الاجتماع الأخير لرئيس الجمهورية الأربعاء في القصر الجمهوري مع كوكبة من الهيئات والشخصيات اليمنية لم يخرج بنتيجة قوية كما كان مأمولاً منه. في خطاب الأربعاء أرسل الرئيس هادي رسائل قوية للحوثيين بأن اليمن بكافة كياناتها لن ترضخ لتهديد العنف ولن تنجر إلى حروب جديدة. في نفس الوقت شرح الرئيس بأن هناك إجراءات اقتصادية جيدة أمر الحكومة أن تقوم بها بشكل متوازٍ مع رفع أسعار المشتقات النفطية. تلى الخطاب بيان صدر عن الاجتماع. كان البيان جيداً وله أبعاد كبيرة ولكن ينقصه التزمين، لأنه بدا كأنه واحد من خطابات سياسية كثيرة حدثت وستحدث بدون تنفيذ حقيقي على أرض الواقع. في البيان تم التأكيد مجدداً على أهمية الالتزام بمخرجات مؤتمر الحوار والاستمرار في العملية الانتقالية التي ستصل باليمن إلى مستقبل يطلبه الجميع، كما نص على وجوب التوقف عن الاستغلال السياسي لمعاناة الشعب وعدم إثارة فتن طائفية ومذهبية في الإعلام وغيره. أهم نقطة في البيان هي الوفاق والتوافق ومشاركة الجميع في الحكومة، وكذلك تشكيل وفد وطني للذهاب الى صعدة ودعوة عبدالملك الحوثي إلى العودة إلى المسار السياسي ونبذ العنف، أنا شخصياً لا أعتقد أن هذه اللجنة ستحقق شيئاً ملموساً بالذات بسبب كبر حجمها وتفاوت وجهات نظر أعضائها. خلاصة الموضوع أن الرئيس هادي دعا يوم الأربعاء إلى اصطفاف وطني لتجاوز الخلافات والوقوف أمام جر اليمن إلى معارك دموية. ولكن الاصطفاف السياسي يجب أن يكون انعكاساً حقيقياً للشارع وواقع الناس ولا يجري بمعزل عما يحدث. مثلاً مما يتم تداوله في الشارع اليمني بالذات في الريف بأن القادة السياسيين تصالحوا ضد الشعب، خرجت هذه المقولات بعد تأدية صلاة العيد من قبل أطراف العملية السياسية المتصارعة وبعدها مباشرة تم رفع الدعم عن المشتقات النفطية بدون توضيحات واسعة المدى للشعب عن ضرورة رفع الدعم وما ستقوم به الحكومة لتخفيف الوطأة على الفقراء. الإجراءات التي تم إقرارها لم تتنفذ بشكل سريع لأسباب لوجستية وأسباب أخرى منها الفساد والبيروقراطية الحكومية. والشارع لا يثق في الوعود التي تقدمها الحكومة خاصة وهو يراقب ويرى أن الحكومة غير موجودة.. البيان ينص أن الحكومة يجب أن تضم الجميع... أي حكومة يقصد بها؟ ومتى سيتم تشكيلها؟ لأن التلويح بالمجتمع الدولي لن يهز الحوثيين الذين ردوا على رسالة الدول العشر بالتهديد بالخيار القادم والزحف يوم الجمعة، ما قد يؤثر في الحوثيين هو موقف قوي ومعلن للمملكة العربية السعودية تجاه أنصار الله، بالإضافة إلى عمل حركة قوية في الحكومة. على هادي أن يعلن حالة طوارئ وطنية ويسحب الصلاحيات من الحكومة ويقوم هو بدور رئيس الوزراء، ويقوم بإصدار أوامر للجهات المختصة متجاوزاً البيروقرطية الحكومية وقاطعاً الطريق أمام الفاسدين والوصوليين، ويجب أن يترافق مع هذا شفافية عالية لمايحدث وإشراك للشارع الذي انتخب هادي كرئيس له في 2012 لأنه في النهاية هو الذي سيقف معه أمام الأحزاب والمجموعات المسلحة وغيرها من الطامعين. yteditor@gmail.com
في
الخميس 21 أغسطس-آب 2014 05:53:29 م