|
إصرار عجيب وعزيمة صادقة وإرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا غدر وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره
بهذه القوة الروحية الهائلة تبنى المبادئ وتتربى الأمم الناهضة وتتكون الشعوب الفتية وتتجدد الحياة فيمن حرموا الحياة زمنا طويلا
الميدان في رمضان روضة من رياض الجنة ننعم بمعية الله وتنزل رحماته واستمطار العون والمدد منه تعالى، نتبرأ من وسعنا وحولنا وقوتنا وعددنا وعدتنا إلى حوله وقوته تحفنا الملائكة وتغشانا الرحمة وتتنزل علينا السكينة ويذكرنا الله فيمن عنده
بالميدان في رمضان نتقلب في نعم الله التي لا تعد ولا تحصى
فمن عمل لعمل ومن طاعة لطاعة ومن فضل لفضل ومن حسنة لحسنة
بالميدان في رمضان ننعم بحلق العلم والذكر والدعاء والاستغفار والصيام ومدارسة القرآن وإحياء الليل والصلاة والسلام على رسول الله والاعتكاف والتأمل والتفكر....ومجالسة الصالحين والعلماء العاملين الربانيين والأوفياء الصادقين الناصحين المحبين المشفقين الذين يتخيرون أطايب الكلم وأعذب الألفاظ وأجمل الابتسامات وسموا المشاعر
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)
بالميدان في رمضان تسبقنا نياتنا فمن الأخوة الصادقة والنصح والإرشاد والحب في الله وتبسمك في وجه أخيك صدقة والتعاون والتآلف والتعارف والتفاهم والتكافل والتضحية بالجهد والوقت والمال والنفس إلى استحضار نية الحراسة والرباط والجهاد والاستشهاد وتذكر مواقف الإسلام الفاصلة في حياة الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين والصالحين المصلحين
قال :(رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ومن مات مرابطاً مات مجاهداً وجرى عليه عمله وأجرى رزقه من الجنة وأمن الفتان) مسلم
وقال :(من رابط ليلة في سبيل الله كانت له كألف ليلة صيامها وقيامها) صحيح الجامع
وقال :(ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر؟ حارس الحرس في أرض خوف لعله أن لا يرجع إلى أهله) الصحيحة
بالميدان في رمضان نرفرف برايات النصر لمصر ونرفع أصواتنا بالهتاف وبالصدع بكلمة الحق في وجه سلطان جائر وخائن وقاتل
قد نذرنا حياتنا فدية لدينا وأمتنا وشرعيتنا التي بناها المصريون بدمائهم في ثورتهم العظيمة
وسيظل ميدان رابعة العدوية في رمضان في قلوب وعقول ونفوس أصحابها حيا ينبض بالخيرات إلا أن يأذن الله بميلاد يوم القصاص فتفرح القلوب المكلومة وتسعد النفوس الحزينة وترضى الأمهات الثكلى والأرامل المعذبة واليتامى الحيارى
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
في السبت 27 يونيو-حزيران 2015 10:33:55 م