|
* قبل كل بداية .. ادعو بالسلامة للفدائي محمد بقشان .. النجم الكروي الذي جرى إسعافه بعد لعبة عنيفة من لاعب قطري استخدم فارق التكوين الجسماني في تقديم إحدى صور الكرة غير النظيفة .
وأما بعد ..
* لنقف جميعاً احتراماً لتشكيلتين.. كتيبة منتخبنا الوطني المشارك في خليجي 22 بالرياض و الكتائب الجماهيرية التي غطت جوانب كثيرة من مدرجات عروس الملاعب السعودية وملأت أرجاءه تشجيعا وابتهاجا و فرحا وحياة ملونة.
* في الملعب أكد نجوم منتخب اليمن أن الكرة اليمنية زاخرة بالمواهب لكنها تعاني من الكساح الإداري..
هناك في الرياض وأمام قطر ومن قبلها البحرين جمع نجومنا بين حسنتين .. احترام قوة المنافسين دونما خوف من التحول إلى عناصر تهديد و لسان حالهم كيف لك أن تتألق إذا اعتقدت بأن الآخر فائز لا محالة.
* وإذن فقد التحمت أقدام ورؤوس اللاعبين بمشاعر مغتربين يمنيين علمونا كيف نفتح قلوبنا للوطن وكيف نصغي لما يشعر به من الحنين وجعلوا الأشقاء يوجهون نداء استغاثة لجماهيرهم أملا في تقليد ومحاكاة جماهير يمنية كانت وما تزال ملح البطولة ونجمها الأول .
* قدم نجوم المنتخب اليمني أداء رجولياً نظيفاً بعثروا به أوراق منافسيهم ووضعوا أحلام جمهورهم في النصاب ..أذهان رياضية متوقدة ..ومواهب كروية جامحة ..وأخلاق رياضية عالية.. وأداء استحقوا به ذلك التشجيع الصاخب .. وتلك الشهادات المنصفة في الصحف واستديوهات التحليل .
* وأما بعد الذي قدمه الجمهور اليمني فليس أقل من القول : لا تيأسوا فإن لكم نجما آخر في الرياضة اسمه الجمهور.. هل شاهدتم منتخبكم بعين و صوبتم الأخرى نحو جماهير غفيرة هبت لتشجيع اليمن من مختلف المدن السعودية ؟ بصراحة لقد مثلوا دور الجمهور الباحث عن اليمن وسط هذه الأجواء السياسية الملبدة بالكيد لليمن واستقراره ووحدته .
* هل أقول بأن العروض المشرفة للمنتخب اليمني داخل منافسة الجوار الجغرافي الغني هي عروض البحث عن الحقيقة وتجميع ملامحها ؟ وإذن فإن الفرحة لا تلغي طرح المشكلة ومن يطرح المشكلة يستحسن أن يضع تصوره للحل.
* ولن يتم ذلك بدون فتح حوار لنقاش هادف ينقذ الرياضة اليمنية من أدرانها الإدارية التي جعلت الشيخ عيسى بن راشد يصف مشاركتنا بأنها مشاركة الجسم الغريب وهو تعبير ليس فيه ما يعبر عن وقار الشيخ ولا رزانة الحكم ولا حتى براءة الطفل .
* أما أبرز مشاكل الرياضة اليمنية فهي أن كل من ليس له علاقة بالرياضة يجري إقحامه في إدارتها.. هذا أولاً , أما ثانيا فإن موارد صندوق رعاية النشء والشباب لا تفرق بين دعم اللاعب والنادي وبين دعم القائمين على الرياضة والجاثمين على الصندوق حتى أن ما يحصل عليه الرياضي من بدل السفر لا يساوي شيئاً أمام ما يقبضه جحافل الإداريين على مستوى كل الألعاب ،وهنا هل من مجيب على سؤال كيف يمكن دعم الأندية واللاعبين وليس زيادة أرصدة المسؤولين الرياضيين ؟
* ولكل ذلك وغيره فإن الأهم من تكاثر آباء الفوز والتعادل أن يسارع المعنيون إلى توظيف موارد الرياضة لتطوير قدرات اللاعبين .. ولا بأس من إكمالهم للصورة ليطلبوا الصفح من الجمهور العظيم الذي لقننا درساً في حب الوطن .
* لنفتح صفحة جديدة نبحث فيها عن الصالح العام وسنرى أكثر تجليات الإبداع اليماني .
في الإثنين 17 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 07:57:46 م