|
وتؤصل للخلاف وتفتح أبوابا لصراع الأطراف الحزبية،ويجعلها بيئة غير مستقرة،تنعكس سلباً على التحصيل العلمي لدى الطلبة،الذين يعانون نقصاً حاداً في القيم المعرفية مع الذات،والمحيط المباشر والعالم الخارجي،ويعيشون حياة تعليمية مضطربة مشوشة الفكر والمبادئ،وفي النهاية يكون التعليم والتلاميذ هم الضحية،الذي يتغذى بهم(الإسلام الحزبي)مثلما تتغذى منهم النزعات الهدامة المتطرفة،في السياسة التعليمية والثقافية للمجتمع والدولة،والتي جعلت نظام التعليم بيئة خصبة لصعود(الإسلام الحزبي)وتوليد ظواهر التطرف الديني في اليمن والدول العربية،الذي شكل إهدارا تربويا وماليا وتنمويا،وزاد من حجم الأمية والبطالة في بلداننا العربية والإسلامية.
وبالمقابل فإننا نرى الدول المتحضرة والمتقدمة،قد جعلوا التعليم قضية أمن قومي لا يمكن التعامل معه،من منظور عقائدي أو خدمي للسياسات الحزبية،واعتبار التعليم ذخيرة الوطن ورأس مال الأمة،و فوق الأحزاب والحزبية،ومقدس عند الأحزاب التي تحترم أممها وأوطانها،لكن إخواننا في الله،طمعهم الدائم في حقيبة وزارة التربية والتعليم ليسيطروا على التعليم،وأخونته إداريا و نظاما ومنهجا،وتحويل المناهج إلى دينية مجردة تدمر التعليم والتعلم كما وكيفا،وقاموا ببناء مدارس وجامعات خاصة بهم من منطلق مذهبي وديني،تقوم بتخريج أجيال من حملة الشهادات،بثقافات منغلقة غائبة عن حركة التاريخ،وقاموا بإقصاء ألآخرين وإحلال أتباعهم بديلا عنهم،وحولوا الوزارة ومكاتبها إلى ملحق سياسي تابع لحزبهم،مما شكل أكبر الخطر على مستقبل الوحدة الوطنية.
كما حدث سابقا في باكستان وأفغانستان والعراق ولبنان والجزائر والصومال،وأدت في نهاية الأمر إلى بناء أجيال لا تؤمن بالعلم،بقدر ما تؤمن بالدولة الدينية،وكما يحدث حاليا في دول الربيع العربي، اليمن ومصر وليبيا وسوريا وتونس،من صراعات مسلحة والذي تفتك بشبابنا ومجتمعاتنا يوميا،منذ صعود ألإخوان إلى سدة الحكم،لأن العنف والتطرف الديني لدى(الإخوان)أصيل في مناهجهم وأطروحاتهم وشعارهم(المصحف والسيف)ناشئ عن فهم ديني منحرف،ويستند إلى نصوص أسيء تفسيرها،وإلى ثقافة(فجر نفسك تدخل الجنة)لذلك فعلى الدولة القيام بواجبها في إصلاح التعليم والتوجيه الديني،الذي يجب أن يبنى على المساحة المشتركة بين أفراد المجتمع،وإبراز جانب الحوار والتعايش في عالم يسوده الإخاء والمحبة،والله من وراء القصد والسبيل.
في السبت 05 إبريل-نيسان 2014 10:24:15 م