اعتصام خورمكسر .. فخ نصب على عجل
كاتب/عبدالعزيز ظافر معياد
كاتب/عبدالعزيز ظافر معياد
رغم تفاعل الشارع في المحافظات الجنوبية مع مخيم الاعتصام المقام في ساحة العروض بمديرية خورمكسر بعدن منذ نصب أولى الخيام فيه بعد ساعات من انتهاء فعالية الحراك احتفاء بثورة أكتوبر المجيدة وحتى الوقت الراهن وما نجم عن ذلك من توسع الاعتصام الى الشوارع المحيطة بالساحة ومشاركة ما يقارب ال30 مكون من مكونات الحراك فيه وانضمام نقابات عمالية عديدة اليه،لكن الغريب في الامر عدم معرفة الجهة صاحبة فكرة الاعتصام او الداعية له والاغرب من ذلك لم يغر التفاعل الشعبي مع الاعتصام أي من المكونات الحراكية المعروفة اصلا بانتهازيتها لنسب الفضل لها في إقامة مخيم الاعتصام فما سبب ذلك ؟
- هناك اكثر من سبب يمكن ان تفسر ذلك ابرزها التالي :
1-تفاجىء غالبية مكونات الحراك بفكرة الاعتصام نفسها كونها المرة الأولى التي يتم فيها اللجوء الى هذا الأسلوب ضمن فعاليات الحراك المطالب بالانفصال ورغم المهلة التي جاءت في البيان الختامي الصادر عن فعالية 14اكتوبر،الا ان البيان لم يشر من قريب او بعيد للاعتصام او يدعو لتنفيذه ما يؤكد ان الفكرة جاءت من خارج مكونات الحراك ،ويبدو ان تلك المكونات وجدت نفسها جراء التفاعل السريع من قبل الشارع مع الاعتصام مضطرة للتعاطي الإيجابي معه والانخراط السريع في المخيم تجنبا لعزل نفسها عن الشارع وافشال أي محاولات من داخل المخيم تهدف لسحب البساط من تحت اقدامها او اضعاف دورها ومكانتها في الجنوب .
2- الغموض بشأن الجهة صاحبة فكرة الاعتصام والاهداف الحقيقية منه .
3-الحرص على عدم تحمل المسئولية المباشرة لاي تداعيات سلبية للاعتصام على القضية الجنوبية ومستقبل المشروع الانفصالي عموما على اعتبار ان فكرة الاعتصام تمت على عجل ومن دون أي دراسة لتداعياتها المحتملة من قبل بعض شباب الحراك المتحمس على خلفية سقوط صنعاء وغالبية المحافظات الشمالية في يد الحوثي.
4-ادراك غالبية قوى الحراك ان إقامة مخيم للاعتصام لن يؤدي الى حل مشكلتها الرئيسية ومعالجة اهم نقاط ضعف الحراك المتمثلة في تعدد مكوناته وافتقاده لقيادة موحدة،كما ان الاعتصام لن يحقق لها هدفها الرئيسي بفصل الجنوب عن الشمال ،فمن السذاجة الاعتقاد ان الانفصال يمكن أن يتحقق عبر إقامة مخيم للاعتصام فقط خاصة ان تجربة ساحات الاعتصام في مصر واليمن خلال ثورات الربيع العربي تؤكد على ذلك من خلال الحقائق التالية:
أ-فشل تلك الساحات في توحيد القوى المشاركة في الاعتصام في مكون واحد بل على العكس تسببت تلك الساحات في تشكيل مكونات وكيانات إضافية،ولم تسهم مساحة الحرية والديمقراطية والتعددية والتنوع المتاحة داخل الساحات الا في توسيع رقعة الخلافات والتسبب في مزيد من الانقسامات بين مكوناتها .
ب-لم تؤد ساحات الاعتصام في اليمن ومصر الى تحقيق اهداف المعتصمين كاملة ففي اليمن لم تتحقق سوى جزء بسيط من اهداف المعتصمين ولم يستفيد لا المعتصمين ولا الوطن وانما مجموعة من الأحزاب والقوى الانتهازية التي جيرت ذلك لمصلحتها وحتى ذلك الإنجاز لم يصمد طويلا وتم الإطاحة به مع الوطن خلال ثلاث سنوات فقط،أما مصر فرغم النجاح السريع للاعتصام في اسقاط مبارك الا انه كان نجاحا شكليا ومؤقتا بعد هيمنة الاخوان على السلطة ثم عودة السيطرة بعد ذلك للجيش على النظام وكان الاعتقال او الفرار خارج الوطن مصير ابرز قيادات المعتصمين الشباب .
