كاتب/عبدالله الشمري

استحقت اليمن بجدارة لقب (مقبرة الاناضول) لكثرة من قتل من الجنود فيها حيث تقول الاغنية المشهورة (لا يوجد في السماء غيوم، بل يوجد دخان، ما هذا البكاء والأنين انه صوت نائحة، نعم من يذهب لليمن لا يعود ثانية) هذه خلاصة احدى اغنيات (يمن توركوسو) اشهر الاغاني التركية الحزينة وهي تحكي تاريخ الايام العصيبة التى عاشها الجنود الاتراك في اليمن.
تاريخ مليء بالدماء من الطرفين حيث تعود سيطرة الاتراك على الساحل اليمني للعام 1545م ليخرجوا مهزومين على يد الامام الزيدي محمد المؤيد عام 1635م، ثم يعودون ثانية لليمن عام 1849م قبل ان يخرجوا مهزومين على يد قوات الامام يحيى حميد الدين عام 1911م وقد خلفوا وراءهم الاف القتلى والمفقودين.
بعد الربيع التركي الذي حصل نهاية 2002م، عادت تركيا للجغرافيا والتاريخ وعاد الاتراك ثانية لليمن ولكن عبر بوابة الاقتصاد والدبلوماسية الناعمة وهم على ثقة هذه المرة انهم سيعودون سالمين بالغنائم السياسية والاقتصادية، كما عاد الرئيس التركي (عبدالله غول) عام 2011م بالتعاطف من الشعب التركي بعد ان بكى امام مقابر واحفاد ما تبقى من الاتراك في اليمن وهم يعدون بالعشرات حيث غنت له حفيدات الاتراك اليمنيات نفس الاغنية (لماذا؟ انهم يذهبون لليمن ولا يعودون).
في الوقت الذي تعيش فيه الدول العربية مخاضها تحاول تركيا استغلال انشغال الحكومات العربية وتسجيل نقاط لكسب نجوم المستقبل العربي كمتوكل وتستضيف عشرات الشخصيات الاعلامية والأكاديمية في مؤتمرات عن الربيع العربي تجاوزت الخمسين مؤتمرا حتى مايو 2012م وهو رقم كبير.
في مارس 2012م استضافت تركيا المناضلة اليمنية الشابة توكل كرمان، حيث استقبلت توكل استقبالا شعبيا وإعلاميا استقبال الابطال وعوملت معاملة رئيس دولة، استقبلها الرئيس التركي عبدالله غول ثم حظيت بلقاء رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلوا والذي طالب مرارا وعلنا بمنحها الجنسية التركية.
هذا الشهر استضافت تركيا للمرة الثانية توكل كرمان، بناء على دعوة من زعيم حزب المعارضة الرئيسي (حزب الشعب الجمهوري) والذي اضطر اخيرا وتحت ضغط (الربيع الاسلامي) الى استضافة رموز اسلاميين ليكونوا ضيوفا على اعتى حزب علماني في تركيا، وهو الحزب الذي اسسه كمال اتاتورك وهذا التغير يدل على واقعية السياسة التركية.
في مؤتمر حزب الشعب الجمهوري والذي كان بعنوان (تغير الفصول) تحدثت بلقيس الربيع العربي امام وفود من جميع الدول العربية عن العالم العربي الجديد القائم على المشاركة الشعبية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني.
في الوقت الذي تعيش فيه الدول العربية مخاضها تحاول تركيا استغلال انشغال الحكومات العربية وتسجيل نقاط لكسب نجوم المستقبل العربي كمتوكل وتستضيف عشرات الشخصيات الاعلامية والأكاديمية في مؤتمرات عن الربيع العربي تجاوزت الخمسين مؤتمرا حتى مايو 2012م وهو رقم كبير.
السؤال/ هل تخطف تركيا جنسية توكل كما خطفت اعجابها وحبها؟
*نقلا عن اليوم السعودية:

في الثلاثاء 08 مايو 2012 06:23:05 م