بين التلميع والتشنيع..الإصلاح ومن وراءه يمارسون هوايتهم المفضوحة
كاتب/أصيل القباطي
كاتب/أصيل القباطي
وقف سياسي بارز، ينتمي إلى حزب الإصلاح، أمام صندوق الاقتراع في «انتخابات الرئاسة - 21/فبراير/2012» حاملاً ورقة التصويت قبيل وضعها في الصندوق، كانت الوضعية مناسبة لالتقاط صورة، لتضع فيما بعد «صحيفة» تتبع حزبه تلك الصورة مرفقة بخبر عنونته بـ"اليمن تدخل عهد جديداً"، كان في سطوره أن هذا السياسي صرح قائلاً "إننا كـ«شباب للثورة» نضع مجمل ثقتنا في الأخ المناضل عبدربه منصور هادي بقيادته السفينة إلى بر الأمان، بل إلى أبعد من ذلك، ونحن سنده وعضده". حينها بدا حزب الإصلاح كمن يستحضر ذات الخطاب الذي تبناه في انتخابات رئاسة 1999 والذي در عليه مكاسب جمة على مختلف الصعد.
اليوم تهاجم «الصحف» وبقية «المنصات الإعلامية» المحسوبة على مراكز القوى التقليدية، والذي يشكل حزب الإصلاح عصاً يتوكؤون بها، بلا حصافة إعلامية، مثلاَ، وزير الدفاع الذي يُعتبر بالنسبة لهادي ضامناً لتخليق نفوذ جديد له والمحافظة عليه، معتبرةَ أياه فاسداً ولصاً و....، مهلاً وزير الدفاع لم يتغير، هو ذاته من تصدر صفحات هذه "الصحف" كمناضل وطني يفضح فساد القادة العائليين في الجيش، فكيف أضحى في أقل من عام، أقل بكثير من عام، فاسداً..؟، بل سبق لها وأن ألصقت به صفة "سيسي اليمن"، ولا أدري إن كان هذا الوصف في إطار فترة التنميق أم عهد التشوية، فسرعة احتراق الزمن بين الفترتين لم يدع لإدراك فاصل بينهما أي فرصة.
قد يبدو مبرر عدم الزج بالجيش في الحرب في عمران وهمدان لـ«فرض هيبة الدولة والحفاظ عليها»، والذي يستعمله كتاب ونشطاء من طينة رشيدة القيلي وخالد الأنسي و ... في الهجوم على الرئيس، سطحياً يخفي أغوار الوهن الذي أصاب هذه القوى وقصقصة الأجنحة التي حلقت بهم عالياً عقب تمكنهم من الالتفاف على الثورة جراء تنامي السخط الشعبي عليها وإدراك الرئاسة المتأخر بخطرها، هذا إن صَدُفت تلك الأنباء وأعتقد بصدقها، أضف إلى ذلك المواقف الخارجية التي تطارد الجماعة التي شكلت حاضناً سياسياً ودينياً لمراكز القوى القبلية والعسكرية، والتي شكلت الحاكم الخفي القابض على زمام حكم صنعاء منذ 78 أو بالأحرى منذ انقلاب 5 نوفمبر 1967، وتظن أن دخول الدولة في حرب مع أعدائها سيشكل فرصةَ لالتقاط ما خسرته وترميم مكانتها المتصدعة ويعيد لها كرامتها المنهارة بدخول "الخمري".
مع زيارة وزير الدفاع إلى أمريكا، التي تتركز على موضوع بناء الجيش، اشتد الهجوم الإعلامي على الرئيس ووزير الدفاع، تشعرك كومة الاتهامات التي شكلت أساس هذا الهجوم انك لست إلا أمام قشور تغطي ما يضمره رعاة تلك الوسائل الإعلامية وهم يرون مكانتهم يُنتقص من حقها، والحامي الرسمي لتلك المكانة «الدولة» يتنصل عن واجبه هذه المرة، بعد إذ كان «صميلاً» يلوحون به متى ما يقتضي الأمر؛ كخوض معارك البسط على الأراضي مثلاً وبعد ذلك حماية الأرضية المبسوط عليها، لا يحتملون صدمة رؤية أراضي نفوذهم التاريخي يُبسط عليها بطريقة سياسية وأكثر دهاءً. هنا أتساءل، هل كان هذا الهجوم الإعلامي ليتم، فيما لو رافق وزير الدفاع في زيارته إلى أمريكا مستشار رئيس الجمهورية لشئون الدفاع والأمن..؟!
حزب الإصلاح يتعامل وفق "كُله لحم وارجمه عظم" مع السلطات المتلاحقة، فعلي صالح، الذي كان المظلة التي حمت ظهر الإخوان المسلمين وهم يتغلغلون في جسد الدولة من لسعات الغضب الشعبي، مثال للأسلوب الذي يسير على نهجه هؤلاء، فبعد استكفائهم منه قرروا الانسلاخ عنه ظاهرياً مع الحفاظ على المكاسب التي حُققت لهم أثناء حكمه، اعتبروه نظاماً منعزلون هم عنه تماماً! وهكذا يمضون على ذات النهج في الفترة الانتقالية، لقد أوجدوا لأنفسهم حضوراً متفاقماً داخل مفاصل الدولة، في الجيش مثلاً، ليشرعوا الأن بممارسة طقوس التنكر.
بالعودة إلى السياسي الإصلاحي البارز الذي اُلتقطت له صورة في انتخابات 21 فبراير، قرأت له قبل أيام موضوعاً فيه اعتبر «الانتخابات التوافقية» خطئاً فادحاً فرضته "دول الخليج" على الشعب اليمني، و"عبدربه" خياراً غير مناسب للمرحلة، وان الله سيحاسبهم إن تجاوزوا عن التصرفات المشينة التي تمارسها «الحكومة»! تساءلت أيُ «إله» سيحاسبهم وأي «إله» يؤمنون به..؟

***
انتقل إلى جوار الرفيق الأعلى والد المناضل أحمد النويهي، فكل التعازي الصادقة لك ولأقارب ومحبي الفقيد، وكُن على أمل أن الممات بوابة عبور نحو الخلود.

  
في الأحد 13 إبريل-نيسان 2014 03:27:12 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=980&lng=arabic