ج-كما ان تلك النجاحات المحدودة والمؤقتة لساحات اليمن ومصر لم تكن بلا ثمن ولم تتحقق بمجرد البقاء في الساحات بل عبر تسيير المسيرات خارج الساحات والاصطدام المتكرر مع عناصر الامن والجيش وما نجم عنها من سقوط مئات الشهداء والاف الجرحى وخسائر هائلة لحقت بالاقتصاد الوطني .
5-ادراك مكونات الحراك ان إقامة مخيم الاعتصام لن يؤدي الى اسقاط عدن او تحقيق الانفصال ولابد من خطوات تصعيدية ستؤدي في نهاية الامر الى العنف واصطدام المعتصمين مع قوات الامن والجيش ،وفي هذه الحالة كان الانسب اللجوء مباشرة الى الخطوات التصعيدية عقب فعالية أكتوبر واستغلال الحشود الكبيرة المشاركة فيها لإسقاط المدينة خاصة مع انشغال الرئيس هادي في معضلة التشكيل الحكومي وانصباب اهتمام الحوثي على ادارة معركته مع عناصر القاعدة ومسلحي القبائل في اب والبيضاء والحديدة،وليس تأجيل المواجهة الى حين استعادة النظام توازنه وانتهاء الحوثي من معاركه في تلك المحافظات .
6-القلق من ان يكون الهدف الحقيقي من المخيم محاولة لتغيير موازين القوى في المشهد الجنوبي وما يعنيه ذلك من الالتفاف على مكانة المكونات الرئيسية في الحراك ودور قياداته .
7-القلق من تراجع حجم التفاعل الشعبي مع الاعتصام مع مرور الوقت لاسباب منها عدم وجود رؤية واضحة لدى المعتصمين وافتقاد المخيم للعمل المنظم ولبرنامج تصعيدي ولما سيكون عليه الوضع بعد انتهاء المهلة في ال 30 من نوفمبر،كما لايمكن استبعاد حدوث انهيار سريع في معنويات المعتصمين مع وضوح الرؤية لديهم بشأن استحالة تحقيق امالهم وتطلعاتهم عبر المخيم او وصول غالبيتهم الى قناعة بان درجة تعقيد وتداخل المشكلات الحالية في الجنوب يجعلها عصية على الحل وتتجاوز إمكانيات وقدرات المخيم .
-لذا ولتجنب مثل هذا الانهيار السريع ولتشتيت الانتباه عن عمق الخلافات البينية يمكن فهم السبب الكامن وراء التركيز على احداث هامشية وابرازها بقوة في اعلام الحراك واضفاء أهمية عليها بصورة مبالغ فيها وإعطاءها ابعاد غير حقيقية كما حصل في مبادرة شخصية قام بها ناشط كويتي لدعم مطالب الانفصال ،حيث تم تصويرها على انها تعبر عن موقف الكويت واميرها وبصورة مثيرة للشفقة والسخرية في ان واحد.
-مثال اخر على مدى الاستخفاف بعقول المعتصمين ومشاعرهم يتمثل في الترويج لزيارة وفد اممي الى عدن والادعاء ان الهدف من الزيارة الترتيب لأجراء حق تقرير المصير للجنوب بهذه البساطة وبدون مقدمات وكأنه ليس هناك قرارات اممية صادرة عن مجلس الامن تؤكد على الوحدة اليمنية وتمسك المجتمع الدولي القوي بها،ومن السذاجة الاعتقاد ان الأمم المتحدة ادركت خلال أسبوع من بدء الاعتصام مدى خطورته وتهديده لامن واستقرار العالم ما دفعها للتحرك بهذه السرعة بل وتحديد حل المشكلة في تنظيم استفتاء تقرير المصير في الجنوب رغم انها ماتزال منذ عقد التسعينات غير قادرة على تنظيم استفتاء لحل مشكلة الصحراء الغربية بين المغرب والبوليساريو .
