|
الامتحانات تعد آخر مراحل التقويم الجامعي والمدرسي للطلاب والطالبات نهاية العام الجامعي أو الدراسي ودائماً ما تحدث هذه المرحلة التقييمية حالة من القلق والتوتر في أوساط الطلاب والطالبات، وقد يمتد تأثير ذلك ليشمل كافة أفراح الأسرة، وهذا الأمر ينطبق على الأسر التي تدرك قيمة التعليم، وتبذل كل طاقاتها، وتسخر كل إمكانياتها من أجل ضمان مستويات تعليمية متميزة لاولادهم من الجنسين، حيث يضطر العديد من الأسر إلى إعلان حالة الطوارئ مع بدء الامتحانات الجامعية وامتحانات الشهادة العامة الأساسية رغبة منها في تهيئة الأجواء أمام أولادهم لدخول الامتحانات بدون أي منغصات أو إحباطات تذكر، وهذا أسلوب تربوي محمود تفتقده الكثير من الأسر التي لا تقدر قيمة العلم ولا تبدي أي إهتمام بالتحصيل العلمي لاولادها ذكوراً وإناثاً، ومع ذلك فإن هناك ممارسات يقوم بها بعض أولياء الأمور بقصد تحفيز أولادهم على خوض الامتحانات ومطالبتهم بتحقيق معدلات نجاح عالية، ويفرضون عليهم ضغوطات نفسية تدخلهم في حالة من القلق والتوتر، وهو ما يفقدهم القدرة على التركيز داخل قاعات الامتحانات والذي يترتب عليه الوقوع في أخطاء تحرمهم من تحقيق المعدلات العالية، وهناك من يفشلون في الامتحانات رغم مستوياتهم العلمية الجيدة، ولكن الشحن النفسي أثر عليهم، وأوصلهم إلى هذه النتيجة التي لم تكن متوقعة، ولذلك فإن الأسر هذه الأيام معنية بتوفير الأجواء المناسبة للطلاب والطالبات داخل المنازل لخوض الامتحانات وتحقيق مستويات النجاح العالية دونما حاجة إلى تحويل الامتحانات إلى كابوس مرعب وتصوير ذلك من خلال الشيء النفسي السلبي، فالطالب أو الطلبة يجب أن يمنحا جيزاً في التشجيع والتحفيز والطمأنينة قبل دخول الامتحان على إعتبار أن الامتحانات مجرد تقييم للمستوى التعليمي والمعرفي، وهي عملية طبيعية ويجب التعامل معها بشكل طبيعي دونما إرعاب أو إقلاق أو تخويف الطلاب والطالبات، فكلما تحلى الطلاب والطالبات بالهدوء والاستقرار النفسي والثقة بالنفس خلال فترة الامتحانات، كلما كانت نتائجهم النهائية متميزة، وهنا لا داعي للقلق والتوتر وينبغي على رؤساء اللجان والمراكز الإمتحانية الابتعاد عن ممارسات تعمل على خلق حالة من التوتر داخل المراكز التي يديرونها، وهي أيضا مهمة منوطة بالمراقبين داخل اللجان، فالطلاب والطالبات داخل قاعات الامتحان يتأثرون بتصرفات المراقبين، ولذا يجب مراعاة ذلك من قبل السلطات المختصة في مكاتب التربية والتعليم في المحافظات والمديريات..
> ومن سوء الطالع أن تتزامن امتحانات نهاية العام الجامعي في الجامعات اليمنية الحكومية والأهلية وامتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية العام الدراسي 2011م - 2012م مع عودة الانقطاعات الكهربائية بشكل جنوني تمثل لعدة أيام في بعض المحافظات ولساعات طويلة في البعض الآخر، في ذلك المحافظات الساحلية التي يعاني سكانها من ارتفاع درجة الحرارة، والغريب أن تتراجع خدمات الكهرباء خلال هذه الفترة المصاحبة للامتحانات في الوقت الذي كانت المعاناة قد تحسنت في الأسابيع الماضية، وهو الأمر الذي يتسبب في زيادة المعاناة والأعباء النفسية في أوساط الطلاب والطالبات وخصوصاً أولئك الذين لا تمتلك أسرهم مولدات الكهربائية خاصة، وهذا كله ينعكس على أدائهم داخل قاعات الامتحانات ولا نعلم هنا لماذا لا تقوم السلطات الحكومية المختصة بوضع نهاية لحوادث الاعتداء على خطوط وأبراج نقل الطاقة الكهربائية، وكذا تحسين أوضاع محطات التوليد وإجراء صيانة شاملة تضمن رفع مستوى الأداء والحد من الانقطاعات الناجمة عن الجوانب الفنية والتشغيلية، يجب مراعاة ظروف الطلاب والطالبات وحساسية مرحلة الامتحانات والعمل ما أمكن على جدولة عملية الإطفاء، وبما يمكن الطلاب والطالبات من المذاكرة على أضواء الكهرباء في ظل استحالة ذلك على أضواء الشموع وخيوط الظلام، لقد تحولت الكهرباء في بلادنا إلى كابوس مرعب ومقلق للجميع وفي مقدمة ذلك الطلاب والطالبات الذين يخوضون الامتحانات، ومن المخزي والمخجل أننا ونحن نعيش في رحاب القرن الواحد والعشرين وفي الوقت الذي تحولت فيه خدمات الكهرباء في أغلب دول العالم إلى خدمات مدمجة بالتكنولوجيا الحديثة المرتبطة بشبكات أرضية لا تزال بلادنا تعاني من مشكلة الكهرباء العتيقة التي فشلت معها الحكومات المتعاقبة في معالجتها وليت المشكلة تكمن في الانقطاعات والاطفاءات المتكررة فحسب ولكنها في افتقار العديد من المناطق لهذه الخدمة وعدم حصولهم عليها رغم مرور ما يقرب من 50عاماً على قيام الثورة وأكثر من 22 عاماً على قيام الوحدة المباركة، وهو أمر لا يصدقه عاقل ولكنها الحقيقة المرة التي يجب أن نعترف بها وتسارع السلطات الحكومية باستكمال ربط هذه المناطق بشبكة الكهرباء لينعم كل أبناء الوطن بهذه الخدمة ويستشعروا حجم الأضرار والخسائر التي تترتب على أعمال التخريب والاعتداء على أبراج الكهرباء وخطوط النقل ومحطات التوليد.
مع الأمنيات بالتوفيق والنجاح للطلاب والطالبات للإسهام في صنع الغد المشرق وبناء اليمن الجديد الذي نحلم به جميعاً في المهرة في أقصى الجنوب الشرقي إلى صعدة والجوف في أقصى الشمال الغربي.
وإلى الملتقى.. دمتم سالمين
fattah777602977@yahoo.com
في السبت 23 يونيو-حزيران 2012 06:39:50 م