|
عاد الإرهابي قاسم الريمي، القائد العسكري في تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، لينبش مجدداً في مواجع وآلام أُسر الضحايا التي لم تندمل جروحها بعد! محاولا ً استغلال هذا التوقيت لتسويق بيانه الجديد في مقطع الفيديو الذي توعد فيه المليشيات الحوثية التي وسعت نطاق نفوذها في البلاد.
وقال قاسم الريمي، أمير تنظيم القاعدة في جزيرة العرب: "للحوثيين نقول عليكم أن تستعدوا لأهوال تشيب لها رؤوس الولدان. ما حدث لكم في صنعاء وتعز ما هي إلا المبارزة التي تسبق القتال. ستدفعون ثمنا غاليا، أتظنون أن جرائمكم ستمر دون حساب وعقاب، أنتم هدفنا اليوم، وخروجك من سراديبك هو خير عون لنا عليك". مؤكدا أن "عصابة الحوثي الرافضي هي البندقية المستاجرة الجديدة لأعداء الإسلام".
وأضاف: "عليكم أن تعلموا أن مساجد المسلمين التي فجرتموها وفجرتم بيوتهم ومدارسهم لن تمر مرور الكرام وستدفعون ثمنها غالية والأيام بيننا."
يتضح من مشاهدة مقطع الفيديو كأنه يريد أن يوجه عدة رسائل ابرزها: سعيه لإرتكاب أبشع الجرائم بحق من أطلق عليهم " الروافض" وقتل الأبرياء، تفوق فظاعتها عن فظاعة جريمة العرضي حين قال في بيانه: " عليكم أن تستعدوا لأهوال تشيب لها رؤوس الولدان ". أراد أيضاً استمالة عاطفة القبائل السنة في مناطق رداع التي دارت فيها أعنف الحروب بين تنظيم (القاعدة) ومسلحي جماعة (أنصار الله) وذهب ضحيتها عدد كبير من الأبرياء أبناء القبائل ومن استقطبهم للقتال معه، إلى جانب محاولته لإحياء صورة الرهبة لتنظيم القاعدة في مخيلة اليمنيين بعد تعرضها للخدش وظهور عدم كفاءته واللامبالاة بحياة الأبرياء التي كشفت حقيقة تلك الصورة البراقة والرهبة للتنظيم التي حاول التنظيم تكوينها في مخيلة المواطن، ليعتمد عليها في تنفيذ جرائمه الإرهابية.
صحيح أن رد حسين العزي رئيس العلاقات السياسية لأنصار الله نشره على صفحته في الفيس بوك يوم 22 نوفمبر، على بيان "الريمي" يؤكد حقيقة اهتزاز تلك الصورة حين قال: " نقول لهم والله لو رضيتم عنا لشككنا في إيماننا .. ولو أنكم أقلعتم عن غدركم لما كنتم أجبن الناس في أعيننا .. ولكنا حسبناكم رجالاً .. لكنكم ستظلون كما أنتم أولئك الجبناء الذين لايقوون على منازلة الرجال"..لكن هذا التهديد وحالة الخوف التي يسعى التنظيم للمراهنة على نشرها في بعض المناطق القريبة من صنعاء وجغرافيا تواجد مسلحي جماعة "أنصار الله" أمر خطير يتطلب من المجتمع التعامل معه بجدية ومسؤولية عالية للحفاظ على أمن وسكينة المجتمع من أية محاولات إجرامية من عناصر هذا التنظيم الإرهابي الذي دأب على استهداف الأبرياء وقتل الأطفال وزرع الخوف والرعب في صفوف المجتمع.
إن تكرار بث مقاطع الفيديو والتي كان آخرها الأثنين الماضي بث تسجيل مصور لاقتحام عناصره نقطة الغبر بساحل حضرموت، وقبله بأيام تسجيلاً مصوراً للريمي بالتزامن مع حلول الذكرى الأولى لجريمة مستشفى العرضي التي قادها في 5 ديسمبر العام الماضي مؤشر خطير استنفر الدبلوماسية الخليجية والغربية لشعورهما بخطورة الوضع في اليمن، حيث أصدر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، برناديت ميهان، بياناً على هامش اجتماع الرئيس الأمريكي أوباما مع الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وزير الحرس الوطني السعودي، في واشنطن، بحسب موقع البيت الأبيض. وتطرق البيان إلى أنه جرى خلال لقائهما يوم (السبت) الماضي، نقاش بين الرئيس أوباما والأمير متعب، حول، الجهود في تعزيز الاستقرار في اليمن، ومحاربة الإرهاب، ودعم الحكومة والشعب اليمني.
وهنا ينبغي علينا نحن اليمنيين المعنيين أولاً قبل غيرنا، الاهتمام بهذا الأمر وألا نكتفي فقط بالتعامل معها بالردود المقلله من تحدي التنظيم وبثه للرعب في أوساط المجتمع.ولكن علينا أيضاً دراسة الوضع الأمني وتقييمه وبحثه واتخاذ خطوات حاسمة ودرء الخطر وإفشال أي مخططات إرهابية يسعى تنظيم القاعدة بتنفيذها ارتكاب جرائمه الإرهابية وقتل الأبرياء اليمنيين.
n.albadwi2013@hotmail.com
في الإثنين 01 ديسمبر-كانون الأول 2014 05:40:05 م