مؤشرات الفخ :
كل ما سبق يفتح الباب على مصراعية امام احتمال ان يكون الاعتصام مجرد فخ نصب لقوى الحراك لتحقيق اهداف قوى داخلية وخارجية اكثر من كونه مسعى يمكن من خلاله تحقيق الانفصال ،وبغض النظر عن كون فكرة تنفيذ الاعتصام كانت عفوية من قبل بعض الشباب او انها مخطط نفذ على عجل ففي كلا الحالتين ترجح المؤشرات المختلفة أن حجم المخاطر فيها مرتفع جدا وفرص تحولها الى بوابة عبور لتحقيق الانفصال ضئيلة جدا،ويمكن إيضاح ذلك من خلال عدد من الحقائق والمؤشرات الدالة على ذلك وكما يلي :
1-استخدام الاعتصام كبوابة لدخول قطر كلاعب رئيسي في الجنوب وإتاحة المجال لجماعة الاخوان فرع الجنوب لفرض نفسها على ثورة الحراك ومن ثم ضمان التحكم فيها والسيطرة على الكيان الوليد بعد الانفصال ويشير الى صحة ذلك التالي :
أ-التحول الغير معلن في الموقف القطري من قضية الوحدة في الفترة الأخيرة وظهر ذلك في عودة اهتمام قناة الجزيرة بنشاط الحراك الانفصالي بعد سنوات من تجاهله والتي كان اخرها تغطية الجزيرة مباشر لصلاة الجمعة من مخيم الاعتصام بعدن وقبل ذلك اعلان الفنان عبود خواجة القطري الجنسية عزمه العودة الى الجنوب ...
ب-جاءت فكرة الاعتصام بعد المشاركة الأولى لاصلاح الجنوب في فعالية انفصالية ورغم اعلان اخوان الجنوب تحولهم عن الوحدة اليمنية ودعم مشروع الدولة الجنوبية بعد سقوط صنعاء في يد الحوثيين الا ان هذه الخطوة لم تلق قبولا فعليا من قوى الحراك الرئيسية ،وظهر ذلك بجلا في خلو البيان السياسي الصادر عن توحيد مجلسي البيض وباعوم قبل أيام لأي عبارة او إشارة ترحب بموقف الاخوان الجديد.
ج-رغم مشاركة الاخوان في فعالية أكتوبر الماضية الا ان ترسخ نظرة عدائية ضدهم في الشارع الجنوبي واستحواذ اكثر من مكون من مكونات الحراك على نشاط وفعاليات الحراك في المحافظات الجنوبية الامر الذي يجعل من إمكانية تصدر المشهد الجنوبي والتحكم في الشارع امر بعيد المنال ما جعل من الضروري البحث عن وسيلة جديدة غير المليونيات والمسيرات المعتادة لضمان التحول الى قوة رئيسية فاعلة في الميدان وتمثل ذلك في ابتكار فكرة الاعتصام في الساحة .
-فطبيعة النشاط في مثل هذه المخيمات المختلف عن النشاط الذي اعتاد عليه شباب الحراك ومكوناته المختلفة والمقارب لاسلوب ثورات الربيع العربي تمكن اخوان الجنوب من فرض انفسهم في نشاط وفعاليات المخيم بقوة لعدة أسباب أهمها :
الأول :خبرتهم الواسعة في مجال المخيمات وساحات الاعتصام وامتلاكهم لعناصر مدربة ومنظمة على أداء المهام المطلوبة بدقة عالية،إضافة الى ما يمتلكونه من إمكانيات مالية كبيرة خاصة مع دخول واضح لقطر وتركيا بثقلهما لدعمهم ما يعزز من فرص نجاحهم في احتواء الحراك وثورته كما عملوا قبل ذلك ثورة 2011م في اليمن وقبلها ثورات مصر وتونس وليبيا بعد ان كانوا اخر من ركب موجة تلك الثورات التي اطلق شرارتها الاولى الشباب المستقل.
-اما السبب الثاني فمخيم الاعتصام يمثل فرصة سانحة تساعد الاخوان في عملية التواصل مع مختلف مكونات الحراك الفاعلة على المشهد ما يرفع من فرصهم في إمكانية تغيير مواقف المكونات الرافضة لهم ،كما يمكنهم من اختراق مكونات أخرى وجذبها الى صفهم او العمل على تفريخ وتشكيل قوى جديدة ومساعدة مكونات قبلية وعمالية للتحول الى قوى سياسية فاعلة وهذا ما قد يفسر الحضور القوي للقبيلة وبدرجة تالية النقابات داخل مخيم خورمكسر.
