ماذا عن الحركة العقلانية اليمنية ؟
استاذ/حسن احمد اللوزي
استاذ/حسن احمد اللوزي
لقد أشرت في يومية سابقة قبل أسبوعين إلى ما أسميته بالحركة العقلانية اليمنية والتصورات البديهية حولها بعد إن تضع الحرب العدوانية الجائرة على شعبنا وبلادنا أوزارها وتذهب بعيدا بكل شرورها وقد إعتبر البعض أن ذلك يعتبر نوعا من المبالغة في التفاؤل في زمن تتوالى فيه شواهد اليأس وبواعث الإحباط ومع ذلك مازلت ألح بالكتابات التنظيرية وأمعن في ذلك لإدراكي بأنً الكثير من الإنجازات المهمة في التأريخ الإنساني قامت على أساس من التصورات النظرية !!!
نعم الشعوب العظيمة والأمم الحيًة تمر بتطورات تاريخيه مهمة وخطيرة من حالات إلاضمحلال والانبعاث والوثوب والانكسار والانتصار والنهوض من جديد في كل أنواع المواجهات العصيبة الداخلية والخارجية وفي علاقتها مع نفسها وعلاقتها مع العالم القريب والبعيد من حولها إقليميا ودولياً وتوصف مراحل معينة بل ومتميزة من ذلكم التاريخ بصفات عديدة ومعبرة عن ذات المحتوى الذي تشكله تلك المراحل والحقب الزمانية التي قد تتعدى القرون وقد تنحصر في عدد من السنوات وهناك مسميات محددة وواضحة جرى تداولها بالنسبة لبلادنا في الكتابات والدراسات التاريخية في القرن الماضي كمرحلة الحركة الوطنية اليمنية ومرحلة الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر. . حتى تحقيق نصر إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة والدخول في مرحلة الدولة اليمنية الجامعة لكل اليمنيين الجمهورية اليمنية ومع ما شهدته السنوات الأربع الماضية من تقلب شديد الوطأة في أحوال البلاد وما واجهته من تحديات عصيبة ساقت إلى ما هو أسوء بل وأخطر على بلادنا وعلى المنطقة برمتها أوصلتنا إلى جنون الاحتراب وحولت الاختلاف السياسي إلى صراع عسكري وأوصلت إلى التدخل العربي بحرب عدوانية جائرة وظالمة وغير متكافئة أصابت بلادنا بخسائر جسيمة بشرية ومادية وإستراتيجية ذهب ضحيتها الأبرياء من الشهداء الأبرار وتفاقم نزيف الدماء وأهدرت الإمكانيات والمكاسب والمقدرات مما يصعب حصره والأرقام المتصلة به حتى الآن !
وبانتهاء هذه الحرب من كافة أطرافها وجوانبها لا بد أن تتوجه النظرة الوطنية إلى ما أشرت إليه مراتٍ عدة تفاؤلا و تمسكا بإرادة الوجود الحر الكريم لشعبنا والاستقلالية والسيادة الوطنية الكاملة لبلادنا وترجمة الإيمان الصادق بالثوابت العقيدية والوطنية والإنسانية العظيمة التي يمتلكها شعبنا والتي ستظل تمثل قوة حركته العقلانية المستقبلية وخاصة وأنها تعتمد على عناصر جوهرية أربعة :-
1-الإيمان. 2- الحكمة ( متمثلةً في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية). 3- الوحدة الوطنية والتي يتعين سرعة تحصينها بالمصالحة الوطنية الشاملة . 4-الإصرار على الانتماء لروح العصر الذي نعيش فيه.
ولا شك أن تفصيلات ذلك كله متوفرة في كل ما يمكن أن تجمع عليه كافة الأطراف السياسية من مخرجات الحوار الوطني وفي مشروع الدستور بعد تنقيحه من كل ما هو مختلف حوله و بما يحقق قبول الكل به و الحرص على الانطلاق من تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية و ملحقاته و بروح المسؤولية الجماعية و التكافل و التضامن و التكامل !
ويترابط بذلك السير على منوال رشيد في تطبيق تطور مهم في الممارسة الديمقراطية واعني به الديمقراطية التوافقية و التي لا بد لها أن تعمل على المدى القصير بإذن الله على رفع و معالجة الحزازات والضغائن بصورة سلمية وراقية وكذا تهذيب و تشذيب أنياب و مخالب التعددية السياسية المتصارعة على المصالح الخاصة ومعالجة الآثام الكبيرة التي ارتكبتها القوى السياسية خلال الفترة الماضية وبحيث تعمل وفي القريب العاجل ما يجعل الشعب كله يغفر لها ذنوبها!!
ولا بد لهذه الحركة العقلانية التشاركية من أن تعزز صلتها من جديد بالحركة الانسانية العاقلة والمتفاعلة وأن تتمسك بروح التطلع للانتماء لركب الرقي والتقدم والانتماء الصادق والواثق بالعصر الذي نعيش فيه محصنة بالأصالة وجوهر حضارتنا العربية الإسلامية !

*لابد سنأتي :-

لابد سنأتي
في عمق أوان الوقتِ
وصدق بيان الوقتِ
و على صهوات جامحة باعاصير الحرية
واباء الروح اليمنية !
وعد الوطن المهد لمجد الشورى
والديمقراطية
بل ونؤدي قربان العهد لأمتنا العربية
لنجدد آيات الفتح الأولى
ومعاني صدق الإيمان
ودروس الحكمة في الآيات السبئية !

  
في الخميس 30 إبريل-نيسان 2015 06:43:59 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=1410&lng=arabic