|
? حدث في الصين، أن تفوقت السلحفاة على الأرنب في سباق رياضي شاركت فيه قطط .. وكلاب .. وطيور وحيوانات أليفة أخرى.
? السلحفاة ظفرت بالسباق لأنها منضبطة، ومجتهدة والأرنب خسر الرهان لأنه لم يصغ لتوجيهات صاحبه .. وظل يستعرض قدرته في القفز والرقص فجاء في المركز الأخير.
? الخبر من الصين ونشرته -الثورة- في صفحتها الأخيرة قبل أيام، ومن الصين دائماً تأتي الأخبار المدهشة ومنها أيضاً تقدم العبر النادرة والدروس العابرة.
? يحدث في مرات كثيرة أن الأرنب يخسر السباق وفي حكايات الأطفال ان ارنبا مغروراً شاهد في الغابة السلحفاة المسكينة تمشي ببطء.
? فأخذ يسخر منها .. ويستهزئ بها .. فتحدته للسباق .. فصرخ بغرور لن تغلبني هذه المسكينة البطيئة .. سأنام .. وأرتاح ثم أسبقها فيما بعد وحين آفاق كانت السلحفاة قد فازت بالرهان.
? ليس مهما أن تكون سريعا .. ولا يضر أن تكون بطيئاً .. المهم أن تحدد هدفك .. وتنجز عملك وتركز على الحصيلة .. وليس على الوسيلة.
? وغرور الأرانب مرض معدي يصيب البشر فيدمر طموحهم .. ويعيق تطورهم .. ويقضي على آمالهم .
? أنظروا للزعامات العربية التي ذهبت في الصيف .. وتلك التي جاءت في الربيع .. هل لها من مؤهلات غير التهور .. والاستخفاف بشعوبها والحكم على الآخرين من مظاهرهم .. ومالهم .. ونفوذهم الزائف.
? أمم .. ودول .. قادة .. وزعماء .. أفراد .. وجماعات وقعوا في غرور الأرانب .. فوقعوا من عل .. وقادوا شعوبهم إلى هاوية المجهول .. ودهاليز التخلف والنسيان.
? إن شعوباً تهدر عمرها في الكلام .. وتنفق ثروتها في الظلام .. لن تطال مجدا .. ولن تنال فوزا .
? ودول مثابرة صامتة مجتهدة .. ومنضبطة خرج أهلها من الغابات .. فتعلموا وعملوا وأصبحوا اليوم في مصاف الدول الراقية التي يحترمها .. ويهابها الجميع.
? تأملوا حالنا المائل وحظنا التعيس قضينا جل عمرنا ومازلنا في الهدار عقود وعهود شغلنا أنفسنا بالتفاهات والتغني بالماضي الذي كان.
? تجاوزتنا دول صغيرة وتركتنا أمم فقيرة وحدنا نتحاور في الفنادق الفخمة حول زواج القاصرات ونوع الضمانات وبنود المخرجات.
? وقبلها ذهب عمرنا هدرا.. وطاقاتنا شذرا نلعن الإمامة والاستعمار ونختار الكفاح المسلح.. والنضال المرجح والصراع الدامي المخيف التي تظهر علاماته من جديد في صعدة.. والضالع ومناطق أخرى في الطريق.
? في سباق السلحفاة والأرنب يخسر الأرنب لغروره وتبجحه وتقاعسه وسخريته.
? وتفوز السلحفاة بالصبر والمثابرة تصغي وتتعلم وفي ذلك سر التفوق والإنجاز .
? المشهد يتجاوز سباق الحيوانات الأليفة فالحياة دائما فيها طرفان فائز وخاسر وكل منا عنده طاقة كامنة، البعض يستثمرها للخير والنجاح.. والبعض الآخر يهدرها في الشر والتآمر.
? وفي مضمار السباق بين الدول.. والأمم والزعامات والأفراد ليس بالضرورة أن يفوز الأسرع بل المثابر والمجتهد.
? أنظروا ماليزيا وصفقوا لعمان وتحسروا على .. ومثلها .. لاعراقة نفعت ولا ثروة نجحت كلنا في ذيل القائمة.
? ويا لطيف كم عندنا من الأرانب المغرورة التي ترقص على هواها.. لا هدف لها ولا غاية تسير خطوة إلى الأمام. وخطوتين إلى الوراء
? والمصيبة أنها تقودنا بغرورها وبلادتها إلى المجهول لا ترى الضرر ولا تسمع النصح وهل لنا بمصل عاجل للقضاء على غرور الأرانب.
*الثورة نت:
في الأربعاء 22 يناير-كانون الثاني 2014 05:35:36 م