-يتمثل ثالث الأسباب في امكانية استغلال الخلافات الكثيرة والتباينات بين مكونات الحراك الرئيسية المتواجدة في الساحة لضرب بعضها في بعض بهدف اضعافها او على الأقل دفع احد المكونات المتصارعة للتحالف معها في مواجهة خصمه وما يعنيه ذلك من تسريع عملية التحول الى لاعب رئيسي في الجنوب،فتواجد الفرقاء في مكان واحد من شأنه التسبب في تسخين الخلافات الثنائية قديمها وجديدها،كما يتسبب في تسليط الضوء على القضايا المعقدة العصية على الحل والتي حرصت قيادات الحراك على تجنب اثارتها ومحاولة ترحيلها الى ما بعد الانفصال مثل شرعية تمثيل الجنوب وقيادة الحراك والصراع على النفوذ والسلطة و...واذا كان نجاح مكوني علي سالم البيض وحسن باعوم في تجاوز خلافاتهما والاندماج مجددا في مكون واحد قد فوت على اخوان الجنوب استغلال ذلك لمصلحتهم فمازال بإمكانهم استغلال تباينات أخرى ربما تكون اكثر خطورة من خلافات البيض وباعوم .
-يتمثل ذلك في تصاعد حدة الصراع بين تيار الشباب في الحراك -والذي اطلق على نفسه حركة تمرد واصبح الأكثر نشاطا ونفوذا في الميدان -وبين القيادات التقليدية للحراك او ما يسميها الشباب بالقيادات الكرتونية،وقد ظهر جليا في ارتفاع منسوب الحملة التي يشنها النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي ضد تلك القيادات ورفضها الاعتراف بشرعية البيض كرئيس للجنوب واستمرار سيطرتها على نشاط الحراك منذ إقامة الاعتصام ،كما كانت حادثة انزال د صالح يحيى من منصة الساحة من قبل الشباب دليل على وصول التوتر بين الطرفين الى مستويات غير مسبوقة .
-تكمن خطورة الازمة بين الجيل القديم والجديد من خلال ارجاع البلاغ الصادر عن مكون البيض لحادثة المنصة الى وقوف عناصر من بقايا الثورة اليمنية والجماعات المتأسلمة وراء الحادثة ما يكشف عن هروب البيض وتياره من الاعتراف بوجود تيار شبابي رافض لهم الى اتهام الاخوان بالوقوف وراء الحادثة ومثل هذه النظرة تجعل من غير المستبعد توجه تيار البيض للتخلص من اهم رموز التيار الشبابي النشط في المخيم بذريعة تحالفهم مع الاخوان او اختراقهم من قبل الجماعة ،ويبدو ان السيطرة على لجان الاعتصام التنظيمية والأمنية ستكون أولى أسباب الصراع بين الطرفين .
2-القلق من ان يكون الهدف الحقيقي من الاعتصام :
أ-أما اعتباره خطوة انتقامية من الاخوان ومن خلفهم قطر وتركيا من الرئيس هادي لدوره المفترض في تمكين الحوثيين من السيطرة على النظام في الشمال من خلال اقامة اعتصام وما ينجم عنه من برنامج تصعيدي خلال فترة محددة وهو ما يجعل من الصدام والمواجهة بين المعتصمين والقيادات العسكرية والأمنية في عدن والمحافظات المجاورة المحسوبة على الرئيس هادي امر لا مناص منه ،او إمكانية جعل الاعتصام منطلق الشرارة الأولى للعنف مع سهولة اختراقه والدفع بعناصر إرهابية او مثيرة للخلافات الى داخل المخيم لشحن الأجواء واشعال الخلافات بين المعتصمين.
ب-أو السعي لإثارة الفوضى الأمنية في عدن وجوارها والتمهيد لإسقاط المدينة في يد العناصر المتشددة كون وقوع صدام بين المتظاهرين وقوات الامن والجيش من شأنه تفجير الخلافات بين قوى الساحة جراء الحضور المتوقع للبعد المناطقي للصدام وما سيتسبب فيه من انفلات امني واسع وهذا الامر سيكون حاضرا بقوة في مرحلة ما بعد انتهاء فترة المهلة المعلنة من الحراك خاصة مع اللغة القوية والحازمة التي ابدتها اللجنة الأمنية بعدن في بيانها الأخير وتأكيدها على أن مهاجمة المنشآت الحكومية أو المعسكرات وقوات الجيش والامن خط أحمر،وسيتم التصدي له ،وما يعنيه ايضا اعلان وزارة الداخلية يوم 25/10 عن إحباط تهريب شحنة اسلحة داخل حاوية بضائع في ميناء عدن بقيمة نصف مليار ريال ،من وجود قوى تدفع نحو إثارة الفوضى الأمنية داخل عدن خاصة ان السلاح المهرب في العادة الى اليمن يأتي عبر ميناء المخا ومنافذ بحرية أخرى وليس عبر ميناء عدن ما يؤكد على ان الشحنة المهربة يراد استخدامها داخل عدن.
