|
كم يكثر الكلام وتتعدد الكتابات التي تطالعنا ونقرأها يوميا وتتباين الآراء دون أن يحسب لها بعض الكُتَّاب حسابا أو يتوقعون منها ضررا أو يتحملون إثما أو يجنون منها ثمرة خاصة الصحفيين وكُتَّاب المقالات والشعر والأدب وغير ذلك مما يُكتب في الصحف والمواقع الالكترونية أو على صفحات الفيسبوك والواتس أب لكن من يتحرَّى الدقة والصدق والصواب في نقل المعلومة قلة ولذلك نجد كتاباتهم مميزة وأحاديثهم مفيدة وأفكارهم بناءة وحواراتهم مثمرة تنشر الثقافة والأدب والعلم والسياسة وغير ذلك من العلوم المعرفية وما لم يكن الحديث مثمرا بهذا الشكل فالصمت أصوب ولذلك قيل رب صمتةٍ ابلغ من مقالة فكم نقرأ يوميا مقالات قصيرة أو طويلة فنعجب ببعض الكتابات ونستفيد منها ويكبر صاحبها في نظر الآخرين من خلالها لاسيما عندما يتحرى الكاتب الصدق في نقل الوقائع والأحداث والمعلومات فنظل متابعين ومترقبين لكل جديد عن هذا الكاتب أو ذاك وبالعكس نجد أحيانا كتابات مبنية على غرائب وعجائب وأكاذيب مفترية مما يتناقله العوام في الشوارع أو يتناوله المخزنون في مجالس القات وقت النشوة فيكثر الهرج ويتفاخر الشباب فيما بينهم أيهم سيبدع ويتفنن في الأكاذيب والروايات المزيفة التي تتسابق بعض المواقع والصحف في نقلها ونشرها وتكون نتائجها سلبية أو كارثية حيث إنها تؤلم أفراد المجتمع وتجرح مشاعرهم وتثير الفوضى ولذلك قيل لسانك حصانك ومقتل الرجل بين فكيه والشاعر يقول :
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
ولم يبقى إلى صورة اللحم والدم
والكيِّس الفطن هو الذي يمرر ما يكتبه أو يتحدث به أولا على قلبه وعقله ثم بعد ذلك ينطق به على لسانه أو يكتبه في مقاله وشعره ونثره وروايته لان كل ما ينطق به اللسان أو يكتبه القلم ويُنشَر لا عودة له ولا رجعة فيه سواء كان حسن أو سيء قال الشاعر :
اخفض الصوت إن نطقت بليل
والتفت بالنهار قبل المقال
ليس للقول رجعة حين يبدو
بقبيح يكون أو بجمال
Anomanlawyer1@gmail.com
في الجمعة 13 فبراير-شباط 2015 12:01:01 ص