القرآن طريق الخروج من الظلمات
بروفسور/سيف العسلي
بروفسور/سيف العسلي
يستند حق حماية المال كما ورد في القرآن من حقيقة ان المال مفيد و مسموح بالاستفادة منه بدون قيد الا ان يكون مصدره غير ظالم و هو من الطيبات و لا شيء غير ذلك. و على هذا الاساس فانه لا يحق لأي كائن من كان ان يحلل و يحرم. قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الايات لقوم يعلمون. يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضات ازواجك والله غفور رحيم. يا ايها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين.
و قد اكد القرآن هذه الحقيقة بطريقة اخرى. انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان الله غفور رحيم. حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما اكل السبع الا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وان تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم. قل لا اجد في ما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير فانه رجس او فسقا اهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان ربك غفور رحيم.
فقط هذه الاشياء التي حرمها الله. و كما يلاحظ ان هذه الاشياء قليلة و ضررها واضح. و مع ذلك فان الله قد اباحها للمضطر بقدر الحاجة. و من الملفت للنظر ان التحريم حتى لهذه الاشياء قد كان مرتبطا بالحياة الانسانية. انها قد خرجت من كونها نافعة الى كونها ضارة و لذلك حرمت. لكن اذا كانت هي الوحيدة للبقاء على الحياة حتى مع وجود بعض المضار المرتبطة بها و التي لا تؤدي الى فقدان الحياة فانه من المسموح بل من الواجب تناولها من اجل الحفاظ على الحياة.
ما حذر من الله هو الاسراف و اكل اموال الناس بالباطل فقط.
و اذا كان الامر على هذا النحو فان المال محترم و يجب حمايته بكل الطرق و الوسائل الممكنة. فاذا لم يكن كذلك فلما اوضح القرآن كذب و افتراء الذي يحرمون بعض الاموال من عند انفسهم و يزعمون ان الله سمح لهم ذلك. فالتحريم هو في حقيقة الامر اهدار للمال. وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم ولا تأكلوها اسرافا وبدارا ان يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فاذا دفعتم اليهم اموالهم فاشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا. وهو الذي انشا جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا اكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره اذا اثمر واتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين. يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين. والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما. ولا تطيعوا امر المسرفين.
و بالمثل فان الله حرم الاكتناز و توعد من يمارس ذلك بالعذب الاليم. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35). إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83) مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (84).
و قد اكد القرآن ذلك بطريقة ثالثة و ذلك من خلال الدعوة الى الغاء اي تحريم للمال لا سند له من دين او عقل. الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون. قل ارتأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله اذن لكم ام على الله تفترون. ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون.
و قد اعتبر ما يدعيه بعض اليهود من الله خصهم بطعام مخصوص لانهم شعبه المختار بان ذلك هو تنطع من قبلهم و بالتالي فانه كان عقابا لهم لا تكريما. وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا. وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما الا ما حملت ظهورهما او الحوايا او ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وانا لصادقون.
و في نفس الوقت فان الله اوضح سفه المشركين في تحريم بعض طبيات ما رزقهم الله ادعاء و كذبا عليه. و كذلك فان ما حرموه قد انعكس سلبا عليه فتسبب في المجاعات و موت اطفالهم و نسائهم و الضعفاء منها. و قد تحداهم القرآن ان يشهد ان الله حرم ذلك. قل هلم شهداءكم الذين يشهدون ان الله حرم هذا فان شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع اهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالأخرة وهم بربهم يعدلون.
و من الواضح ان تحريم الطيبات لأسباب غير صحية كانت له دوافع اقتصادية من قبل المتنفذين الذين يستفيدون من منع الناس من استهلاك بعض السلع لصالح السلع التي ينتجونها او يوزعنها. و من ثم فان دوافع التحريم لم تكن في حقيقة الامر دينية و ان ادعي غير ذلك. و قد تنج عن ذلك انتشار الفقر و تركز المال بيد القلة القليلة.
و يتأكد حق حماية المال من خلال ضرورة التعامل معه بحذر شديد. ذلك ان عدم الاحتراس في ذلك قد يؤدي الى حدوث ظلم. و لا شك ان ذلك سيودي الى عدم الاهتمام به من حيث طرق تحصيله و طرق التصرف فيه. و قد اثبتت التجارب البشرية المتعددة اهمية ذلك و الاثار الضارة المترتبة على عدم الحرص على منع ذلك.
