|
إلا أن مآثره وموافقة الوطنية وأياديه البيضاء ستضل راسخة في الأذهان لدى الوطن ولدى كل من عرفه من كل شرائح المجتمع اليمني وخصوصاً من أبناء جلدته وقريته وخصوصاً من أولئك الإباء والأمهات وجيل الشباب الذين أولى رعايتهم ومساعدتهم
لقد كان فقيد القلوب غالب علي جميل نقي في روحة وثباته ومساعدات الأخيرين ويسهم في المشاريع التنموية والإعمال الخيرية ومها كتب عن شخصيته فلا يمكن الإحاطة به إذا لا يزال في الأمر متسع لمزيد من ألكتابه عن دماثة أخلاقة وطيب سيرته الحياتية ومناقبها والتي اتركها هنا لا أصحاب الاختصاص من رفقا دربه من السياسيين والدبلوماسيين والمثقفين وخصوصاً أولائك الذين عملوا معه جنباً إلى جنب طيلة مسيرته النضالية .
ودون ادنى شك إن الذين عرفوا المرحوم غالب علي جميل عن قرب هم يدركون حجم الفراغ الذي تركه في مختلف الأصعدة والاتجاهات في بلدة اليمن بعد أن أقعده المرض في بيته , فهذا الرجل كما يعرف الجميع كان من ابرز رجال السياسة المخضرمين المؤمنين بأن العمل الدبلوماسي مسئولية إمام الله والوطن وهو التزام نبيل ونزيه في أهدافه ومقاصده المختلفة بل وهو أمانه يحملها صاحبها بنزاهة وصدق واقتدار بعيداً أساليب الابتزاز المادي والسياسي لتحقيق الإرباح السريعة على حساب الشعب والوطن .
لقد ظل المغفور له بأذن الله تعالي غالب علي جميل مدافعاً صلباً عن وطنه ووحدته وأمنه واستقراره السياسي والاقتصادي لا أكثر من نصف قرن من الزمان سوى كان ذالك في المؤتمرات والمحافل الدولية أو كوكيل لوزارة الخارجية اليمنية أو من خلال عمله في السلك الدبلوماسي كسفير لليمن لدى العديد من البلدان وفي مجلس الوحدة الاقتصادية العربية والتي عاش حياته أنساناً متواضعاً بسيطاً تارك مباهج الدنيا واغرائتها فعاشا وطنياً محباً للبلادة اليمن مخلصاً حتى النخاع لكل قضايا الوطن وأمنه واستقراره حاملاً همومه وتطلعاته بكل صدق ونزاهة في كل مواقفه في مختلف الظروف والمتغيرات الصعبة التي عاشها الوطن اليمني , فكان المرحوم رحمة الله تغشاه يتمتع بشخصية كاريزمية من الطراز الأول يمتلك فيه الكثير من الحكمة ورجاحة العقل وسداد الرأي وقوة الحجة بسرعة الإقناع والصراحة ووضوح الموقف ,ولهذا فقد وصفة الكثيرين انه من السياسيين العقلاء القلائل المخضرمين وكان ينتمي إلى حزب البعث غير ملتزم حزبياً لأنه لم يستسيغ صراعات الأحزاب وخصوماتها السياسية فقد كان يرى أنها لاتخدم مصالح اليمن وكان يرى أنها تجلب الاحتقانات وتؤدي إلى تعثر التنمية وعرقلة البناء والتطور , ولايمكن وصفه هنا إلا بأنه قامة وطنية بكل ماتحمله الكلمة من معنى تجمعت فيه قيم ومبادئ النزاهة وقيم الإنسان السياسي الصريح الوفي لا أرضه ووطنه فحياة المرحوم كانت حافلة بالعطاء والتجارب والخبرات ورصيد أعمالة زاخرة سوف يخلدها التاريخ بكل مايتمناه الإنسان أن تزخر بها حياته , وبرحيله إلى جوار ربه فقد الوطن اليمني خصوصاً في ظل هذه الظروف بالغة التعقيد واحداً من ابرز وخيرة رجالات السياسة في اليمن وفي المنطقة العربية
وبهذا فقد تركا المرحوم غالب علي جميل لا أهله ومحبيه وللأجيال القادمة في الأرشيف السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والثقافي اليمني أرثا وطنياً وانسانياً كبيراً ورصيداً هائلاً من المواقف الوطنية والتجارب العلمية والعملية التي يمكن الاستفادة منها في العمل السياسي والدبلوماسي والاقتصادي من خلال تعاملاته المتواصلة مع الإحداث والمتغيرات التي شهدها وطنه الأول اليمن طيلة حياته أو تلك المتغيرات التي حدثت في المنطقة العربية والعالم أو تلك التجارب الشخصية التي عاشها المغفور له وخاض غمارها ولاكثر من نصف قرن من الزمان في حياته الحافلة بالعطائات للوطن بعيداً عن الأضواء والتي قد كان أدلى ببعضها في كتابه الشهير ( شي من السياسة ) والتي كتب حلاقاتها في صحيفة 26 سبتمبر اليمنية فهذا جزء يسير من مقتطفات من حياة الفقيد المغفور له بأذن الله تعالى السفيرغالب علي جميل , نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً لصالح الإعمال كما نسأل الله أن يتغمد فقيدنا المرحوم السفير غالب علي جميل بواسع الرحمة وعظيم المغفرة انه سميع مجيب .
* رئيس مؤسسة الإعلام المالي والاقتصادي للدراسات:
في الجمعة 29 يوليو-تموز 2016 09:37:38 م