- طبعا هناك من المعتصمين من يعتقد ان انضمام مجموعة من عمال ونقابات المؤسسات الحكومية في عدن الى الاعتصام كفيل بإسقاط المدينة سلميا عبر تنفيذ عصيان مدني ،وهذا مجرد وهم لعدة أسباب منها تمكن النظام من تسيير العمل في تلك الأجهزة باقل عدد من العاملين فيها او باستقدام عمال من خارج عدن بصورة مؤقته إضافة الى حقيقة ان تداعيات أي عصيان مدني في عدن لن يصل تأثيره على النظام الى درجة إسقاطه لان الحركة التجارية في عدن شبه متوقفة خاصة في السنوات الأخيرة ولن تؤدي الى توقف النشاط الاقتصادي في البلاد.
-خروج الوضع عن السيطرة يهيئ لدخول القاعدة على الخط واسقاط عدن وماجاورها في يدها ولايستبعد تعمد قوى جنوبية موالية للحوثي في الدفع بالوضع نحو ذلك من اجل استخدامه كمبرر لدخول الحوثي الى المحافظات الجنوبية كضرورة لتخليص تلك المناطق من القاعدة ،وهذا الامر يمكن تلمسه في اتهام القيادي المقرب من زعيم الحوثيين يوسف الفيشي، الحراك بإنه مُخترق من قبل تنظيم القاعدة ،ويتناغم مع ذلك اعلان اللجان الشعبية في ابين -التي يعتقد على نطاق واسع باختراق القاعدة لها- الانضمام الى ساحة الاعتصام .
3-تسبب المخيم في تسليط الضوء على قضايا شديدة الحساسية في الجنوب منها استمرار الصراع بين محوري يافع -الضالع وابين -شبوة ،فالتواجد الكبير لأبناء يافع والضالع كشف عن استمرار مساعيهم في التحكم في السلطة في الجنوب يقابله محاولة إزاحة منافسيهم من أبناء ابين وشبوة وتهميش دورهم في المخيم وهذا الامر عبر عنه مؤخرا في موقف غالبية القوى في الساحة من مجلس التنسيق الذي اعلن عنه محمد علي احمد وفي اتهامات ناشطين لعلي ناصر بالعمالة لإيران واستمرار غياب الحسني عن المشهد وازاحة حسن بنان من المناصب القيادية الرئيسية من المجلس الجديد المعلن عنه وتحول قيادات أخرى كناصر النوبة وحسين زيد عن الحراك .
-لم يقتصر الامر على ذلك بل سلط الاعتصام الضوء على تململ أبناء عدن من خلافات المكونات القبلية والبدوية على السلطة وانعكاساتها المدمرة عليهم وعلى سلميتهم ومدنيتهم التي عرفوا بها ،كما كشف عن جنوح المحافظات الشرقية (شبوة حضرموت المهرة وسقطرى)نحو خيار الإقليم الشرقي او الدولة الحضرمية ويظهر ذلك في الحضور الرمزي لحضرموت في المخيم وما تناقله نشطاء في المخيم عن إعلان ممثلي شبوة مهلة ال24ساعة لحل الخلافات اومغادرتهم المخيم وكذلك اثارة ممثلي المهرة لمسالة تمثيلهم المتواضع وعدم انسجامه معمساحة محافظتهم الكبيرة وغير ذلك .
-هذا الجنوح قد يشهد زخما كبيرا في حال ما وجدت تفسيرات نشطاء في المخيم لما يحدث في اليمن على انه مخطط وتبادل أدوار بين الحوثي وهادي لفرض خيار الاقليمين على بقية القوى اليمنية ،اذانا صاغية لدى أبناء المحافظات الشرقية ،وهذا ما سيعتبر من قبل الحضارمة استهدافا مباشرا لهم والتفافا على مطالبهم وحقوقهم .

aziz5000000@gmail.com

 
في الإثنين 27 أكتوبر-تشرين الأول 2014 02:03:35 ص

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=1216&lng=arabic