|
هذا الصياد المسكين سقط قتيلاً على الفور فما كان من زملائه إلاّ أن أبحروا باتجاه ساحل الحديدة ليواروه الثرى بعد أن دونوا اسم ورقم هذه السفينة لتبدأ رحلة طويلة من البحث عن الانصاف والحق الضائع حادثة مقتل الصياد قونص تعود إلى ما قبل 3 سنوات وبالتحديد إلى الثالث من أغسطس من عام 2011م، ومنذ ذلك اليوم وأسرة هذا الصياد المكونة من 8 أطفال يبلغ عمر أكبرهم 12 عاماً وأبوين مسنين تعاني الأمرين دون أن يكترث لامرها أحد على الرغم من المتابعة الحثيثة للجهات الرسمية المختصة في صنعاء وما كان أمام وكيل هذه الأسرة المنكوبة وهو خال الصياد القتيل إزاء عدم الاهتمام واللامبالاة من قبل المعنيين إلاّ أن يلملم أوراقه ويعود خائباً من العاصمة إلى قريته النائىة بمديرية الخوخة وقد بلغ اليأس والاحباط مدى كبيراً في نفسه غير أن الأيام القليلة الماضية شهدت تطوراً لافتاً في القضية إثر قيام منظمات حقوقية نرويجية بايفاد صحفي إلى القرية النائية، حيث يسكن أطفال القتيل واجراء مقابلة صحفية معهم وبعد أن تم نشرها في عدد من الصحف النرويجية باتت قضية مقتل الصياد اليمني في صدارة اهتمامات الرأي العام النرويجي لتتعرض حكومة أوسلو لضغوط كبيرة من قبل الحقوقيين والناشطين هناك من أجل تحقيق العدالة والانصاف لأطفال الصياد قونص فيما ظلت الجهات المختصة في اليمن تتعامل مع الأمر وكأنه لا يعنيها وهو الموقف الذي كان محل استغراب ودهشة واستنكار المنظمات الحقوقية في النرويج والتي أكدت بأن هذا الاهمال الغريب لا يعفي أبداً حكومة بلادهم من القيام بمسؤولياتها وتحقيق الإنصاف العادل لأسرة وأطفال الصياد القتيل وهنا نستطيع القول بأنه لا يمكن لنا الحديث عن دولة حديثة وعن مستقبل منشود وعن وطن العدالة والمساواة إلاّ إذا أصبح الإنسان محور اهتمام الدولة وغاية أدائها وبدون ذلك سنظل نغازل الأوهام ونتطلع إلى معانقة السراب..
في الخميس 30 يناير-كانون الثاني 2014 01:04:09 ص