و لعل من ابرز الأمثال على ذلك هو الاخلال بمقاييس المال. و تتضح اهمية ذلك من حقيقة ان المال يشير الى مجموعة من الاشياء التي تختلف فيما بينها من حيث قدرتها على اشباع الحاجات الانسانية و كذلك يختلف تقييم الناس لهذه الاشياء باختلاف الزمن و المكان و الطباع. فمن ناحية فان هناك ضرورة لتوحيد المقاييس بحيث تكون المبادلات و التعاملات بالمال اي بهذه الاشياء التي يطلق عليها المال عادلا و مقبولا و قليل الغرر.
و من اجل ذلك فقد اخترع الانسان المقاييس و الاوزان. و من ينظر الى هذا الموضوع فانه سيجد تعدد وحدات القياس و تغيرها من الزمن. هذا من ناحية و من ناحية اخرى فانه و على الرغم من الجهود التي بذلت بجعل هذه المقاييس واضحة و غير قابلة للتحريف فان بعض البشر توصل الى مغالطات فيها بشكل او بأخر. و يمكن هنا الاشارة الى ثلاثة انواع من المقاييس في هذا الاطار آلا وهي الكيل و الوزن و النقود.
فالكيل يعتبر اول المقاييس التي اخترعها الانسان و هو يعتمد على الحيز. اي انه يتم من خلال الحيز الذي يأخذه محصول ما. و على هذا الاساس فانه مناسب لقياس التساوي بين الاشياء كبيرة الحجم و المتقاربة في القيمة مثل البر و الشعير. و مع ذلك فانه يمكن الاخلال بهذا المقياس اما من خلال التلاعب النوعية او من خلال التلاعب بالحجم من خلال استخدام الماء مثلا للتأثير على الحجم بشكل مؤقت.
اما الوزن فان يقوم على الكثافة. و من ثم فان حجما صغيرا قد يكون ما ساويا لحجم اكبر اذا كان يفوقه في الكثافة. و ما يستخدم هذا النوع من القيام في المواد النادرة و صغيرة الحجم مثل الذهب و الفضة. و نظرا لصغر الوزن في بعض الحالات فان عملية التقريب قد تمثل نوعا من التحايل على هذا المقياس. و كذلك فان غش المعادن اي خلط الجيد منها بالرديء قد مثل احد طرق التحايل على هذا المقياس.
لقد اعتبر ان النقود كمقياس تجمع بين خصائص الكيل و خصائص الوزن. و كما عرفنا فان هذا المقياس هو اكثر المقاييس عرضة للتلاعب. و ذلك من خلال ما اطلق عليه التضخم و الذي يعني الاختلال بين القيم النسبية للسلع الحقيقية و قيمها النقدية و خصوصا اذا تعلق الامر توسط عملات نقدية متعددة بينها. يا ايها الذين آمنوا اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب ان يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فان كان الذي عليه الحق سفيها او ضعيفا او لا يستطيع ان يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى ولا يأب الشهداء اذا ما دعوا ولا تساموا ان تكتبوه صغيرا او كبيرا الى اجله ذلكم اقسط عند الله واقوم للشهادة وادنى الا ترتابوا الا ان تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح الا تكتبوها واشهدوا اذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وان تفعلوا فانه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم.
و نظرا لأهمية ذلك فان القرآن قد حث على الحصر كل الحرص على عدم الاخلال بالمقاييس سواء كانت هذه المقاييس الكيل او الوزن او النقود. يا ايها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين ان يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا وان تلووا او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا. يا ايها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنان قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون. ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده واوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا الا وسعها واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله اوفوا ذلكم وصآكم به لعلكم تذكرون. واوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير واحسن تأويلا. واقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان. لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد فيه باس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوي عزيز.
فعدم التمسك بذلك سيؤدي اما الى الفساد او الى عقاب الله الشديد او الاثنين معا. سماعون للكذب اكالون للسحت فان جاؤوك فاحكم بينهم او اعرض عنهم وان تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط ان الله يحب المقسطين. كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183). وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ (86) قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88).
فالإخلال بالمقاييس أيا كان نوعها هو فساد و فساد مدمر. فابخس الناس اشيائهم لا يقتصر ضرره على المتعاملين فقط و انما يؤثر سلبا على المجتمع باسره. فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191). ) وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95). وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6).
 و من يشك بذلك فما عليه إلا ان يلاحظ ان اكثر الاخبار المتداولة في هذه الايام هي اخبار الازمة المالية العالمية و ازمة الديون في مجموعة اليورو و كذلك التغيرات غير المتوقعة في كل من اسعار الاسهم و العملات الدولية. و ما ذلك الا للتساهل في ضبط المقاييس المالية.
في الثلاثاء 04 سبتمبر-أيلول 2012 07:19:24 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=187&lng=arabic