التناقض واللامنطقية في الخطاب السياسي الإصلاحي
كاتب/مصلح محسن العزير
كاتب/مصلح محسن العزير
- عندما يعيد حزب الإصلاح إشعال الشارع اليمني بالمظاهرات لإعادة تأجيج الصراع السياسي في اليمن بما يتعارض مع مقررات المبادرة الخليجية ولا ينسجم مع مقررات مؤتمر الحوار ولا يتفق مع أجواء الوفاق التي ينبغي أن تسود لإعطاء الفرصة لاستكمال تطبيق المبادرة الخليجية والمساعدة على تطبيق مخرجات الحوار الوطني فذلك في عرفهم حق مشروع وثورة, وحينما يخرج الآخرون بمظاهرات لتغيير الحكومة التي ثبت فشلها وفسادها فذلك أمر غير مقبول وتراجع عن الثورة وخروج عن الشراكة الثورية مع الثوري الأصيل (تجمع الإصلاح)! الذي تقمص ادوار الثورة التي لم يكن يؤمن بها عبر مساره التاريخي وبينه وبينها ما بين السماء والأرض .
- حينما ينظم الإصلاح الاعتصامات والمظاهرات والاحتجاجات لعزل مئات وآلاف القياديين في الجيش والأمن والقوات المسلحة والوزارات والمصالح الحكومية ومحافظي المحافظات ويتم الاستجابة لهم ويتحقق هذا لهم فذلك أمر مشروع ومطلوب وممارسة لحق الثورة خارجاً عن التوافق الوطني للاستحواذ على مفاصل وأجهزة الدولة العسكرية والأمنية والمدنية , وأما عندما يتظاهر أبناء محافظة عمران لتغيير قائد لواء عسكري واحد ومحافظ واحد قرر المجلس المحلي للمحافظة عزله فذلك يهدد الثورة والجمهورية ويعيد الإمامة ويتصادم مع كيان الدولة وفوضى وخروج عن قرارات الحوار الوطني ولا مانع لدى الإصلاح أن يتزامن ذلك مع التظاهر والاحتشاد والاعتصام أمام مبنى محافظة إب لإغلاق المبنى وعزل المحافظ دون أن يشعر هؤلاء أن ذلك يتناقض مع موقفهم في عمران .
- حينما قام تنظيم الإصلاح بمهاجمة ألوية الجيش في مناطق عديدة في الحصبة وأرحب ونهم والحيمة الخارجية والجوف وقطع الطرقات في أنحاء مختلفة في اليمن فتلك ثورة وذاك مشروع ومقبول ومطلوب , وحين يُعتدى على أناس أبرياء ويقتلون في حواجز إصلاحية في حاشد وهمدان وأرحب وغيرها فذلك حق طبيعي لا يستحق التعليق وعندما تُقابل اعتداءاتهم بالمواجهة من الأطراف المستهدفة فذلك خروج فاضح على هيبة الدولة وقطع للسبيل وتهديد حقيقي للثورة والجمهورية وكيان الدولة.
- حين طالب الإصلاح بالتدخل الدولي والوصاية الدولية ودافع باستماتة عن وضع مجلس الأمن اليمن تحت البند السابع فذلك وطنية وحرص على مصالح البلاد والعباد,
- عندما يتم ضبط 12 سفينة وشحنة أسلحه تركية في موانئ اليمن وداخل أراضيها فإن ذلك يقابل بالحديث الممجوج عن تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والسياسي مع تركيا الشقيقة ويتزامن مع سعي حثيث لتطوير أواصر التعاون والعلاقات بين البلدين الشقيقين ودور تركيا الشقيقة في دعم اليمن , وحين تضبط سفينة في عرض البحر من قبل القوات العسكرية الأمريكية يقال أنها قادمة من إيران وأن وجهتها اليمن دون ثبوت ذلك فإن ذلك تدخل سافر في شؤون اليمن مقترن بدعوة لمعاقبة إيران وإدانتها دولياً .
- حينما يدافع الإصلاح عن الجماعات الإرهابية الإجرامية في سوريا وليبيا والعراق ومصر فإن ذلك دفاع عن الديمقراطية والحرية يستحق ان يتجند له الإصلاح ومفتيه وقنواته الإعلامية بما فيها الحكومية المسيطر عليا من قبله , أما حين يقف آخرون مع المقاومة البطوليه العظيمة لحزب الله ضد الكيان الصهيوني ويتعاطفون مع سوريا ومواقفها القومية المساندة للقضية والمقاومة الفلسطينية والمقاومة الإسلامية في لبنان ومقاومة التدخل الاستعماري الدولي والإقليمي والرجعي العربي في شؤون سوريا التي تضافرت قواه لتدمير هذا البلد وقتل أبنائه وإثارة الفتن بينهم وتفتيت وطنهم تحقيقاً لأهداف الصهاينة فذلك طائفية شعبية وعمالة خارجية .
- حينما يقوم مدير مؤسسة المياه في الحديدة والعاملين فيها بواجبهم لإلزام حزب الإصلاح بدفع فواتير المياه المستحقة للمؤسسة فذلك اعتداء على حزب الإصلاح ومقره يستدعي تنظيم مظاهرة لاستنكاره ورفضه وحمله إعلامية واسعة للتنديد به والمطالبة بإنزال العقوبات عليه وعلى العاملين في المؤسسة, ولا مانع قبل وبعد ذلك أن يستمر الإصلاح بالحديث الذي يصم الأذان عن الدولة المدنية .
- حينما تحكم الدولة حلف قبائل حضرموت جراء حادث اشتباك مع نقطة عسكرية سقط خلالها شهداء من الأمن والقبائل بمبلغ مليار ومائتين مليون وعشرين سيارة صالون و202بندقيه ويتم دفعها فعلاً فذلك أمر مسكوت عنه لا يستحق تعليق او استغراب او استهجان وحينما تسعى الجنة الرئاسية لتهجير جراء قتل متظاهرين في عمران بمجموعة أثوار ويرفض هذا الهجر وتستمر المطالبة بتغيير المحافظ وقائد لواء عسكري فتلك طامة كبرى ومصيبة ما بعدها وإهدار لكرامة الدولة وإسقاط لهيبتها وتهديد حقيقي لكيانها.
.......وبعد هذه مجرد لقطات ونماذج بسيطة لخطاب حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يتعامل مع غيره من القوى السياسية وفق منطق حقنا حق وحكم مرق وما يجوز لنا لا يجوز لغيرنا ونحن دوماً على الصواب وغيرنا دوماً على خطأ وليس من حق احد من اتباع الحزب ولا غيرهم مجرد التفكير بشيء من العقل عن معقولية وسلامة هذا الخطاب ,أما إحصاء وتتبع اللامنطق المعوج لهذا الحزب والجماعة التي تشكل عموده الفقري فأمر يحتاج إلى مجلدات لأنه في الحقيقة يشكل منهج الجماعة وسلوكها والأغرب أن هذا الحزب قيادة وقواعد لا يلحظ أن هناك تعارضاً وتناقضاً في ذلك , بل انه قد يرتقي في نظر القادة والأتباع لان يكون ديناً يتوجب الإيمان به , ولا حول ولا قوة إلا بالله.
*صحيفة الاولى

في الخميس 10 إبريل-نيسان 2014 04:58:41 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=978&lng=arabic