المشهد المؤثر كما رأيته
كاتب/خالد المالك
كاتب/خالد المالك
شهد قصر الحكم مساء أمس "الجمعة" من الكثافة البشرية للتعزية في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولمبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للبلاد والأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد والأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد ما يمكن اعتباره ترجمة حقيقية وصادقة للولاء والطاعة والوفاء التي تكنها جموع شعبنا لقادتهم ملكاً بعد ملك، وبالتالي النظر إلى هذه التظاهرة الشعبية المفعمة بالحب على أنها تفويض بلا حدود من المواطنين أن امض يا سلمان وأسرع الخطى ولا تتردد في استكمال بناء هذه الدولة، مدعوماً بهذا الرصيد الشعبي المساند والفاعل والمهم المتمثل بمواطنيك الذين أسعدهم مبايعتك ملكاً للمملكة.

***
كنت مساء أمس بين هذا الحشد من المواطنين في قصر الحكم أتساءل بحب وبشيء من العفوية، ما الذي دفع بالمواطنين لإظهار مشاعرهم على هذا النحو الجميل، وبهذه الصورة لو لم تكن محبتهم لملوكهم وإخلاصهم لنظام الحكم وحرصهم على أن تكون هذه البلاد كما رسمها الملك عبدالعزيز، دولة مهابة وقوية ومتحدة وعصية على الحاقدين والمتآمرين لما كان كل هذا التقاطر من المواطنين إلى قصر الحكم للمشاركة في هذا الحدث المهم.

***
وكنت أجول بنظري بين هذه الجموع، أفتش عن الأسرار والدوافع التي شجعت كل هؤلاء للبحث عن الملك سلمان وعن الأمير مقرن وعن الأمير محمد بن نايف وسط هذا الزحام الكثيف والأجسام البشرية المتراصة التي بصعوبة يستطيع المواطن أن يصل إلى مليكه وولي عهده وولي ولي العهد، فلا أجد من تفسير لكل هذه الرغبة في إظهار مشاعرهم التي اختلطت بين الحزن على وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز والفرحة بمبايعة الملك سلمان ملكاً والأمير مقرن ولياً للعهد والأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد، إلا أنهم كانوا يؤدون واجباً فرضه عليهم ولاؤهم لوطنهم.

***
كان المشهد مؤثراً، فهول الصدمة بوفاة عبدالله بن عبدالعزيز أكبر من أن تعبر عنه الكلمات أو ترسمه الصور، وجاءت مبايعة الملك سلمان والأمير مقرن والأمير محمد بن نايف كما لو أنها تمثل لحظتها كما تراءى لي التهدئة لآثار الحدث الجلل، بل وكأن المواطن يعي - وهذه حقيقة - بين هذا وذاك أن هذا قدرنا، أن نخسر ملكاً بعد ملك، ليكون الخلف جاهزاً لاستلام الراية، واستكمال المشوار بنفس القوة والحكمة والمقدرة والرغبة في خدمة الشعب.

***
ولعلي أختصر الإجابة عن هذه التساؤلات بما قاله الملك سلمان في كلمته التي وجهها صباح أمس إلى الأمة، وكانت مع اختصارها مليئة بالمضامين والعناوين المهمة التي حركت مساء أمس هذه الحشود الكبيرة لتعبر عن مشاعرها إن حزناً بوفاة الملك عبدالله، وإن فرحاً بانتقال السلطة إلى ملك عادل أكد التزامه بحفظ الأمانة والسعي لخدمة الشعب، دون أن ينسى نثر كلمات مؤثرة وحزينة في وفاة أخيه ورفيق دربه الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

***
إنها لحظات مهيبة انتقلت فيها السلطة من ملك لملك، ومن ولي عهد إلى ولي عهد آخر، ومن ولي ولي عهد إلى ولي ولي عهد جديد، بسلاسة وهدوء وفترة زمنية جد قصيرة، ما أكد قوة النظام وتلاحم الشعب معه، والنظر من الجميع إلى المستقبل بكثير من التفاؤل والثقة، ما لا نجده في أي دولة أخرى أو نظام آخر، كما هو في هذه البلاد التي تكرر فيها ومنها مثل هذا المشهد منذ وفاة الملك عبدالعزيز وإلى اليوم، وكانت في كل مرة تظهر قوتها رغم عمق الجراح وحجم المأساة.

***
رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ووفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف في تحقيق آمال المواطنين والأمة جمعاء باستكمال ما تحقق في كل الحقب والعهود السابقة لملوك هذه البلاد - رحمهم الله - من إنجازات مشاهدة على الأرض ومكانها عالياً من التقدير لدى كل مواطني هذه الديار.

  
في السبت 24 يناير-كانون الثاني 2015 07:32:06 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=1314&lng=arabic