل أن تدمروا ماتبقى من فضيلة العيش .. ليسرجوا ثباتهم على خزائن أرضكم وأنتم حينها أذلّة صاغرون.
في الأربعاء 12 سبتمبر-أيلول 2012 04:45:43 م