|
كغير عادتهم استيقظ أبناء تعز وهم يستفسرون عن ذلك الانتشار الأمني الرائع والجميل الذي طالما راود أبناء تعز لتحقيق الأمن والاستقرار وضبط المسلحين والبلاطجة وناهبي الأراضي وبعضهم كان على علم بوصول وزير الداخلية فكان يقول: إن ذلك الانتشار طبيعي لكون الوزير التَرب من القيادات التي تزور الميدان وتعمل على إقالة المقصرين في واجباتهم، فظهر الانتشار الأمني بتلك الصورة الرائعة والمسئولة ليعكسوا للوزير التَرب فقط أن تعز فيها أمن وأمان.
كانت صحوة أبناء تعز رائعة كروعتهم وهم ينظرون من حولهم النظام ورجل القانون يمارس صلاحيته على أكمل وجه، كانوا مسرورين وهم يرون الشوارع خالية من المسلحين والبلاطجة.. يرون النظام يفرض نفسه ورجل المرور متواجداً في مكانه المخصص وفي كافة الأوقات.. وأقسام الشرطة تحاول جاهدة وعلى غير عادتها أن تُسير قضايا المواطنين على أكمل وجه مستغربين بذات الوقت اختفاء المسلحين من الشوارع واختفاء المظاهر المسلحة في الأعراس والمناسبات أيضاً.
زيارة الوزير الترب لتعز زرعت الخوف داخل المسئولين الأمنيين في المحافظة من قرارات الوزير التي تستهدف كل قيادي أمني أو جندي لا يؤدي عمله على أكمل وجه وما هو مطلوب منه.
ولكن يبقى السؤال المهم الذي نطرحه على المحافظ شوقي هائل والعميد مطهر الشعيبي، مدير عام الشرطة بتعز وهو: هل سيظل الوضع كما هو عليه الآن في ظل زيارة الوزير الترب بعد مغادرته؟ أم ستعود الحالمة إلى عادتها القديمة وينتشر المسلحون في أرجاء المحافظة ويعود الكسل والترحيل للمهام الأمنية في أقسام الشرطة وتعود أيضاً الاختلالات الأمنية داخل الحالمة؟! أسئلة نترك الإجابة عنها للأيام القادمة.
أعتقد أنه يجب على محافظ المحافظة والذي هو أيضاً رئيس اللجنة الأمنية، وكذا العميد الشعيبي أن يواصلوا العمل الدؤوب في الجانب الأمني واعتبار أن الوزير الترب موجوداً يومياً في تعز واعتبار المواطن في تعز أيضاً له حق وله عند المسئول الأمني بالمحافظة حق متمثل بإرساء دعائم الأمن والاستقرار.. وأعتقد أيضاً أن على القيادات الأمنية إخضاع أفرادها لمبدأ الثواب والعقاب لا أن يُترك الفرد يمارس سطوته على المواطن وتحت غطاء النظام والقانون بل يجب أن يعرف الجميع سواء من ينتمون إلى السلك العسكري أو الأمني والمواطن أيضاً ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات.
تعز عانت ولا تزال تعاني من تبعات أزمة عصفت بالبلاد ودفعت الكثير جراء تلك المعاناة ولا تزال تدفع حتى الآن في ظل انتشار حمل السلاح والمرافقين المدججين بمختلف أنواع الأسلحة وكل من له سيارة "حبه وربع" يملأها مرافقون ويتمشيخ بعد أن كانت تعز مدينة الثقافة والسلم والأمان ... بعد أن كانت تعز لا يوجد بها الشيخ فلان أو علان.. بعد أن كان أبناؤها كافة يعبّرون عن مطالبهم بالسلمية والشعر والقلم والسلوك الحضاري والطرق القانونية.
تعز يا وزيرنا التَرب تحتاج فقط إلى أن يعرف كل من فيها من مسئولين بدءاً من قيادة المحافظة ومروراً بالقيادات الأمنية وقيادات السلطة المحلية في المديريات والأفراد في الأجهزة الأمنية أن كل مواطني تعز هم اللواء الدكتور عبده حسين التَرب ويجب عليهم بحضور الوزير شخصياً أو بغيابه أن يضطلعوا بمهامهم على أكمل وجه وأن يراقب كل شخص وكل مسئول نفسه في أداء مهامه دون كسل أو ملل.
أخيراً:
نرحّب بالوزير اللواء الدكتور عبده حسين الترب في محافظة تعز، ونأمل من قيادة المحافظة وكافة السلطات الأمنية التي تقع تحت إدارة الوزير أن تعمل على نفس الوتيرة العالية التي تعمل بها اليوم في ظل وجود الوزير وأن تواصل ملاحقة الخارجين عن القانون وفرض هيبة الدولة بعيداً عن الارتجال والتصرفات اللا مسئولة من قبل البعض.
gammalko@hotmail.com
في الثلاثاء 22 إبريل-نيسان 2014 01:41:18 ص