مشكلتنا مع النباح.. وهل تتعظ الكلاب؟
كاتب/عباس الديلمي
كاتب/عباس الديلمي
بعد أن افرغ ما في جعبته من حديث وتعليقات عن الكلبين أو الكلبتين اللتين فخختا للقيام بعمليتين انتحاريتين في صنعاء وحضرموت، انتقل إلى الحديث عن الكلب الذي افشل العملية الأميركية (المارينزية) في شبوة، وكيف تسبب في قتل الرهينة الأميركي والجنوب أفريقي الذي كان بجانبه في أسر الخطف بالإضافة إلى قتل احد عشر شخصاً من الخاطفين وكيف تسبب نباح هذا الكلب في فشل العملية العسكرية المعد لها بعناية فائقة وقتل من في الدار من خاطفين ومخطوفين..
كان متحمساً، وهو يتحدث عن الإرهاب والقتل، والإقدام على استخدام الكلاب، وكيف جنى الكلب المشار إليه على أصحابه عندما أراد تنبيههم بنباحه فتسبب في قتلهم جميعاً.. أحسست أن الأمر قد أخذ أكثر من حقه من الوقت والحماس بلا جدوى فأردت أن أحول الأمر إلى موضوع للتسلية.. فقلت له: الذي أفشل عملية المارينز في تحرير الصحافي الأميركي، ليس كلباً كما قالت وكالة رويترز بل هي كلبة حسب ما صرح به ناطق موثوق حسن الاطلاع وقد سمعت من ناطق طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع ولأنه غير مخول أنها كلبة واسمها (نواهش)- تفاؤلاً بنهشها للحم من يتسلل نحو أصحابها لأي غرض كان, ثم ان نواهش هذه قد جنت على نفسها وتم قتلها من قبل جنود المارينز ليسكتوا نباحها.. وقيل أن ناطقاً طلب عدم ذكر اسمه، أنها قتلت في العملية وهي تدافع عن شرفها من كلب أمريكي مارينزي، كان مع القوة المهاجمة..
ومهما تختلف الروايات فإن النتيجة هي أن الكلبة نواهش قد قتلت في العملية، وهي ليست أول كلبة في التاريخ العربي تجني على نفسها بنباحها فقبلها الكثير ممن جنين على أنفسهن، وكان لهن حضورهن في التاريخ العربي والأمثال.. وأولهن كما اعتقد أو أشهرهن هي الكلبة (براقش) التي جنت على نفسها وعلى أهل قريتها- في العصر الجاهلي- بنباحها الذي دل الغزاة على القرية التي أرادوا غزوها, فبعد أن ضلوا الطريق إليها في جنح الليل كان نباح براقش دليلهم إلى القرية.. ولهذا نتداول نحن العرب حتى اليوم المثل الجاهلي القائل: «على نفسها جنت براقش» وعليك بالرجوع إلى قصة هذا المثل في مرجع أو كتاب (مجمع الأمثال)..
دع موضوع الكلبة (نواهش) وعملية المارينز الفاشلة، ودعنا نفكر في عملية الإنقاذ التي يقال أن الفرقة التي نفذت عملية قتل بن لادن هي من نفذ عملية شبوة الفاشلة..
إن تاريخنا العربي مليء بالكلاب، من براقش إلى نواهش.. كما أن مشكلتنا مع النباح في جنح الليل وفي وضح النهار، لازالت مستمرة وستظل وان كنت متحمساً لما حدث فما عليك إلا أن ترسل مثلاً يقول: (وعلى نفسها جنت نواهش) لعل كلاب العصر تعتبر وتتعظ.

في الخميس 11 ديسمبر-كانون الأول 2014 07:02:07 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=1269&lng=arabic