|
وفي نموذج مشابه يعبر عن هذا السقوط الاخلاقي في اليمن فقد اضحى الشيخ ، أو القبيلي ذو اللحية الكثة والشارب المفتول والجنبية (الصيفاني )البالغ ثمنها ملايين الريالات ، يعتبر ان من البطولة ان يخطف امرأة أجنبية "مسكينة" ، خاطرت وعبرت البحار والقارات لتصل اليه لتعالج اطفاله او لتعلمهم، او لتكتب شيئا ايجابيا عن هذا البلد الذي لا يعرفه العالم الا من كونه مصدرا للإرهاب والفقر واختطاف الاجانب كما فعلوا مع الصحفية الهولندية جوديث وزوجها ومع الصديق لوك سومر.
وفي ضمن دلائل مهرجان الانحطاط القيمي ان من المشائخ ممن يحملون الجوازات الدبلوماسية الحمراء من يسافر في مهمة (وطنية) ثم لا يخجل ان هو تحول الى مجرد متسول في قصور الشيوخ والأمراء وبيوت المال في دول الخليج باسم جمعيات مرضى السرطان او الايتام ، او مدارس تحفيظ القران الكريم ثم يعود متبخترا في مقعد رجال الاعمال على أضخم شركات الطيران العالمية.
في ظل هذا بات أمرا معتادا ان تسمع عن اختطاف طفلة لم تتجاوز نصف العام الثاني من عمرها من حوش منزل الاسرة بصنعاء، بغرض بيعها( قطع غيار تشليح او لاستخدامها في عصابات التسول في الشقيقة الكبرى) او بدافع الاغتصاب او الابتزاز.
مع كل نماذج السقوط القيمي المريع في المجتمع اليمني ،باتت الرشوة او سرقة المال العام او نهب الاراضي، او الغش ،والفساد خصال حميدة ،لا تعيب صاحبها بل انها قد ترفع من شأنه باعتباره رجلا محنكا أو احمر عين كما يقال يستوجب الترقية او التبجيل والاحترام.
على ما سبق يمكن القول ان الانهيار السياسي او الاقتصادي لم يعودا سببا رئيسا لانهيار اليمن على خطورتهما، بل ان انهيار القيم والاخلاق المتسارع بات يمثل العامل الأبرز والاكثر خطورة، كونه يشمل المجتمع بكامله بتاريخه وعقيدته وأعرافه وتقاليده، فان لم يتم اصلاح وتدارك هذا الخطر فإن هذا المجتمع ،موشك على الانهيار وهنا تكمن الكارثة..
في الثلاثاء 24 سبتمبر-أيلول 2013 05:52:15 م