|
وأقولها بكل صدق وشفافية ووضوح :
ان اكثر اثارة في هذه الافتتاحية ، رسالة المحافظ التي يجب ان تقرأ ، مفنداً اسباب هذه ( الفتوى )كأمر قهري يدعو القرّاء شاءوا ام أبوا الى قراءتها ؟! لأنها في تقديري ، قد بيّنت دوافعها والمقاصد التي ارادت الوصول اليها وذلك عبر تفنيد سيرته النضالية في معارك المحافظة مع تنظيم (القاعدة ) .ان الأمر يا صديقي ليس هكذا فالصحيفة ليست ثكنة عسكرية للدعوة الى وجوب القراءة ، والفتوى القهرية التي تعلّقت بشروط وضوابط صارمة والتي تنطبق على كل فرد انضباطا وتنفيذاً للأوامر تحت مبدأ نفذ ثم ناقش ، لا محل لهذا الأمر في الصحيفة ، فأي صحيفة عليها أن تتحلى بالمهنية قبل كل شي آخر ، والصدق حتى وان كان في حده الادنى ولا باس من الاثارة الصحفية ، ولكن بما لا يشوه او يسيء الى قدسية المهنة الصحفية او يستفز القارئ ، لكن يبدو ان القائمين عليها تعرضوا ايضاً لنفس الأمر انشر ثم ناقش .
ان الامر يا صديقي هنا ربما يختلف لان الدعوة الى القراءة ليست الزامية للقارى وليس عليه واجب القراءة بكل شاردة ووارده إلا بما يحب ويرغب وله الحرية المطلقة وليست المقيده في اختيار الموضوع الذي يرغب في قراءته. ان ما يحز في النفس ان كل المواقف البطولية والتضحيات الجسيمه التي قدمها كل الاوفياء من ابناء الوطن والمحافظة وفي المقدمه منهم رجال القوات المسلحة البواسل وأبطال اللجان الشعبية الصناديد قد اختزلهم الاخ ( العاقل ) في شخصيته ، وكان عليه ان يذكرهم قبل ذكر اسمه ، لأنه ربما يكون واحد منهم ، وليس افضل منهم لأنهم لم يبخلوا عن تقديم ارواحهم الزكية رخيصة من اجل وطنهم ، وسالت دمائهم الطاهرة من اجل تسقى كل ذرة رمل في وديان وجبال وصحاري محافظة ابين الشامخة لتنبت من جديد اجيال الغد حاملين قيّم الوفاء والشجاعة والعطاء ، يمجدوا روح التضحية والفداء ويقرءون تاريخ كتبه الابطال بحروف من ذهب لا يصدأ حروف "السيوف الذهبية " ويدرك احفادنا كم هي عظمة الوفاء في حب الوطن والذود عن حياضه وعزته وكرامته وكم هي عظمة الوطن الذين جادوا ابنائه بأرواحهم من اجل ان يبقى خالداً مخلدا لتتطهر كل مواقع الشرف والبطولة من نجاسة عناصر( القاعدة ) الذين لا يتحركون إلا لتنفيذ (اجندة ) أسيادهم في الداخل والخارج الملطخة بدماء الاوفياء من ابناء الوطن .
لقد كنت اتمنى "وما كل ما يتمناه المرء يدركه ، ان الاخ المحافظ لا يتكلم عن مواقفه الشخصية في معارك البطولة والفداء التي جرت في المحافظة ، فالحديث عن الذات غير محبب ، ولا يليق برجل يقف اليوم على قمة هرم السلطة في المحافظة ويعد داخل المحافظة وخارجها من ( الكبار) فمحافظة ابين يشهد لها التاريخ قديماً ووسيطاً ومعاصراً أنها( ولاّدة) القادة الكبار والرجال الاوفياء ، وأصحاب المواقف الجسوره الذين لا يتحدثون عن انفسهم ، بل حتى وان تحدث الآخرون عن سجاياهم العظيمه ومواقفهم الجسوره لا يحبذون ذلك .. ويرفضونه لأنهم ينطلقون من المبدأ القائل :
انه لا قيمة لتضحياتهم اذا ما قورنت بعظمة هذا الوطن ، والعطاء الدائم لهذه الارض الطاهرة التي جئنا منها وعشنا ونعيش على ترابها (صغاراً) حتى اصبحنا ( كباراً) وفيها نجد ملاذنا الأخير في الحياة الكريمة حتى يتوفانا الله .. ويأتينا الأجل المكتوب على جباهنا.
وأنت يا جمال العاقل محسوب عند الله بمواقفك البطولية كواحد من هؤلاء الرجال ، فلا تسيء الى مواقف كنت قد قمت فيها ، ولا تخدشها ، او تشوهها ، بذكرها 00 وهي مواقف قمت بها بقناعتك الشخصية التي لم تملى عليك من أحد - في اعتقادي - واختيار قد اخترته بمحض ارادتك ولم يفرض عليك هذا اولاً وثانياً كرد اعتبار لوطن انت تنتمي اليه ، ومن واجبك قبل غيرك ان تقف في مقدمة الصفوف للدفاع عنه وحمايته ، وتطهيره من الغزاة الطامعين الذين عاثوا في ارضنا فساداً منكراً وزادوا بتخريب وتدمير اوطاننا ، فكنت يا جمال جميلاً بمواقفك كواحد من الرجال الذين لا نراهم يأتون ثانية ليمتدحوا انفسهم بما قدموه لأوطانهم ، لأن معدن الرجال الاوفياء - يا صديقي - لا يتكشف للمرء إلا في المنعطفات التاريخية الحاسمه ، وكانت معارك ابين مع تنظيم (القاعدة ) واحده من هذه المنعطفات ، والرجال في كل الاحوال ( معادن ) فمنها ما يغلى ثمنه ونادر ولا تجده إلا في المنعطفات التاريخية الحاسمه ، ومنها رخيص الثمن الذي تجده مع كل ريح تهب على الوطن يتحرك مع حركتها صوب ما يحققه من مكاسب وغنائم حتى وان كانت هذه المكاسب والغنائم لا يجدها إلا على موائد (اللئام) و الانذال والجبناء .
وفي كل الاحوال علينا ان نفتح قلوبنا وسرائرنا للآخرين ونتقبل ما لا يعجب الناس فينا ، بما لا يخدش كرامتنا او يشوش من مصداقيتنا ، وان تكون عقولنا سباقه قبل قلوبنا لتقبل تقويم ذواتنا وإصلاح مقاصدنا لذلك كله ادعو ابن العاقل ( جمال ) ان لا يغضبه قول الحق وان كان على نفسه وان لا يركن على الاوهام فليس الوهم كالفهم ولا الخبر كالعيان .
Maqbas1@yahoo.com
في الأربعاء 27 نوفمبر-تشرين الثاني 2013 01:08:51 ص